سطّر الفلاح «مومن لويز»، ابن مدينة بئر العاتر بولاية تبسة، قصة نجاح، تمثلت في إنتاج مادتي القمح والشعير، بمنطقة الرملية الريفية في إقليم بلدية بئر العاتر، في ظاهرة استثنائية في غير موسمهما، حيث قام باستصلاح أرض فلاحية تتربع على مساحة 13 هكتارا، مجهزة بعتاد سقي مقتصد للمياه، تمثل في مرش محوري يشغل مساحة 10 هكتارات.
النصر قامت بزيارة للمستثمرة الفلاحية، أين وقفت على عينات من القمح والشعير ولاحظت أن الشعير في حالة تسنبل في هذا الوقت من السنة وبشكل كبير وبعدد وصل إلى أزيد من 100 حبة في السنبلة الواحدة كحالة نادرة، بحكم أن هذه السنابل نمت في موسم غير موسمها، كما اعتاد عليه الناس.
ويمتهن صاحب المستثمرة زراعة الأعلاف وتربية الماشية، رغم صعوبة الوصول إليها نظرا لحالة الطريق المهترئة، كما يطمح في زيادة المساحة المسقية إن تحصل على رخصة حفر بئر جديدة، بعد أن استطاع تحقيق مردود كبير في الهكتار الواحد قدر بـ 70 قنطارا في الهكتار الواحد خلال الموسم الفلاحي المنصرم.
وأوضح صاحب المستثمرة، للنصر، أن هذه المنطقة وقبل أن تستغل في زراعة الحبوب لا أحد كان يتصور أنها ستعطي كل هذا الإنتاج الوفير وفي هذا التوقيت، الذي أدهشه وأدهش الفلاحين أولا ثم كل الذين لم يتوقعوا تحقيق هذه الأرقام القياسية، إنها حقيقة مدهشة كما علق بإعجاب ومضى يقول إنه في الوقت الذي يحلم به فلاحو المنطقة التلية و الهضاب بتحقيق معدل يتجاوز قليلا المعدل الوطني الذي يدور في حوالي 13 قنطارا في الهكتار، تحطم منطقة الرملية كل الأرقام.هذا الوضع شجع الفلاح “ لويز” على المضي في طريق توسيع المساحات المستصلحة المسقية، لتحقيق أفضل النتائج ويمكن تصور النتائج التي سيحققها هذا المستثمر، لأن عوامل النجاح، كما قال، متوفرة، فالأرض معطاءة ولم يبق سوى الانتهاء من وضعية الطريق التي تمتد على طول 15 كلم والتي مازالت في وضعية مهترئة بعد الانتهاء من تعبيد 5 كلم فقط قبل سنتين وهي الوضعية التي أرهقت الفلاحين وكبدتهم خسائر مادية في مركباتهم وهم الذين يطمحون في مواصلة نشاطهم الفلاحي، بعد تحقيق أفضل النتائج، بالموازاة مع توفر مياه السقي بالاعتماد على المخزونات الباطنية العميقة و شبكة الكهرباء الفلاحية بالقوة الكافية للآبار.
وحول سؤال عن سر الوصول إلى تحقيق معدلات مردودية مرتفعة، أجاب محدثنا بأن ذلك يكمن في ممارسة العمل باحترافية، من خلال احترام المسار التقني الفلاحي في جميع مراحله، وفق الطرق العلمية التي تؤمنها مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية، اللذين اقتنعا بجدوى العمل وفق الطرق العصرية، بعدما لاحظا النتائج الباهرة عندما يطبقون كل العمليات المطلوبة، لاسيما تحضير التربة والحرث العميق والتسميد ومحاربة الأعشاب الضارة. محدثنا أشار أيضا إلى أن الوصول إلى تحقيق مثل هذه النتائج الباهرة، سببه إنجاز كل عمليات المسار التقني بعناية، انطلاقا من تحليل للتربة، ما ساعده على معرفة الكميات التي تحتاجها أرضه بدقة من الأسمدة والأدوية، فضلا عن اختياره صنفا مناسبا من البذور الجيدة وكذا وفرة المياه المستخرجة من البئرين العميقين اللذين يضخان قرابة 13 لترا في الثانية وضمان السقي بانتظام، لأن المنطقة جافة ولا يمكن أن تعتمد على مياه الأمطار، ناهيك عن اعتماد الرش المحوري الذي مكّن من اقتصاد الماء وإعطاء النبات ما يلزمه من هذا العنصر بدقة.
وثمن المتحدث دعم الدولة له وللفلاحين واعتبره العامل الأول الذي مكنه من تحقيق النتائج التي جعلته مرتاحا لمواصلة نشاطه الفلاحي، كما نوه بصفة خاصة بالعلاقة الجيدة التي تربطه بالسلطات الولائية وبنك الفلاحة والتنمية الريفية، حيث وجد من طرفهم كل الدعم والتشجيع للمضي قدما في مسيرته.
عبد العزيز نصيب