لا يعمل الكثير من الجزائريين بمقولة «الوقاية خير من العلاج» بقدر ما يتغنون بها كشعار في أحاديثهم، ما يفسره غياب الثقافة الصحية لديهم خاصة مع مقاطعة الفحص الطبي الدوري، و إن كانوا لا يشتكون من آلام أو أمراض معينة، وسط تشديد المختصين على أهميته كإجراء وقائي و درع أمان في ظل اتساع دائرة الأمراض العصرية المستعصية في الجزائر، و نزول معدل العمر بالنسبة لمصابين كان بالإمكان حمايتهم في حال تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى.
إعداد: ياسمين ب/ إ زياري
احتفى العالم أمس باليوم العالمي للصحة المصادف للسابع من شهر أفريل من كل عام، وهي مناسبة تفتح مجددا ملف الفحص الطبي الشامل و الدوري، و فاعليته في اكتشاف الأمراض في مراحل مبكرة، و حتى الشفاء منها، و هو إجراء و إن كان معلوما لدى أغلب الجزائريين، إلا أنه ما يزال خارج اهتماماتهم، بالرغم من تغير أنواع الأمراض التي تصيبهم في السنوات الأخيرة، و انتشارها بشكل مخيف في أوساط المجتمع بمختلف شرائحهم.
ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بما يسمى بأمراض العصر، مثل السرطانات، داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، الذبحات الصدرية و السكتة الدماغية التي يجمع الأطباء على انتشارها بشكل مخيف في أوساط الشباب، إضافة إلى زيادة نسبة الكولسترول و ارتفاع ثلاثي الدهون في الدم، و كذلك الالتهابات الفيروسية، خاصة منها عديمة الأعراض و التي تتطور إلى تليف كبدي قادر على التطور إلى سرطان في حال لم يتم اكتشافه في الوقت المناسب.
و تشير المعطيات التي استقيناها من استطلاع لنا مع مجموعة من المواطنين، إلى أن معظمهم لا يقومون بالفحص الطبي الشامل بشكل دوري، و لا يزورون الطبيب إلا عند الشعور بالمرض أو الألم، فمن بين 10 أشخاص تحدثت إليهم النصر، وجدنا أن واحدا منهم فقط يحرص على إجراء هذا الكشف، أي بمعدل مرة واحدة في السنة، بالرغم من اعترافه بأنه قد يغفل عن ذلك في إحدى السنوات، حيث أكد لنا مواطنون بأن مراجعة الطبيب ترتبط لديهم بالمرض، إذ يعتبر من غير المنطقي في نظر السيدة حنان، أن تزور الدكتور و هي «معافاة»، معتبرة ذلك هدرا للمال، كما ترى هدى بأن هذا الأمر غير وارد لدى الكثيرين في ظل الالتزامات و الانشغالات العديدة للأشخاص.
ارتفاع التكاليف و الخوف من النتائج يرهنان التشخيص الدوري
و يتحدث الكثير من الأشخاص عن ارتفاع تكاليف الفحوصات الطبية بالجزائر في السنوات الأخيرة، خاصة مع الأطباء المختصين و زيادة أسعار التحاليل الطبية التي لا تتوفر في العديد من المؤسسات الاستشفائية، حيث يقول السيد إدريس المتقاعد من عمله كسائق شاحنة بإحدى البلديات، بأنه لا يمكن أن يفكر في زيارة الطبيب و هو لا يشكو من شيئ، مضيفا بأنه يدخر المال لأجل معاينات و تحاليل تتعلق بالمرض، سواء كان ذلك بالنسبة له أو لأحد أفراد عائلته، و هو رأي شاركته فيه السيدة فريدة، حيث ذكرت بأنه يستحيل أن تقوم بهذا الأمر مع غلاء الأسعار في العيادات الخاصة، كما أنها ترفض، كما قالت، الوقوف في طوابير طويلة بالمؤسسات الاستشفائية، مشيرة إلى صعوبة الوصول للدكاترة المختصين على مستوى المستشفيات الكبرى، و هي كلها عوامل تجعل الفرد الجزائري بعيدا عن هذه الثقافة، إلا لمن توفر لديهم الوقت و المال بحسب تعبيرها.
وفي المقابل، ترى فئة أخرى من المواطنين كحال السيد معمر، بأن مراجعة الطبيب بدون سبب، نوع من المغامرة التي قد تكون، بحسبه، إيجابية مثلما قد تكون سلبية، فالكثيرون يخافون من هذه الزيارة، و التي قد تكشف عن مرض أو أمر خطير، ما يجعلهم يتجنبون الطبيب إلا عند الضرورة القصوى، و هو عامل يقول محدثنا بأنه موجود في ذهنيات الكثير من الجزائريين الذين لا يفكرون أصلا في الفحص التلقائي خوفا من اكتشاف أمراض «قد تدخلهم في دوامة».
