شرعت مديرية الصحة والسكان لولاية عنابة، أول أمس، في استقبال الآراء والاقتراحات المتعلقة بمشروع إنجاز مركز استشفائي جامعي جديد بسعة 500 سرير، كخطوة استباقية قبل إطلاق الدراسة التقنية.
وأشرك مدير الصحة، دعماش محمد ناصر، خلال الاجتماع الموسع الذي حضره، أول أمس، أساتذة استشفائيون جامعيون رؤساء مصالح وأعضاء المجلس العلمي، في النقاش والتشاور، حتى تكون مصالح المستشفى الجامعي الجديد طبقا للمعايير العلمية الدولية والنظرة ذات الخبرة الواسعة للأساتذة، في إطار إدارة الأعمال التشاركية، حسب ما أفادت به مديرية الصحة.
وأشرف مدير الصحة والسكان على تنصيب لجنة إشراف ومتابعة لهذا المشروع، متكونة من 60 أستاذا استشفائيا جامعيا من مختلف المؤسسات، توظف خبراتهم الميدانية الهامة في متابعة هذا المشروع ومراقبة مكتب للدراسات، ليكون هذا الصرح الطبي مواكبا للتطورات العلمية والتقنية في المجال ويؤدي مهمته على أكمل وجه، وفقا لمدير الصحة.
وجاء إطلاق المشاورات بالتنسيق مع الأطباء الاستشفائيين، بعد إطلاق مناقصة لإجراء دراسة إنجاز مستشفى بسعة 350 سريرا، وتم اختيار الأرضية على مستوى الوعاء العقاري المحجوز، لتوطين المنشآت الطبية بالقطب الصحي بالبوني، ليكون جزءا من مشروع المستشفى الجامعي الجديد، ضمن المساحة الإجمالية المقدرة بـ 30 هكتارا.
وسيخصص هذا المستشفى، حسب والي عنابة، عبد القادر جلاوي، لتحويل المصالح الاستشفائية الجامعية المتواجدة ببنايات قديمة، على غرار الموجودة بكل من ابن سينا والجسر الأبيض، بهدف تحسين ظروف التكفل والاستقبال وكذا إعطاء محيط جيد لعمل الطواقم الطبية.
وفي السياق، أفاد جلاوي، بأن مصالحه أدرجت تعديلا على مسار مشروع الترامواي، المرتقب تجسيده وفقا لالتزامات السلطات العليا، ليعبر القطب الصحي الجديد بالبوني والذي يضم حاليا المستشفى الجهوي للاستعجالات الجراحية والطبية وكذا مركز حقن الدم ومدرسة شبه الطبي التي ستنطلق عملية إنجازها قريبا، بالإضافة إلى مشروع المستشفى الجامعي الجديد، بهدف تسهيل الوصول إلى هذا القطب الطبي وتفادي الازدحام المروري، كما سيسمح بإدراج البوني في المسار الجديد للترامواي.
وأفرجت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عن مشروع إنجاز المستشفى الجامعي الجديد بعنابة، بعدما مسه التجميد، حيث سجل سنة 2010، في إطار تخفيف الضغط عن المستشفيات الجامعية الموزعة عبر عدة مواقع بعنابة والتي تستقطب المرضى من مختلف الولايات الشرقية.
ووفقا لمديرية الصحة، فقد تم إعداد المخطط العام للقطب الصحي الواقع بسهل البوني، تشرف عليه مديرية التعمير والبناء، بعد وضع العقار ذي الطابع الفلاحي تحت تصرفها، لتوجيه جميع المشاريع الصحية المسجلة والمبرمجة لإنجازها بالولاية بذات الموقع، تنفيذا لتوصيات وزير الصحة، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات الجامعية، لإنهاء معاناة المرضى مع الاكتظاظ وضعف التكفل على مستوى جميع المصالح الاستشفائية.
وفي السياق، تحتاج ولاية عنابة لإنجاز مستشفى جامعي ثان يضم جميع المصالح الاستشفائية المتخصصة في موقع واحد، من أجل تسهيل التكفل بالمريض وإجراء التحليل والكشوف وتقليص الجهود والوقت، كون عنابة بها أربعة مستشفيات جامعية متخصصة متفرقة وبعيدة عن بعضها، ما يصعب التكفل الجيد بالحالات المحولة خاصة المعقدة منها.
كما جاء اختيار أرضية إنجاز المشروع بضاحية بلدية البوني، حسب ما ذكرته مصادرنا، تفاديا للازدحام الذي يشهده وسط المدينة وضواحيها، كما يتوسط موقع المشروع الطرقات الوطنية التي تربط عاصمة الولاية بالولايات الأخرى على غرار الطارف، قالمة، سوق أهراس وسكيكدة، ما يسمح للحالات المستعجلة المحولة إلى القطب الصحي، الوصول في ظرف وجيز دون المرور على وسط المدينة.
وتجدر الإشارة، إلى أن المستشفيات الجامعية تعاني من عدة نقائص تتعلق بمحدودية أسرّة الاستشفاء وهو ما ظهر جليا في أزمة وباء كورونا، حيث تم فتح عدة أقسام بمستشفيات الولاية، بهدف التكفل بالحالات المستعجلة والمعقدة، إلى جانب قلة الأسرة المخصصة للإنعاش الطبي.
حسين دريدح