سجلت مديرية محافظة الغابات لولاية ميلة، تضرر مساحة إجمالية تقدر بـحوالي 46 هكتارا من أشجار البلوط الفليني بمرض التفحم الفطري على مستوى غابة الدولة تامنتوت بتسدان حدادة، ما استدعى توقيف عملية جني الفلين هذه السنة، وخروج لجنة تضم خبراء لمعاينة الظاهرة.
مكي-ب
وتعد غابة الدولة تامنتوت موروثا طبيعيا مهما عبر إقليم ميلة منذ عقود لما توفره من جدوى اقتصادية وبيئية، التي تتربع على مساحة على مساحة 2291 هكتارا، لكنها الآن تواجه تحديات كبيرة جراء التغيرات المناخية التي شهدتها الولاية خلال السنوات الأخيرة حسب ما أفادت به رئيسة حماية النباتات والحيوانات بالمحافظة، منال حنيش، في تصريح للنصر، بفعل الارتفاع القياسي في درجات الحرارة والتذبذب في التساقطات.
وسجلت محافظة الغابات المحلية، مؤخرا، إصابة العديد من أشجار البلوط الفليني بداء التفحم الفطري أو الطفيلي، وفق ذات المصدر، خلال خرجات تفقدية قام بها أعوان المحافظة بغابة الدولة تامنتوت ببلدية تسدان حدادة، وقد سجل تضرر مساحة إجمالية قدرت بـ 46 هكتارا من أشجار البلوط الفليني الذي يعد أحد أهم المصادر الاقتصادية والسياحية والبيئية بالولاية.
وأضافت ذات المصدر، أن الإصابات سجلت عبر ثلاث نقاط بالغابة منها 40 هكتارا على مستوى حوز بني حسان، و 2 هكتار بحوز العكلي بالإضافة إلى تضرر 4 هكتارات بحوز ذراع الجرنيز، مؤكدة أن هذا الوباء يؤدي إلى ذبول وموت الأشجار، ما استدعى حسبها القيام ببعض الإجراءات مبدئيا لمنع انتقال العدوى لباقي الأشجار وحماية الغابة، حيث تم توقيف عملية جني الفلين هذه السنة إلى غاية إيجاد حلول بالتنسيق مع المديرية العامة والخبراء وأهل الاختصاص.
كما أكدت رئيسة حماية النباتات والحيوانات، أنه تم تنظيم خرجة ميدانية للغابة رفقة لجنة تقنية تضم خبراء من المديرية العامة للغابات والمعهد الوطني للأبحاث وإطارات من محافظة الغابات المحلية، من أجل معاينة المساحات المتضررة، قائلة بأنه تم إصدار تقرير مفصل حول التدابير الاحترازية لحماية هذه الثروة الغابية، خصوصا غابة الدولة تامنتوت بأعالي تسدان حدادة، التي تعد إرثا غابيا هائلا، له الأهمية البالغة على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة، فضلا عن دورها الجمالي والبيئي، لاسيما أن شجرة البلوط لها أهمية كبيرة بيئيا، حيث تعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في أنسجتها الخشبية، بالإضافة إلى جذورها التي تساهم في تثبيت التربة ومنعها من التعرية والتآكل، ما يعزز حسبها التنوع البيولوجي.
ويرجح سبب انتشار وباء التفحم الفطري بالمنطقة، وفق محدثتنا، إلى التغيرات المناخية التي شهدتها الولاية خلال السنوات الأخيرة، من خلال التذبذب في التساقطات المطرية والارتفاع القياسي في درجات الحرارة، كلهم عوامل حسبها، وراء انتشار مرض التفحم الفطري الذي يصيب الشجرة من الجذور إلى غاية الأوراق، قائلة بأنه مرض ينتقل عن طريق الهواء، ويجب الحذر والمتابعة المستمرة. وينتظر تنظيم عملية واسعة لتنظيف الغابة في الأيام القادمة، حسب رئيسة حماية النباتات والحيوانات، بالإضافة إلى انتظار التقرير المفصل من طرف الخبراء الذين قاموا بخرجة ميدانية إلى الغابة، لاتخاذ كافة التدابير، بغية حماية الثروة الغابية والمحافظة على الأملاك الغابية الوطنية.
