انهيارات جزئية لبنايات بالقصبة وسيدي الجليس
أدَّى سقوط سقف منزل بحي القصبة، بقسنطينة، صبيحة أمس، إلى بثِّ حالة من الذعر والخوف لدى ثلاث عائلات تقطن بعمارة قديمة، بنهج فلسطين، حيث خلَّف الحادث أضرارا مادية مُتفاوتة، فيما نجت طفلة من الموت بأعجوبة، حسب شهادة والدتها.
وتهاوى سقفُ مطبخ منزل قديم بالطابق الأرضي من بيوت حي القصبة ذات الهندسة المعمارية العربية البسيطة، جزئيا، ليلة الجمعة إلى السبت، ليتكرَّر الحادث صباح ذات اليوم، حيث تسبَّبت القطع الإسمنتية المتناثرة في تحطيم الموقد و بعض الأواني المنزلية، فيما نجت طفلة في الثالثة من العمر، من الموت، بعدما كانت تلعب بالقرب من المكان، إذ صرخت مفزوعة بعد انهيار السقف، لتسارع أمُّها لنجدتها، حيث لم يكن يفصل بينها وبين موقع الانهيار سوى مسافة مترين، و قد اقتصرت الخسائر على أدوات منزلية، وسط حالة من الترقب والخوف لدى العائلة المكوّنة من سبعة أفراد، كما لاحظت النصر لدى تنقلها أمس إلى المنزل المتضرر.
وتعيش ثلاث عائلات بهذا البيت القديم الهشّ، الواقع بـ 3 شارع فلسطين بالقصبة، منذ سنة 2012، بعد ترحيل أسرتين وسقوط الأسماء الثلاثة المتبقية التي أودعت طعنًا وتنتظر النتائج النهائية، بعد وعود رؤساء الدائرة المُتعاقبين، بحلِّ الإشكال، دون جدوى، و يناشد المعنيون رئيس الدائرة ووالي الولاية، عبد السميع سعيدون، بالتدخُّل لانتشالهم من «خطر الموت» الذي يحوم حولهم يوميًّا، بترحيلهم قريبا.
كما سجلت يوم الخميس انهيارات ببنايتين قديمتين إحداها آهلة بالسكان، في حي سيدي الجليس، أدت إلى ردم غرفتين وتضرر أخرى ، ما خلف حالة من الهلع ، وطالب من لم يستفيدوا من السكن بالتعجيل في الفصل في الطعون التي قدموها قبل حدوث الكارثة ، مشيرين أنه يستحيل العيش في تلك الظروف لأن حياتهم مهددة في أية لحظة، مشيرين أن الردوم سقطت في جهة البناية الخالية ما جعل عدة أشخاص ينجون من خطر مؤكد ، وقد تنقلت مصالح الحماية المدنية لمعاينة المكان ، وكذلك أعوان من البلدية، فيما شهد الحي حالة غليان بسبب ما يقولون عنه تجاهل ملفات عالقة منذ سنوات، مشيرين أن الدائرة في كل مرة تتهرب من تحمل مسؤوليتها وتتجاهل حالات مستحقة أسقطت لأسباب يقولون أنها غير معروفة.
وتعتبر وضعية السكنات بوسط المدينة، خصوصا بأحياء القصبة والسويقة ورحبة الصوف وسيدي الجليس ، خطرة على حياة الساكنة، نظرا لطبيعة العمران القديم، والذي بني في غالبيته من الحجارة والآجرِّ التقليدي ، أما الأسقف فهي مشيّدة من القصب وخشب العرعار، والجصّ، وباتت مهترئة بفعل الزمن والعوامل المناخية، لتتهدِّد يوميا حياة العائلات القاطنة بها، سيما أن هناك من يتحدثون عن إقصائهم من الاستفادة من السكن.
فاتح.خ/ ق/م