الأربعاء 16 أكتوبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

مزرعة الإخوة لكميتي لتربية المائيات المدمجة مع الفلاحة بجيجل: مشــــروع اقتصــــادي بعائــدات بيئيـــــة

عمل الإخوة لكميتي بجيجل على تجسيد مشروع نموذجي في تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة بمستثمرتهم الفلاحية، في تجربة بعائدات اقتصادية مع ضمان الاستدامة.
المشروع تم التحضير له بصورة جيدة من خلال عمليات التكوين التي سبقته أو المتابعة المستمرة من قبل المصالح المختصة، ويأملون في تطويره بإنجاز مفرخة لتربية المائيات و كذا المرور للتسميد الطبيعي و الرفع من مردودية الإنتاج الفلاحي المسقي بالمياه التي تكون مشبعة بمخلفات الأسماك.
و يعتبر الإخوة من بين الفلاحين الذين ينشطون في المجال الفلاحي منذ سنوات، و يؤمنون بضرورة تطوير نشاطهم و تقديم منتوج فلاحي و قيمة غذائية جيدة، ما جعلهم يفكرون في نشاط التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة، و المتمثلة في إدخال و استزراع الأسماك في وسط مائي مؤهل للاستغلال الفلاحي و تتم تنمية هذين النشاطين بشكل متواز أو متتابع، من خلال استفادة كل نشاط من إيجابيات النشاط الآخر، حيث تضمن توفير منتوج سمكي و الرفع من مردودية الإنتاج الفلاحي المسقي بالمياه المستزرعة و التي تكون مشبعة بالسماد الطبيعي، المتكون من مخلفات الأسماك التي يتم تسمينها فى أحواض السقي.

و حسب المختصين في قطاع الصيد البحري، فإن لإدماج التربية السمكية مع الفلاحة، العديد من المزايا، حيث تضمن العملية مصدرا إضافيا من البروتين، تنويع عائدات المستثمرة الفلاحية و تحسين المستوى المعيشي للفلاحين، خاصة إذا تعلق الأمر بالمستثمرات الفلاحية الصغيرة، كما تعمل على تثمين استخدام المسطحات المائية و تقليص استخدام الأسمدة الكيماوية و توفير الأسماك للمستهلك بأسعار تنافسية معقولة، و تساهم من جهة أخرى في رفع المرودية الفلاحية للمستثمرة و تطوير فلاحة صحية و مستدامة و الميزة التي يمكن تأكيدها بإنشاء نظام بيئي يسمح بإعادة تدوير المخلفات الفلاحية في التربية السمكية، مما يساهم في الحد من التلوث العضوي.
الفكرة بالنسبة للإخوة « لكميتي» ، كانت من شقيقهم نعيم، بعدما شرع في المشروع و الحصول على الاعتماد من قبل مصالح الصيد البحري و تربية المائيات، و بعدها قرر الإخوة المشاركة في المشروع، بعد دراسة الجدوى، و التفكير بجدية ببناء مشروع عائلي يساهم من جهة في ضمان ديمومة نشاطهم الفلاحي، كونهم يمارسون النشاط الفلاحي منذ سنوات ببلدية القنار نشفي، ففكرة إدخال تربية المائيات بالمستثمرة الفلاحية، له فوائد عديدة حسب المتحدث.
و قد بدأ الإخوة في المشروع بعد فترة الكورونا، حسب التوهامي، أين تم التجسيد منذ نحو سنة، باستزراع صغار سمك بالأحواض منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، بحيث تم استزراع ما يقارب 22 ألف وحدة من صغار سمك «البولطي الأحمر».

التكوين في المجال عامل محفز للإخوة

و ضمن مرحلة أخرى لنجاح مشروعهم، باشر الإخوة التكوين مع مصالح الصيد البحري و الفلاحة و تلقي تكوينات في المجال مع البحث حول تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، لإيمانهم بأهمية التكوين الذي يساهم في فتح رؤى عديدة، و كذا تجنب الأخطاء و الإسراع في المشروع.

و يقضي الإخوة يومياتهم وفق برنامج عملي و تنسيق يومي، بحيث تتوزع المهام بينهم، فهناك من يقوم بمهمة التنظيف و المراقبة اليومية للأحواض و إطعام الأسماك، و أخر مكلف بعملية التموين، فالتنسيق فيما بينهم ساهم كثيرا في نجاح البدايات الأولى للمشروع، بحيث يتوجب المراقبة اليومية و تتبع مسار حياة الأسماك، مع ضمان توفير الأوكسجين بشكل كافي و كذا إطعامهم بشكل مستمر ووفق برنامج مضبوط.

