أسفرت التحضيرات الاستباقية للوقاية من خطر الفيضانات الموسمية بعنابة، بعد شهرين من الورشات المفتوحة بجميع البلديات، على جهر 12 ألف بالوعة و تحرير 600 منفذ على طول شبكة الأودية و المجاري المائية بعنابة و ضواحيها، مع جهر 12 كلم على امتداد واد الصفصاف الذي يقسم مدينة عنابة إلى نصفين لغاية مصب واد سيبوس .
وكشفت حملة الوقاية والتخفيف من آثار الفيضانات التي مست 92 نقطة على مستوى 12 بلدية بعنابة، حسب مدير الديوان الوطني للتطهير لولاية عنابة، نبيل بوصبع، عن تجاوزات خطيرة ترتكب يوميا في حق المحيط، جراء الرمي العشوائي بالمصبات و مجاري المياه و كذا البالوعات، حيث تم رفع 50 طنا من النفايات الصلبة و الركام و كذا القمامة التي كانت مرمية بعدة نقاط، من جلود الأضاحي و العجلات المطاطية التي كانت سبابا رئيسيا في انسداد البالوعات .
و يتكبد الديوان الوطني للتطهير، حسب بوصبع في تصريح للنصر، خسائر فادحة في إصلاح الأعطاب و الصيانة بمحطات الرفع و الضخ، جراء رمي النفايات الصلبة داخل مجاري مياه الأمطار و المياه القذرة و حتى الوديان، حيث تتسبب النفايات الحديدية، الخشب، المواد البلاستيكية، عجلات السيارة التي ترمى بشكل عشوائي، في إتلاف محركات التصفية و الضخ، في تعطيل نظام شبكة الرفع بالمحطات التي أنجز أغلبها قبل 30 سنة، ما يُكلف المؤسسة، حسب مدير الديوان، مبالغ كبيرة لتجديدها و صيانتها، كون قطع الغيار لا يصنع محليا و تستورد من الخارج بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى تعطيل وظائف محطات الضخ و الرفع، في النقاط السوداء، خاصة في فصل الشتاء الذي يتميز بتساقط غزير للأمطار، حيث يتطلب تشغيلا دوريا للمحطات، كون ولاية عنابة منطقة فيضية تعرف تجمعا كبيرا للمياه، كما شقت مديرية الموارد المائية مجار جديدة للمياه في المناطق المنخفضة بضواحي بحيرة فزرة لحماية التجمعات السكنية من الفيضانات.
من جهته والي عنابة، أوضح على هامش انتهاء حملة الجهر و التنظيف، في نهاية الأسبوع، على أن مدينة عنابة تقع تحت مستوى سطح البحر و بها مناطق منخفضة تتميز بركود المياه، ما يعرضها لمخاطر الفيضانات، خاصة عند التساقط المفاجئ للأمطار و بكميات غزيرة.
مشيرا إلى بذل نحو 840 عونا مجندا للعملية، لعمل شاق من أجل رفع الأطنان من النفايات و الأتربة على مستوى المجاري و البالوعات، بمساعدة متطوعين و جمعيات، كما تم تجنيد 152 آله تدخل لرفع و نقل النفايات الصلبة.
كما أكد بريمي، على أن المواطن غير واع بالجهود التي تبذلها الدولة برصد أغلفة مالية معتبرة من ميزانية الولاية للقيام بعمليات الجهر، حيث يقوم بالرمي العشوائي للنفايات الصلبة دون أن يدري بالمخاطر التي تسببها بهلاك الأشخاص و الممتلكات جراء الفيضانات.
كما وجه بريمي تعليمات صارمة للإسراع في إنهاء أشغال تجديد قنوات صرف المياه الرئيسية على مستوى وسط المدينة و المتزامن إنجازها مع إعادة تعبيد الطرق الرئيسية، حيث عرفت الأشغال تأخرا على مستوى بعض المحاور الرئيسية، على غرار شوارع « بيجو» و عسلة حسين، كي لا تسبب هذه الأشغال في الفيضانات و كذا تعطل نظر صرف المياه، كون الشبكة الرئيسية مقطوعة.
من جهتها أطلقت جمعية الدراجة الخضراء حملة واسعة للتجنيد و المساهمة في تنظيف البالوعات و جهر الأودية، حيث لقيت تجاوبا بعد انتشار المبادرة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تحت شعار « بلادي تحرقتي ما نحبكش تغرقي»، حيث حرك هذا الشعار المجتمع العنابي للمساهمة بشكل فعال عبر العمل التطوعي في عدة أحياء و بلديات.
حسين دريدح