فيما تم اتخاذ إجراءات لحمايتها بغابات قسنطينة
الصيد العشوائي والمتاجرة غير الشرعية يهددان بانقراض حيوانات
تعرف العديد من السلالات الخاصة بالحيوانات خطر الانقراض بمختلف الغابات المنتشرة بولاية قسنطينة، بسبب الصيد العشوائي لبعض المواطنين، والمتاجرة غير الشرعية بهذه الحيوانات النادرة دون معرفة الخسائر الناجمة عن إبرام مثل هذه المعاملات التجارية، واتخذت محافظة الغابات إجراءات لردع المخالفين بغية الحفاظ على هذه الثروة الحيوانية.
حاتم / ب
وتعتبر الغابات الواقعة في ولاية قسنطينة، من أكثر الغابات التي تعرف إقبالا للصيادين سواء تعلق الأمر بهؤلاء الذين يمارسون نشاطهم بطريقة غير قانونية أو صيادين يحوزون على تراخيص، وتتوفر ولاية قسنطينة حسب حصيلة النشاطات التي نشرتها محافظة الغابات، على 13 جمعية صيد معتمدة وفقا للقانون 06/12 المؤرخ في 12 جانفي 2012، المتعلق بالجمعيات ذات الطابع الاجتماعي، حيث أن هذه الجمعيات تكون فيدرالية ولائية للصيادين. وخضع الصيادون في قسنطينة، إلى دورات تكوينية يحصلون من خلالها على رخصة صيد، حيث تم تنظيم 26 دورة تكوينية منذ سنة 2019 تدوم كل واحدة لمدة 3 أيام، شارك خلالها 826 صيّادا مكوّنا نجح منهم 820 صيادا بعد التقييم، لتسلم 776 رخصة صيد للمتفوقين والذين يمارسون نشاطهم برخصة قانونية تسمح لهم بالتواجد في عدة غابات بالولاية.
وبعد صدور القرار المؤرخ في 13 أوت 2024، والمتضمن تحديد مناطق الصيد المخصصة للإيجار بالمزارع وضبط حدودها، أين تمت المصادقة على 7 مناطق صيد، بمساحة تقدر ب2790 هكتار موزعة على كل من بلدية زيغود يوسف بمنطقة الملعب على 263 هكتارا، والثانية ببلدية عين سمارة بغابة الشطابة تشمل 250 هكتارا، وثالثة في الخروب على مستوى غابة ذراع الناقة تتوفر على 250 هكتارا، فيما تتوفر بلدية عين عبيد على 4 مواقع هي عين برناز بمساحة 250 هكتارا، أم سطاس 735 هكتارا، المعزولة 520 هكتارا ودوامس 522 هكتارا.
محافظة الغابات والدرك الوطني يحررون حيوانات مهددة بالانقراض
وعرضت محافظة الغابات حصيلة نشاطاتها المتمثلة في عمليات مراقبة وحماية الثروة الحيوانية لسنة 2024، وتدخلت بغابة المريج ببلدية الخروب، بعد صيد قرد مغربي، وتعتبر هذه السلالة معرضة للانقراض عبر العالم، وتم تسليمه لحظيرة الحيوانات بأمن البواقي مع تحرير محضر ضد الشخص المخالف للقانون.كما تدخلت ذات المصالح في نفس الغابة لتحرير ذئبين إفريقيين ذهبيين، وتم إطلاقهما في وسطهما الطبيعي مع تحرير محضر ضد صائديهما، وتدخلت للمرة الثالثة في نفس الغابة لتحرير ضربان تم إطلاقه في وسطه الطبيعي مع تحرير محضر ضد صائده، وتدخلت أيضا إدارة ذات المصالح في غابة الجذور ببلدية الخروب، لتحرير عقاب ملكي، تم إطلاقه في وسط الطبيعي، فيما تدخلت مصالح الدرك الوطني بعين سمارة لتحرير 48 طائر حسّون تم إطلاقها في وسطها الطبيعي مع تحرير محضر ضد صائديهم.
