انخفض استهلاك غاز البوتان «بي13» بولاية قالمة، إلى 55 بالمائة تقريبا بين سنتي 2011 و 2021 متأثرا بتوسع التغطية بغاز المدينة لتشمل كل المدن و القرى و تصل إلى التجمعات الريفية النائية التي ظلت المتضرر الأكبر من أزمة الوقود على مدى سنوات طويلة.
و حسب شركة توزيع الكهرباء و الغاز بقالمة فإن حجم الاستهلاك المحلي من قارورات غاز البوتان سنة 2011 تجاوز 16 ألف طن ثم بلغ ذروته سنة 2015 مسجلا أكثر من 20 ألف طن، و واصل انخفاضه بعد ذلك نحو 11 ألف طن سنة 2021.
و تتوقع الشركة مزيدا من التراجع في استهلاك غاز البوتان خلال السنوات القادمة، عندما تكتمل كل مشاريع الربط بغاز المدينة، و تتمدد الشبكة إلى ما تبقى من التجمعات الريفية النائية.
و قد اختفت تلك الطوابير التي ظلت تتمدد أمام مخازن قارورات غاز البوتان ببلدية الفجوج و أمام المحلات التجارية التي كانت تبيع هذه المادة الاستهلاكية الحيوية، و أصبحت اليوم مجبرة على خفض نشاطها بعد تراجع الطلب.
و في المقابل ارتفع استهلاك غاز المدينة بنسبة 41 بالمائة في غضون 10 سنوات منتقلا من 700 مليون وحدة حرارية سنة 2011 إلى 1.7 مليار وحدة حرارية سنة 2021، في تطور متسارع يبرز مدى تأثير الإنجازات المحققة على تغطية الطلب على غاز المدينة رغم توسع المدن و القرى و ظهور تجمعات ريفية جديدة، تتطلب حشد إمكانات مالية ضخمة للوصول إليها عبر شبكة مكلفة من الأنابيب العابرة لتضاريس جغرافية صعبة.
و قد أصبحت كل بلديات ولاية قالمة مغطاة بالغاز الطبيعي سنة 2019، و تنصب الجهود حاليا على الوصول إلى كل التجمعات الريفية النائية للقضاء النهائي على مشكل الوقود الذي ظل يعاني منه السكان هناك.
و يعد تباعد السكنات الريفية عن بعضها البعض تحديا كبيرا أمام المشرفين على مشاريع الربط بغاز المدينة بولاية قالمة، حيث تكلف عمليات ربط السكنات المتباعدة مبالغ مالية معتبرة، و للتغلب على هذه العقبة يجري التفكير في بعث مشروع التزود بصهاريج الغاز لتلبية حاجيات السكنات التي لا يمكن أن تصل إليها شبكة غاز المدينة بسبب التكلفة المرتفعة و بعد المسافة و صعوبة التضاريس الطبيعية. فريد.غ