شهد حي ديدوش مراد بوسط مدينة سكيكدة يوم الخميس، انهيارا جزئيا في أعمدة الأقواس، حيث تفاجأ مواطنون كانوا يمرون في الرصيف بتساقط أكوام من الحجارة الأمر الذي أثار هلعا، حيث هموا بالفرار اعتقادا منهم أن البناية على وشك السقوط، فيما يبقى مشروع إعادة الترميم متوقفا إلى إشعار آخر، كما تم ترحيل أزيد من 50 عائلة من أكواخ ببلدية بوشطاطة، إلى سكنات جديدة.
ويعرف حي الأقواس وضعية مزرية تزداد تفاقما يوما بعد يوم، منذ سنوات طويلة، إلى درجة أن المواطنين أصبحوا يتحاشون المرور أسفل أجزاء من هذه البنايات الهشة التي يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري.
وقامت والي الولاية، حورية مداحي، منذ أسابيع بخرجة ميدانية لمعاينة وضعية هذه البنايات واستمعت إلى انشغالات سكان المدينة القديمة، حيث وعدت حينها بفتح هذا الملف من جديد من أجل بعث مشاريع الترميم التي توقفت منذ أزيد من سنتين، كما قامت بخرجة أخرى خلال الأيام القليلة الفارطة إثر انهيار بناية قديمة بحي الأقواس قبل أن تأمر بتهديمها لإبعاد الخطر عن المواطنين.
وكانت عائلات تقيم في بنايات مهددة بالانهيار بحي الأقواس و أخرى في المدينة القديمة، قد طالبت المسؤولة بالترحيل إلى سكنات جديدة وتخليصها من هاجس انهيار البنايات التي توجد في وضعية خطيرة، خاصة وأن حي «حومة الطليان» يسجل من حين لآخر انهيارات في الأسطح والجدران والسلالم، قبل أن تتدخل مصالح الولاية لترحيل عدد من العائلات برخصة استثنائية من وزارة الداخلية. جدير بالذكر أن مشروع ترميم المدينة القديمة، صُنف من أكبر المشاريع التنموية التي استفادت منها ولاية سكيكدة في السنوات الأخيرة، حيث خصص له غلاف مالي بـ 1.5 مليار دينار وقسم إلى 24 حصة حيث انطلقت الأشغال نهاية 2016 على مستوى الحصة رقم 14 والتي تضم 19 مسكنا، و16 محلا تجاريا، وتمت إعادة الانطلاق في الحصة 17 سنة 2017 والتي تضم 4 بنايات و20 محلا تجاريا، لكن المقاولين وجدوا صعوبة تقنية بسبب رفض إخلاء منازل ومحلات. من جهة أخرى، تم يوم الخميس ترحيل 55 عائلة تقيم في أكواخ قصديرية ببلدية بوشطاطة إلى سكنات جديدة، في إطار البرنامج الوطني للقضاء على الأحياء القصديرية والسكن الهش. وقد أشرفت على العملية مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري ودائرة الحدائق وعمال من البلدية و المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات، من خلال توفير شاحنات لنقل أثاث العائلات إلى السكنات الجديدة وتهديم الأكواخ، وسط فرحة عارمة للمستفيدين الذين أعربوا عن سعادتهم بالانتقال إلى العيش في شقق جديدة تتوفر على جميع المرافق الضرورية بعد عقود من الانتظار داخل أكواخ لا تتوفر على شروط العيش الكريم.
و يذكر أن بوشطاطة بلدية تحيط بها الأكواخ القصديرية من كل جانب، ورغم استفادتها من برامج سكينة في السنوات السابقة إلا أن السلطات المحلية لم تتمكن من تلبية الطلب المتزايد على السكن.
كمال واسطة