خرجات ميدانية تكشف محاولات بيع حيوانات نادرة بمحلات
واتخذت محافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح ولاية قسنطينة، جملة من الإجراءات لحماية ومتابعة الحيوانات المحمية والمهددة بالانقراض عبر تراب الولاية، وذلك بعد الانتشار الكبير لظاهرتي الصيد العشوائي والمتاجرة غير الشرعية بالحيوانات البرية خاصة عبر شبكة الانترنت، خصوصا الأنواع المحمية والمهددة بالانقراض، لتتم المصادقة على قرار ولائي يتضمن إنشاء لجنة ولائية مكلفة بمحاربة التجارة غير الشرعية للحيوانات، والطيور المحمية والمهددة بالانقراض عبر تراب الولاية بتاريخ 29 أكتوبر 2023، وعليه تم تسطير برنامج خرجات مراقبة وتحسيس على مستوى محلات بيع الحيوانات، إضافة إلى البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول المتاجرة بالحيوانات البرية.
وبرمجت اللجنة المختصة 7 خرجات بكل من علي منجلي شملت 9 محلات تجارية وعرفت توزيع مطويات وعمليات تحسيسية، فيما شملت محلين في عين سمارة استفاد أصحابهما من التحسيس وتوزيع المطويات أيضا، فيما برمجت في بلدية حامة بوزيان خرجات مراقبة على مستوى 4 محلات، وشملت 8 محلات في بلدية ديدوش مراد، و 5 محلات ببلدية قسنطينة تم خلالها حجز سنجاب بربري ، كما حجزت 10 سلاحف اغريقية مع تحرير محضر ضد المخالفين، فيما تم تسليم السنجاب لحظيرة الحيوانات بأم البواقي وتم إطلاق السلاحف في وسطهم الطبيعي، كما شملت العملية 7 محلات في بلدية الخروب و3 بديدوش مراد.
لوقف زحف الرمال
عمال مركب الفوسفات ببئر العاتر يساهمون في غراسة آلاف الأشجار
يواصل عمال المركب المنجمي للفوسفات بمدينة بئر العاتر، في ولاية تبسة ، حملة تشجير واسعة، لغراسة مختلف الأصناف من الأشجار، أين تم يوم أمس الانتهاء من غرس 1000 شجرة، و أكد المشرف على هذه العملية للنصر، أنها لم تكن سهلة، فقد جاءت بعد كد وتعب كبيرين، بسبب الأتربة المكدسة على علو 3 أمتار، والتي تمت تسويتها، بعد أن شوهت منظر المركب طويلا.
العمال استنجدوا بالجارفة وآلة التسوية، ليتحول المكان إلى حديقة مزودة بحنفيات لسقي الأشجار، وما كان ليتحقق ذلك لولا حرص حماة البيئة، الساهرين على تغيير وجه المركب، بفضل نشاطهم وحيويتهم، من أجل بعث الاخضرار في ربوع المنطقة، وتوفير مكان عمل نظيف للعمال داخل المنجم، وأكد العمال أنهم مستمرون في مبادرتهم دون توقف، بمواصلة غرس أكبر عدد ممكن من الأشجار لحماية البيئة من مختلف الأخطار، وترسيخ ثقافة حماية البيئة وتجديد الغلاف النباتي.