إنشاء نظام بيئي يسمح بإعادة تدوير المخلفات الفلاحية في التربية السمكية

و حسب التوهامي، للمشروع العائلي أهمية كبيرة بالنسبة لهم كإخوة كونه جمع أفراد العائلة التي تنشط في المجال الفلاحي منذ سنوات، مما يتوجب عليهم عبر مرور الزمن تطوير نشاطهم بشكل مدروس، فالنشاط الفلاحي برغم أهميته إلا أنه من المهن الصعبة و غير المستقرة و تتطلب في كل مرة التنويع في المنتوج، لكن وبفضل فكرة شقيقهم نعيم الذي أدخل مشروع تربية المائيات بعد إطلاعه حول المساع التي تبذلها الدولة في إقحام تربية المائيات مع الفلاحة المدمجة و هو نشاط جد مهم، بحيث سيخفض من تكلفة استعمال الأسمدة و المرور للأسمدة الطبيعية الناتجة عن فضلات الأسماك التي تنتجها بالأحواض و المرور لسقي المنتوج الفلاحي بمياه مشبعة بالمواد الطبيعية، مما سيحسن المردودية و من جهة أخرى الحصول على مدخول إضافي و منتج جديد يتمثل في الأسماك التي سيتم بيعها و الحصول على مداخيل إضافية، و هذا ما يسعى إليه أي فلاح بضمان تحقيق مدخول، مضيفا، بأن المشروع يشارك فيه العديد من أفراد العائلة كيد عاملة على غرار ابنه الذي تعلم بعض التقنيات و أصبح يرافقهم بشكل مستمر.
وقد رافقنا التوهامي و ابنه بالمزرعة ووقفنا على جانب من نشاطهم اليومي، بحيث يبدأ المعنيون عملهم منذ الصباح الباكر، بمراقبة الأحواض لاسيما نسبة الأوكسجين في الماء بواسطة تجهيزات حديثة، ليتم بعدها إنقاص مستوى المياه من الأحواض وصبها في مجرى مربوط بشبكة تتجه مباشرة صوب الحقل، ليتم عبرها سقي المزروعات، قبل إعادة ملء الأحواض بالمياه العذبة، و إطعام الأسماك، مع تسجيل جميع الملاحظات، و أخبرنا التوهامي بأن أحد أشقائه قد توجه لولاية الجلفة قصد اقتناء العلف للأسماك، مضيفا بأن المشروع محل متابعة من قبل إطارات المصالح الفلاحية بشكل مستمر، حيث يقدمون مختلف التوجيهات مع المرافقة من الناحية التقنية، مؤكدا، أن العملية حساسة و تتطلب المتابعة و الاستشارة بشكل متواصل.
وفيما يتعلق بالتجهيزات و العتاد فقد تم اقتناؤها من الخارج بالعملة الصعبة، في عملية تطلبت عدة أشهر.
و يأمل، الإخوة إكمال المشروع و توسيع نشاطهم عبر إنشاء أحواض جديدة داخل المستثمرة، كما يطمحون إلى المرور إلى تربية الجمبري لما له من أهمية و قيمة غذائية و اقتصادية، و كذا التفكير في إنشاء مفرخة، مما سيسمح بتوفيرها لمشروعهم و للفلاحين بالمنطقة، وقال التوهامي» نأمل في توسيع المشروع و التنويع في النشاط عبر المرور لتربية الجمبري و كذا إقامة مفرخة للأسماك يمكن من خلالها ضمان توفير صغار الأسماك للمشروع و كذا بيع كميات وتوفيرها للفلاحين المنخرطين في الشعبة».
ومن بين العوائق التي يواجهونها حسب التوهامي، صغر القطعة الأرضية بحيث يأملون في الحصول على أراض فلاحية يتم كراؤها من أجل تجسيد مشروعهم، كون تربية المائيات تحتاج مساحة كبيرة، بحيث وجه الإخوة طلبا للجهات الوصية قصد المرافقة، بالإضافة إلى غياب الطاقة الكهربائية مما يجعلهم يتكبدون مصاريف إضافية، و كذا نقص العلف الموجه للأسماك، بحيث يتم الاستعانة و الحصول عليه من المصنع الوحيد الموجود بولاية الجلفة.

تحفيزات أقرتها السلطات للتربية المدمجة مع الفلاحة

و أوضح، مدير الصيد البحري و تربية المائيات، بأن نشاط تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة من بين النشاطات التي يتم العمل على تطويرها و ترقيتها، و قد أقر رئيس الجمهورية عدة امتيازات للنشاط مؤخرا و تقتضي بمنح 50 دج للكلغ عن كل منتج، و يعتبر الإخوة لكميتي أول مزرعة بجيجل ستستفيد من الامتياز، مضيفا، بأن الفرقة التقنية التابعة للمديرية تعمل على متابعتهم ومرافقتهم بشكل يومي ومستمر، و السعي لنقل التجربة لباقي المستثمرات الفلاحية قصد رفع الإنتاج السمكي في تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، مضيفا بأنه لابد من المرور إلى إنشاء منظومة بيئية خاصة تسمح بتعزيز الإنتاج السمكي و إعادة تدوير المخلفات الفلاحية والحد من التلوث العضوي.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com