ممارسون للصحة يقاطعون الفحوصات!
و لا يوصف فقط من لا يمتلكون تكوينا طبيا بأنهم لا يتحلون بالقدر المطلوب من الثقافة الصحية، إذ أكد عدد من ممارسي الصحة بين أطباء و شبه طبيين، بأنهم لا يلتزمون بالفحوصات الدورية التلقائية بالرغم من معرفتهم الجيدة لفوائدها بالنسبة للفرد و المجتمع على حد سواء، إذ تؤكد الممرضة لامية بأنها لا تجري هذه الفحوصات إلا عند الشعور بالمرض، فيما تقول نادية التي تشغل منصب عون تخدير و إنعاش، بأنها لا تمتلك الوقت الكافي لذلك، بحكم انشغالها بالعمل و رعاية شؤون أسرتها.
أما الأطباء، و إن أكد البعض بأنهم حريصون على إجراء فحوصات بين الحين و الآخر خاصة بالنسبة للأعضاء الحيوية كالكبد، الكلى، القلب و الثدي، إلا أن ثقافة الكشف الدوري لم تلق مكانتها المطلوبة في أوساطهم مثلما تقول الطبيبة العامة خديجة، حيث ترى أن التعلم و المستوى الثقافي لا يمثل في نظرها مقياسا، و ذلك مقابل وجود استثناءات كحالة السيدة حبيبة التي قالت لنا بأنها و منذ زواجها قبل أكثر من 30 سنة، تحرص على زيارة الطبيب و إن لم تكن مريضة، كما تأخذ أطفالها إلى دكتور الأسنان و إن لم يشعروا بالألم.
طبيب العائلة.. صمام الأمان الذي تخلى عنه الجزائريون
و قد فرض تطور الطب و التخصصات و حتى ظهور التقنيات الجديدة، تخلي الأسر الجزائرية عن عادتها التي لطالما كانت تتخذ من أحد الدكاترة طبيبا خاصا لها، إذ لم تعد هذه الثقافة منتشرة، و باتت نوعية المرض هي من تفرض الطبيب الذي يقصده أي شخص، حيث تقول السيدة باية بأنها نشأت في أسرة كان لديها طبيب خاص، كان كل الأفراد يزورونه بين الحين و الآخر، بغض النظر عن كونهم مرضى أم لا، وهو ما لم يعد موجودا اليوم.
أما سارة، فتؤكد بأنها اكتشفت بعد زواجها، بأن لأسرة زوجها طبيبة خاصة يراجعها أفراد العائلة و أولادهم باستمرار، كما أنها قد تنتقل إلى بيتهم من أجل معاينة ما، و تضيف بأن هذه الطبيبة التي تعمل في المجال منذ أكثر من 30 سنة، تعد دكتورة عائلات كثيرة بمنطقة رغاية بالجزائر العاصمة، وهي التي من مهامها توجيه من يزورها لمختص أو الطلب منه تحاليل معينة.
الفحص الشامل يكشف أمراضا خطيرة
و يعي الأطباء الفائدة الكبرى للفحوصات الشاملة الدورية، خاصة و أنها تساهم في الكشف عن الكثير من الأمراض و إن لم تظهر أعراضها على الإنسان، كحال السيدة زليخة التي اكتشفت خلال معاينة تلقائية إصابتها بسرطان الثدي، و هو ما جعلها تباشر العلاج الفوري، ما مكنها من حماية نفسها من خلال السيطرة على المرض قبل انتشاره في كامل جسمها.
بينما يقول السيد يوسف بأنه و بعد إحالته على التقاعد، كان متفرغا للكثير من الأعمال التي تعذر عليه القيام بها بسبب انشغاله، لكنه كان حريصا على زيارة الطبيب بين الحين و الآخر، ليكتشف في إحدى المرات إصابته بمرض على مستوى القلب، حيث أكد أنه يتبع حاليا علاجا خاصا جنبه الخضوع لعملية جراحية في حال لم يكتشف مشكلته الصحية في الوقت المناسب.