ممثل عمال مركب الفوسفات، أكد أن حماية البيئة باتت من أساسيات عملهم، خاصة و أن إدارة مركب الفوسفات، تحرص على إشراك عمالها، في حماية الغطاء النباتي، لتضمن محيطا بيئيا صحيا وتفعيل النظام الايكولوجي، لمواجهة ظاهرة التصحر التي باتت تهدد جنوب الولاية وتزحف نحو الشمال، و باتت تلتهم المساحات و النباتات و المناطق الرعوية، بفعل زحف الرمال اللامحدود، وكذا ظاهرة الجفاف، التي تمر بها المناطق الجنوبية من الولاية، وتأثرها بالمناخ شبه الصحراوي، وهناك مساع حثيثة تعكف المصالح المعنية على دراستها، من أجل حماية المناطق الرعوية و السهبية، لاستغلالها و سقيها لفائدة الموالين و مربي الماشية، حفاظا على الفضاءات النباتية بهذه المناطق، التي باتت مهددة بمارد التصحر والانجراف، غير أن المشاريع المنجزة في إطار برامج التشجير الغابي ومحاربة زحف الرمال، تبقى غير كافية وتستدعي تضافر جهود عدة قطاعات من أجل تنمية الثروة الغابية.
أحد المهندسين المختصين في البيئة، أوضح للنصر أن مكافحة التصحر وترقية التنمية، مرتبطان بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية للمصادر الطبيعية، وإنجاز بحوث ودراسات شاملة و دقيقة لتنمية القطاع الفلاحي، وفقا لخصوصيات كل منطقة، وأكد المتحدث بهذا الخصوص، على ضرورة مساهمة كافة الأطراف، وتفعيل دور النشاط الجمعوي، لإيجاد الحلول الناجعة للحد من ظاهرة التصحر وحماية الأنظمة البيئية. وتسعى محافظة الغابات من جهتها، جاهدة لحماية التجمعات السكانية للبلديات الجنوبية من زحف الرمال، جراء وجود منافذ و أروقة تحولت إلى مناطق مهددة بالتصحر، عبر مساحة إجمالية شاسعة غطتها الرمال بكثافة، بعد أن زحفت الكثبان نحو مراع عشبية أصبحت اليوم هشة، وغير منتجة، وتتوزع على عدة جهات من الولاية.
ومن أجل تطويق خطر التصحر، خصصت محافظة الغابات بالولاية، أغلفة مالية معتبرة لإنجاز مشاريع مكافحة التصحر، موجهة لحملات التشجير وحماية شبكة الطرقات الوطنية و الولائية، فضلا عن تخصيص مبلغ مالي مهم لاقتناء مصدات الرياح والأشجار المثمرة، الموجهة لحماية مناطق الاستصلاح الفلاحي.
محافظة الغابات لولاية تبسة، رصدت غلافا ماليا يقدر بـ 337 مليون دج لانجاز الشطر الثاني من مشروع إعادة الاعتبار وتوسيع وتطوير السد الأخضر بالولاية، برسم السنة الجارية لإطلاق الشطر الثاني من عملية التشجير عبر البلديات التسع المعنية ببرنامج إعادة الاعتبار للسد الأخضر، من بينها بلدية بئر العاتر، حيث سمح بغراسة مختلف الأصناف من الأشجار المثمرة على مساحة تقارب 700 هكتار, إضافة إلى غراسة أصناف عديدة من النباتات الرعوية على مساحة 90 هكتارا، فضلا عن غراسة 150 هكتارا من التين الشوكي و25 كلم من مصدات الرياح.
وتعمل مصالح المحافظة على إطلاق العروض والمناقصات الوطنية، لتمكين المهتمين والفاعلين في هذا المجال من المشاركة في عمليات الغراسة، مع إشراك الجمعيات الناشطة وكل القطاعات ذات الصلة، في مختلف العمليات المتعلقة بمشروع إعادة تأهيل السد الأخضر، مع العلم أن المحافظة خصصت السنة الماضية أزيد من 400 مليون دج للشطر الأول من هذا المشروع الذي يهدف إلى الحفاظ على النظام الايكولوجي والتوازن البيئي، ومكافحة التصحر إلى جانب تحسين ظروف معيشة سكان المناطق المحاذية للغابات وتوفير مصادر رزق لهم عبر مختلف الغراسات.
ع.نصيب