تعرف الحديقة المتوسطية بمنطقة عين عشير المطلة على البحر بعنابة، والتي تتربع على مساحة 65 هكتارا، توطين مشاريع ترفيهية وخدماتية جديدة على شكل استثمارات خاصة، في إطار عقود الامتياز المبرمة مع الوكالة الوطنية للتنمية السياحية، حيث تم تجسيد مشاريع ألعاب مميزة وأخرى قيد الإنجاز، مع بذل جهود لرفع بعض الصعوبات الميدانية وكذا الإدارية.
واستنادا للمدير الجهوي للوكالة الوطنية للتنمية السياحية، مهناوي سليم، في لقاء مع النصر، فقد تم توطين على مستوى الحديقة 14 مشروعا استثماريا خاصا بالألعاب الترفيهية، تسلية، إطعام سريع ومشروع هام على شكل مجموعة مسابح انطلقت الأشغال به في انتظار الحصول على ترخيص من مديرية البيئة لاستكمال المشروع، إلى جانب قاعة للرياضة وكمال الأجسام مفتوحة على الطبيعة والغابة مخطط مميز ينتظر تجسديه بالحديقة.
وأوضح، مهناوي، أن الحديقة تعرف تطورا هاما من حيث تنوع الاستثمار واستقطاب حاملي الأفكار في المجال الترفيهي، فبعد نجاح مشروع غابة المغامرات المتواجدة بالمدخل السفلي للحديقة التي جاءت بفكرة من طبيب شاب، عمل على إنجاز فضاء طبيعي يسمح للزوار بالتسلق بين الأشجار باستخدام الحبال على شكل غابة معلقة وكذا النزهة باستخدام الدراجات رباعية الدفع وسط الممرات الغابية، أشار مهناوي إلى تسجيل مشروع هام أيضا بالمدخل العلوي للحديقة، حيث تم تركيب معدات الألعاب العصرية، غير أن عملية التشغيل اصطدمت بضعف شبكة الطاقة.
وأكد مدير الوكالة الجهوية للتنمية السياحية، التحرك من أجل توصيل مصدر جديد مستقل للكهرباء ذو توتر عال، بهدف تشغيل الألعاب والفضاءات الموجودة بالحديقة وكذا إعادة إنجاز شبكة داخلية للطاقة، نتيجة لكثرة الأعطاب على مستوى الكوابل الحالية المستخدمة في تشغيل المرافق الموجودة.
كما طرح ذات المسؤول، إشكالية عدم توفر شبكة للصرف الصحي بالمنطقة، حيث تتواجد الشبكة الرئيسية على مستوى طريق عين عشير، ما يتطلب انجاز شبكة لصرف المياه المستعملة وصرف مياه الأمطار، بالإضافة إلى عدم رفع القمامة من قبل مؤسسة عنابة نظيفة رغم توجيه عدة مراسلات، بحجة عدم دخولها في مخطط سير الشاحنات.
وفي هذا الشأن، لاحظت النصر مظاهر سلبية لرمي القمامة في أماكن غابية مخصصة لراحة العائلات، على غرار الواقعة بمحور الدوران عين عشير، تتطوع في كل مرة جمعية الدراجة الخضراء لتنظيف المكان.
من جهته والي عنابة، جمال الدين بريمي، عقد الأسبوع الماضي، لقاء مع المصالح المعنية بتسيير الحديقة، بهدف الاطلاع على سير المشاريع والمشاكل المطروحة، ضمن متابعة مخطط تهيئة كورنيش عنابة، حيث تم التأكيد على أهمية تطوير هذا الفضاء الجميل المطل على الواجهة البحرية وجعله متنفسا للعائلات.
و وقفت النصر ميدانيا على استقطاب الحديقة للزوار والعائلات، خاصة في عطلة، نهاية الأسبوع، كما زاد التوافد في الأيام الأخيرة من موسم الاصطياف، مع وجود فضاءات وكذا تنظيم سهرات فنية في وسط غابي مطل على البحر، يمنح جوا من الارتياح والراحة.
النصر اقتربت من بعض العائلات التي قصدت الحديقة، حيث أبدت إعجابها بالحديقة كونها الأولى من نوعها بعنابة و الولايات الشرقية، تتميز بعدة خصائص من شاسعة المكان وموقعه المطل على الخليج العنابي إلى غاية الحدود البحرية لولاية الطارف، مع وجود فضاءات اللاعب للأطفال والمشي وحتى ممارسة الرياضة، جعلتهم يترددون عليها باستمرار بدفع مبلغ رمزي، كما يمكن للعائلات جلب الأكل وتناوله في الهواء الطلق مع توفر الطاولات.
وذكر، مهناوي، بأن الوكالة أبدت رغبتها في الاستثمار في الحديقة المتوسطية التي كانت مغلقة بعد تدشينها سنة 2018، حيث طُرح مشكل تسييرها بعد استلام مديرية البيئة لهذا المرفق وبعد إجراء استشارة وفتح المجال للراغبين في الاستثمار في تسيير الحديقة، فازت الوكالة بصفقة التسيير، بموجب اتفاقية مع وزارة البيئة وهو ما سمح بتسيير أيضا الحدائق الموجودة بكل من ولايتي خنشلة وسوق أهراس، بالإضافة إلى الإشراف على موقع حمام دباغ الحموي بولاية قالمة.
حسين دريدح