الطبيبة العامة الدكتورة آغا آسيا
الفحص الدوري يجب أن يُجرى كل 6 أشهر و هذه فوائده
دعت الطبيبة العامة آغا آسيا، إلى ضرورة العمل على تثقيف المجتمع الجزائري بمدى أهمية الفحص الدوري الشامل مرة كل 6 أشهر على الأقل، و حذرت من خطر ترك هذه العادة السليمة في ظل أمراض العصر الخطيرة التي استوطنت الجزائر و العالم ككل.
و أكدت الدكتورة بحكم ممارستها في العديد من المؤسسات الاستشفائية العمومية لسنوات طويلة، بأنه يتم تسجيل حالات نادرة جدا لأشخاص يأتون دون مرض لإجراء فحوص أو تحاليل طبية، و أضافت الطبيبة بأنه من الضروري خاصة في هذا العصر و أكثر من أي وقت سابق، الحرص على هذه الكشوفات و حث المواطنين على إجرائها خاصة مع تغير النمط الغذائي للإنسان، و تزايد الإشعاعات الصادرة عن مختلف الأجهزة الإلكترونية سيما الهاتف الذكي الذي لا يتم إطفاؤه ليلا، مما يترك المجال لتسرب تلك الإشعاعات إلى المخ، إضافة إلى نقص الحركة و التوتر و القلق الذي ينتشر بشكل واسع وسط مختلف الفئات العمرية، لدرجة بات الآباء و الأجداد يشهدون موت أبنائهم أمام أعينهم بسبب أمراض العصر.
الدكتورة آغا التي بدت حريصة جدا على ضرورة نشر الثقافة الصحية من خلال حث الناس على تبني ممارسات سليمة لرفع المستوى الصحي للفرد و تعريفه بخطورة مختلف الأمراض خاصة الأكثر انتشارا منها، أوضحت بأن الفحص الدوري الشامل من شأنه أن يحمي الكثيرين من خطر الإصابة بها، خاصة مع توفر أنواع كثيرة من التحاليل الطبية التي تساهم بشكل كبير في كشف الأمراض حتى قبل حدوثها، ضاربة المثل بفحص الدم *PSA* الخاص بالرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة، حيث يكشف إصابة الشخص بسرطان البروستات و إمكانية التعرض له، مما ينبه الطبيب، لكن في حال اكتشف متأخرا بعد ظهور الأعراض، فإن احتمال الشفاء ضئيل جدا.
و هو الأمر ذاته بالنسبة لسرطان الثدي الذي يمكن التحكم فيه دون استئصال الثدي في حال اكتشف قبل بلوغ الورم طول 1 سنتيمتر، ضاربة المثل بحالة سيدة عاشت بعد عملية مماثلة 10 سنوات، فيما توفيت ابنتها شابة بسبب اكتشاف الداء بعد فوات الأوان، و دعت الدكتورة التي قالت بأن ارتفاع التكاليف و الخوف مما قد تظهره الفحوصات قد يردعون الكثير عن القيام بها، إلى القيام و لو بالكشوفات البسيطة كقياسات الجسم التي قد تكشف عن إمكانية إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم و بالتالي حمايته بحمية و رياضة مع أخذ دواء بسيط، كما يمكن أن تكشف عن أمراض تنتشر بشكل رهيب في أوساط الشباب فقط بقياس ضغط الدم لدى صيدلية أو عيادة ما لكون الضغط الدموي، المسؤول الأول عن السكتة القلبية التي يذهب ضحيتها عدد كبير من الشباب في السنوات الأخيرة، دون علمهم بأنهم يعانون منه بحكم أنهم صغار في السن و يمارسون الرياضة.
و أكدت الدكتورة آغا بأنه يمكن الكشف عن الضغط الدموي بتحليل *fns* البسيط غير المكلف و كذا تخطيط القلب الكهربائي المتوفر عبر مختلف المؤسسات الصحية العمومية، و بالتالي الوقاية و التدخل في الوقت المناسب مثلما حدث مع الكثير الأشخاص، داعية في النهاية إلى ضرورة الإكثار من الحملات التوعوية و نشر الثقافة الصحية عبر ممارسات تحمي المجتمع من أمراض تنتشر كالفطريات و تحصد أرواح آلاف الجزائريين كل عام.
روبورتاج: إ زياري
طب كوم
أخصائية أمراض القلب و الشرايين الدكتورة ذهبية عميروش
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة، أعاني من آلام في نهاية القفص الصدري الأيسر و من التوتر والخوف مع الإحساس بضيق في التنفس، هل يتعلق الأمر بمرض في القلب؟
بشكل عام، نوبات القلق هي التي تسبب هذه الأعراض خاصة إذا كانت تحدث أثناء الراحة، كما تحصل عادة في الليل، وغالبا ما يصاحبها خفقان في القلب. أنصحك بالابتعاد عن كل ما يقلقك وممارسة الرياضة.
