شرعت بلدية قسنطينة في الإجراءات الإدارية الخاصة بإعادة الاعتبار لأسواق «فيروندو» وبومزو بوسط المدينة وبوهالي السعيد، حيث أعلنت عن الصفقات الخاصة بها خلال الأيام الماضية، بينما تأتي العملية بعد تدهور عدة أجزاء من هذه المرافق وتخصيص المجلس البلدي 20 مليار سنتيم من أجلها في الميزانية الإضافية للسنة الماضية.
وقمنا بجولة في سوق بطو عبد الله المعروف بين سكان المدينة بتسمية «فيروندو» صباح أول أمس، حيث لاحظنا أن المرفق ما يزال يستقطب عددا كبيرا من المواطنين، بينما تلاحَظ علامات التدهور في عدة جوانب من محيطه الداخلي، على غرار الأرضية المتشققة ووضعية المقاعد المخصصة للتجار والمحلات، فضلا عن انتشار الأوساخ في السقف وهيكله الخشبي.
سألنا أحد التجار عن وضعية سوق بطو، فقال إنه يرى أنها «جيدة» مقارنة بسوق بومزو وسوق العصر وبعض الأسواق الأخرى التابعة للبلدية، لكنه لم ينف أن المرفق يحتاج إلى تهيئة جزئية، بينما لاحظنا بأن الواجهة الخارجية للمرفق تعرف تدهورا للطلاء، بالإضافة إلى تكوّم القمامة في الساعات المسائية بعد انتهاء دوام التجار بالقرب من نقطة البيع التابعة لملبنة نوميديا، حتى أنّها تحول دون عبور المارة بالقرب منها في بعض الأحيان بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها.
وتوجهنا إلى سوق بومزو الذي يمثل هيكله دعامة ساحة أول نوفمبر التي خضعت لتهيئة شاملة منذ بضعة أشهر وأصبحت تستقطب المواطنين، خصوصا في الساعات المسائية، حيث لاحظنا أن وضعيته الداخلية متدهورة بشكل أكبر مقارنة بسوق بطو، فضلا عن انتشار القمامة في محيط مربعات التجار وضعف الإنارة داخل المرفق، في حين تحولت بعض الأروقة التي تتوسط مربعات بائعي الخضر إلى منافذ مغلقة لا يمكن المرور منها بسبب انتشار بقايا الخضر والصناديق والكرتون وانعدام الإنارة داخلها بشكل تام تقريبا، بينما تتوزع طاولات الباعة أيضا في جزء كبير من المساحة الداخلية للسوق وعند مدخله السفلي ومحيطه الخلفي في رصيف الشحن.
أما في سوق محمد رماش بسيدي مبروك العلوي، فيلاحظ بأن المرفق ما زال يستقطب سكان الحي والأحياء المجاورة للتسوق، رغم المنافسة الكبيرة في محيطه وانتشار المراكز التجارية وتمركز تجار الخضر والفواكه في عدة مواقع قريبة من سيدي مبروك، على غرار الدقسي ووادي الحد. ويضم السوق أيضا محلات لبيع الملابس والأغراض المنزلية، بينما لاحظنا أن سقفه عبارة عن هيكل معدني، فضلا عن بداية ظهور علامات التدهور في المكان، لاسيما ما يسجل بالقرب من المخرج الخلفي للمرفق، أين لاحظنا أن دورة المياه العمومية الموجودة في هذا الموقع متهالكة.
ورغم الحركية التي تبدو بشكل عام في سوق محمد رماش، إلا أن التجار الذين تحدثنا إليهم أكدوا لنا أن «المرفق فقد امتيازه مقارنة بما كان عليه في سنوات ماضية»، حيث نبه تاجر ملابس أن المتسوقين أصبحوا يتوجهون إلى المحلات الموجودة خارج السوق، في حين سبق لأعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة أن ناقشوا مسألة الحركية فيه في دورة للمجلس؛ وأكد فيها رئيس البلدية على ضرورة إعادة الاعتبار للمرفق حتى يصبح أكثر تنافسية، فضلا عن إعادة الاعتبار لأسواق أخرى تابعة لممتلكات بلدية قسنطينة.
وأعلنت بلدية قسنطينة خلال الأسبوعين الماضيين عن طلب العروض المفتوح من أجل إعادة الاعتبار لسوق بطو عبد الله بوسط المدينة وسوق بوهالي السعيد وسوق بومزو. وأفاد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالعمران والتجهيزات، إسحاق كرتان، في تصريح للنصر، بأن المجلس خصص 20 مليار سنتيم في الميزانية الإضافية للسنة الماضية من أجل إعادة الاعتبار للأسواق الجوارية، حيث أوضح أن العملية ستشمل تهيئة الأرضية ومربعات التجار وصيانة التركيبة الكهربائية والإنارة وغيرها من الأجزاء من سوق بطو عبد الله.
ولفت المسؤول أيضا إلى أن العملية الخاصة بسوق بومزو ينبغي أن تشتمل على خبرة تقنية حول هيكل المرفق أولا، خصوصا بعد إخضاع ساحة أول نوفمبر للتهيئة، فيما أشار إلى أن عملية التهيئة الداخلية للمكان ستشمل عدة أجزاء وطبقات من السوق. وتحدث المصدر نفسه عن إمكانية إضافة طابق أول لسوق محمد رماش في سيدي مبروك خلال إعادة الاعتبار المرتقبة، مع رفع عدد المحلات الموجودة فيه، مشيرا إلى أن البلدية ستسعى إلى جعله سوقا تنافسيا.
سامي.ح