أكّد مدير الإدارة المحلية بقسنطينة، يوم أمس، أنه تمت رقمنة 30 بالمائة من أرشيف الولاية بما يعادل 88 ألف نسخة، موضحا أن الولاية تبذل مجهوداتها من أجل عصرنة القطاع وتأمينه للحفاظ على الذاكرة، حتى تظل متاحة للباحثين وللأجيال القادمة.
وعلى هامش فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للأرشيف المصادف لـ 9 جوان، والمنظمة بمركز الأرشيف الولائي بالمدينة الجديدة علي منجلي، كشف للنصر مدير الإدارة المحلية بولاية قسنطينة، ناصر زوقاري، أن هذا اليوم هو فرصة جيدة لإبراز المجهودات المبذولة من طرف الولاية من أجل الحفاظ على أرشيف المدينة وملاحظته من زاويتين، الأولى تتمثل في تنظيم الأرشيف والثانية للتحدث عن مسار عصرنة ورقمنة الأرشيف.
وأفاد المتحدث، أن العمل على رقمنة الأرشيف انطلق منذ حوالي سنتين، في إطار مساعي السلطات العمومية على مستوى الجماعات المحلية والولاية ككل، أين تم لحد الآن إنجاز أربعة أنظمة تسيير رقمية موجهة لممتلكات البلديات والولاية، وللجباية المحلية والتنمية المحلية، وكذلك موجه للأرشيف الذي تم التطرق إليه خلال الاحتفال.
واعتبر زوقاري، أن للنظام الأخير أهداف سامية، كون تسيير الأرشيف بالطريقة التقليدية لا يرقى لتطورات العصر، فمركز الأرشيف بالولاية على حد قول المتحدث، مرفق عام وحساس يشكل ذاكرة أمة وولاية بأكملها لما يحتويه من مخطوطات ومدونات في غاية الأهمية تتواجد بأروقة المركز، وعلى هذا الأساس تم التفكير في ضرورة تأمين الأرشيف وإدراجه ضمن شروط موافقة للقانون.
وأوضح مدير الإدارة المحلية، أنه وخلال ثلاثة أشهر من وضع النظام، تم التمكن من رقمنة أكثر من 88 ألف نسخة من بين الأرشيف المتواجد بالمركز والمقدر تقريبا بحوالي 300 ألف نسخة، ما يعادل 30 بالمائة من النسبة الكلية، مضيفا في ذات السياق، أن الهدف الأسمى من النظام، هو التأسيس لذاكرة رقمية، تسهل تعامل المركز مع العالم الخارجي سواء الجامعة أو هيئات البحث العلمي وحتى المواطنين والكتاب والمؤرخين، بغية الولوج إلى الأرشيف بكل سهولة دون الحاجة إلى الأساليب البيروقراطية المعتمدة في السابق، فاليوم بمجرد دفع طلب الإطلاع على وثيقة ما مع تدوين رقمها أو عنوانها، يتم الولوج للنظام والتعرف على الوثيقة المطلوبة في ظرف وجيز.
وأضاف المتحدث، أن ولاية قسنطينة قد خطت خطوة جيدة في عالم رقمنة وتأمين الوثائق، أين اتجهت إلى مرافق هامة من بينها الأرشيف الوطني، خصوصا وأن النظام المستخدم يعمل بالشبكة المحلية، ويسهر على نجاح العملية أربعة مهندسين في مجال الإعلام الآلي، خصصت لهم حواسيب مرفقة بأجهزة «سكانير» حديثة، أين يمكن إدخال حوالي 2500 نسخة يوميا إلى النظام. وأكد زوقاري أنه يتم العمل على مواصلة الرقمنة وتنظيم أرشيف المركز وفق مقاييس عالمية، وأن يكون مفتوحا للبحث العلمي وكذا للأكاديميين والباحثين.
كما قالت رئيسة مصلحة الأرشيف الولائي، يامينة بلاك، للنصر، إن اليوم العالمي للأرشيف يصادف تأسيس المجلس الدولي للأرشيف سنة 1948، أين تعمل المؤسسات المختصة بمختلف ربوع الوطن، على إبراز الموروث الأرشيفي بمختلف أشكاله، المتضمن داخل خزائن ورفوف منذ سنة 1948، أين تم عرض ما تزخر به مخازن وقاعات ومستودعات من مخطوطات وجرائد وخرائط ومجلدات وكتب، بدءا بالفترة العثمانية أين تم إخراج مخطوطات بالحبر الأسود والأحمر للقرآن الكريم وسجلات وعقود ومستندات، ومعاملات البيع مطلوبة جدا بحسب المتحدثة.
رميساء جبيل