عمري 42 سنة و اكتشفت أن لدي ارتفاع في ضغط الدم منذ أسبوع فقط، هل معنى ذلك أنني مصابة بهذا المرض المزمن و بالتالي علي الخضوع للعلاج؟
ارتفاع ضغط الدم لا يحتاج دائما لعلاج، حيث يمكن أن ننصح المريض باتباع حمية غذائية تقلص فيها كمية الملح إلى النصف، إذا كانت أرقام ضغط الدم ليست عالية جدا (لا تصل إلى 180 للضغط الانقباضي، و110 للضغط الانبساطي)، وهذا طبعا إذا لم يكن هناك تلف في الأعضاء المستهدفة مثل الشبكية والدماغ والقلب والكلى، و إذا لم يكن هناك عامل خطر آخر لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرض السكري.
هل يمكن للمصاب بالضغط الدموي أن يشفى فقط بالحمية الغذائية دون الدواء، مع العلم أنني سيدة في الثلاثينات من العمر وأصبت بهذا المرض منذ شهرين؟
يمكن الشفاء من الضغط الدموي الشرياني الثانوي، أما ضغط الدم الشرياني الأساسي فلا يشفى، و قد يكون الضغط متوازنا عن طريق اتباعك لنظام غذائي وهذا بالطبع إذا كان لم يكن المرض شديدا ودون تلف الأعضاء المستهدفة.
سامية إخليف
تحت المنظار
خبيرة بعيادة تقويم العظام و إعادة التربية الوظيفية بوهران تؤكد
التغذية السليمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تجنبهم مضاعفات الإعاقة
يجد العديد من الأولياء صعوبات في التعامل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، و تشمل هذه الصعوبات على وجه الخصوص، نوعية الغذاء المقدم لهم و الذي كثيرا ما يكون غير صحي، لكن الخبراء يحذرون من الانصياع إلى رغبات الطفل عند رفضه لأنواع معينة من الطعام، مؤكدين بأن ذلك قد يسبب له مضاعفات صحية تُعقد الإعاقة الحركية أكثر.
وينصح الخبراء بأن يكون غذاء الإنسان متنوعا بين اللحوم و البيض والسمك، و الخضروات والفواكه، و كذلك الحليب ومشتقاته و العجائن و الدهون، و يزيد الأمر إلحاحا بالنسبة للمرضى، للمحافظة على صحة الفرد وعدم تعقيد حالته، أما فيما يتعلق بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيتم ضبط النظام الغذائي لكل منهم حسب نوعية الإعاقة وما تتطلبه من تغذية لتحقيق التوازن الصحي.
وفي هذا الشأن، تنقلت النصر للعيادة المتخصصة لتقويم العظام وإعادة التربية الوظيفية لضحايا حوادث العمل للأجراء بوهران، كنموذج لمؤسسة صحية تضم تخصص التكفل بالأطفال من ذوي الإعاقات الحركية، حيث قالت الدكتورة ليليا طامود المتخصصة في التغذية، إن كل إنسان بحاجة لغذاء صحي ومتوازن ولكن بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، فإن الأمر يتطلب تكييف هذا الغذاء مع حالاتهم، حتى يستفيدوا من الأطعمة بطريقة جيدة.
ومن أجل هذا تؤكد المختصة أن العيادة تولي عناية خاصة فيما يتعلق بتغذية الأطفال المتكفل بهم علاجيا، فبالنسبة للمستفيدين من النظام الداخلي، فإن الحرص على التوازن الغذائي لديهم إلزامي، حيث يخضع مثلما أكدت، إلى معايير التغذية العالمية، أي أن كل وجبة تكون مدروسة وبمقادير مضبوطة، لأن أية زيادة أو نقصان يمكن أن تتسبب في ظهور أعراض غير مرغوب فيها.
و تضيف الدكتورة أن السمنة على سبيل المثال، تؤثر على الطفل المعاق حركيا وتحدث اضطرابات في مساره العلاجي، خاصة ما تعلق بالتأهيل الوظيفي للأطراف، كما أن نقص الفيتامينات وعنصر الكالسيوم على وجه التحديد، يعرقل النمو السليم للعظام، حتى أن بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، تظهر عندهم غالبا أعراض غير مرضية ولكنها ناجمة عن عادات سيئة في طريقة تناول الغذاء، منها عدم المضغ الجيد للأطعمة، و الذي قد يكون ناجما عن تأثير الإعاقة أو عن تقديم الأولياء لأبنائهم أطعمة سهلة الهضم و غير صحية غالبا، مما يجعلهم يتقاعسون عن الإقبال على الأكلات التي تتطلب المضغ، مثل التي تحتوي على اللحوم والخضروات والسلطات غير المطبوخة.
و تنصح الدكتورة طامود بتقطيع الأغذية إلى أجزاء صغيرة جدا، حتى يتناولها المريض بسهولة ويقبل عليها، كونها مفيدة لجسمه ومساعدة على العلاج، مشيرة إلى أن هناك أطفالا يرفضون بعض الأطعمة والفواكه، لأنهم لم يتعودوا على تناولها، ومن هنا يقوم المختص المتابع للحالة بتدوين مثل هذه الملاحظات بشكل يومي و في سجل خاص، ثم تدارسها والتعامل معها، من أجل تعويض الفواكه غير المرغوب فيها أو تقديم أكلات معينة بوصفات جديدة تسمح بتناول نفس الخضر لكن بطريقة مغايرة.
و تقدم محدثتنا مثالا عن الخبز الذي اعتمدت العيادة طريقة أخرى لتقديمه، من خلال طلب تحضيره في شكل قطع صغيرة وبمقادير مضبوطة متفق عليها، وبالتالي يمكن للمربيات أن يراقبن مقدار ما يتناوله كل مريض، لكن الدكتورة أكدت أن هذا لا يعني عدم الاستجابة من حين إلى آخر لرغبات الأطفال عندما يشتاقون لأكلة معينة، بعدم حرمانهم منها نهائيا.
خيرة بن ودان
خطوات صحية
تمارين رياضية للوقاية من السكري!
أكد مختصون أن ممارسة بعض التمارين الرياضية، يمكن أن تساعد في الوقاية من الإصابة بمرض السكري، ومن بينها المشي السريع والركض الخفيف، وقيادة الدراجات، وكذلك لعب التنس، و الأيروبكس المائي و رياضة التجديف.
و ذكر الخبراء أن الجلوس لفترات طويلة دون ممارسة نشاط بدني، يزيد من خطر زيادة الوزن والسمنة، والذي يتحول إلى خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل التي تصيب القلب و كذلك السكري.
و أظهرت دراسة أعدّها باحثون بجامعة مستشفى آرهوس في الدنمارك، أن التمارين عالية الكثافة تلعب دورا كبيرا في تقليل الإصابة بالسكري من النوع الثاني، كما أنها تحافظ على مستوى السكر في الدم ضمن معدل صحي.
س.إ
نافذة أمل
علماء يكتشّفون علاجًا جديدًا لسرطان البنكرياس
أعطى الأطباء أملا جديدا لمرضى سرطان البنكرياس للعيش لفترة أطول بخمسة أضعاف، بعد أن جرّبوا العلاج الكيميائي والإشعاعي قبل القيام بالعملية الجراحية.
وقام أطباء وباحثون في عيادة «مايو» في ولاية مينسوتا الامريكية، بإجراء طريقة العلاج الجديدة على 194 مريضا وهم في حالة ميؤوس منها. و وجد الفريق الطبي، أن إخضاع المرضى لحصص العلاج الكيماوي والإشعاعي، قبل القيام بالعملية الجراحية، يسمح لهم بالعيش لفترة أطول على الأقل لخمس سنوات.
ويستخدم العلاج الكيماوي والإشعاعي، لتدمير أكبر قدر من الخلايا السرطانية، ومن ثم إجراء جراحة لإزالة ما تبقى من الخلايا وإعادة بناء أوعية الدم المدمرة، وقد عكس ذلك احتمالات البقاء على قيد الحياة للمرضى الذين فقدوا الأمل.
ولفت الأطباء إلى أن 90 بالمئة من المرضى يمكن أن يعيشوا لفترة أطول، بينما كان متوسط فترة الذين عاشوا بعد العلاج أكثر من 58 شهرا، أما أكثر من نصفهم فلا يزالون على قيد الحياة، وأضاف الدكتور تروتي و هو أحد أطباء عيادة «مايو» قائلا «أعطينا المرضى العلاج الكيمائي قبل الجراحة، ووجدنا أنه كلما حصل المريض على كيماوي أكثر، كانت نسبة العيش لفترة أطول أكبر».
واعتمد نجاح التجربة على طريقة استجابة جسم كل مريض للعلاج الكيماوي، أي على نسبة تدمير الخلايا السرطانية ومن ثم إجراء العملية، وبالتالي العيش لفترة أطول.
س.إ