أشرفت أول أمس، السلطات العمومية بقسنطينة على دخول مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي ابن باديس حيّز الخدمة، وهو المشروع الذي سُجّل سنة 2006 واستهلك مبالغ مالية كبيرة، وقد تدعّمت المنشأة بمسرّع بتكنولوجيا حديثة، على أن يتم جلب جهازي مسرّع و«سكانير» قريبا، ما من شأنه تحسين التكفل بمرضى السرطان وتقليص قوائم الانتظار.
وقام والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، بوضع حيّز الخدمة مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي، كما عاين مختلف مرافقه ووقف على التّجهيزات الموجودة، إذ تقدّر طاقته الاستعابية بـ 64 سريرا، كما يضم قاعتي عمليات وأخرى للإنعاش، بالإضافة إلى مخبر لتحليل الخلايا والأنسجة.
ويحتوي المركز في الأساس على 3 مسرّعات كانت موجودة من قبل، وتعمل بصفة عادية، فيما تدعّم برابع يستطيع التكفّل بحوالي 90 مريضا خلال اليوم، حيث سيشرع في استغلاله بعد نحو أسبوع، وشدّد، صيودة، خلال معاينته على ضرورة الحرص والحفاظ على هذا المرفق الهام، بالأخص من جانبي النّظافة والأمن، كما أمر بتوفير أجهزة تلفزيون في غرف المرضى.
وصرّح الوالي على هامش التدشين أن هذا المرفق انتظره مرضى قسنطينة والجهة الشرقية، إذ كان نقطة سوداء في المنظومة الصحية على مستوى الولاية، وعرف تأخرا كبيرا بعدما تم تسجيله سنة 2006 وظلت ورشته مهملة، كما أكّد الحرص على المتابعة الدورية للمشروع ما مكّن من استلامه ووضعه في خدمة المرضى، مشيدا بالظروف الجيّدة التي وقف عليها من ناحية التجهيزات الجديدة والعصرية التي تم اقتناؤها ومنها المسرّعات النووية التي أسدى تعليمات بالمحافظة عليها خاصة وأن تكلفة الواحد منها تصل إلى 40 مليار سنتيم، فضلا عن ضمان ظروف الاستقبال الحسنة وأيضا بيئة العمل بالنسبة للمستخدمين والعمال.
من جهتها ذكرت مديرة الصحة، ليندة بوبقيرة، أنّ المركز يشكّل إضافة للمستشفى الجامعي، مرضى قسنطينة والجهة الشرقية، إذ يسمح للمريض بإجراء العملية الجراحية، وكذلك القيام بالتحاليل والعلاج بالأشعّة، مؤكّدة أن المسرّع الجديد يعمل بتقنية عالية تعدّ الأولى في الجزائر، ويستطيع التكفّل بحوالي 90 مريضا يوميا، وهو ما يسمح حسبها بتقليص قائمة الانتظار التي تضم 150 مريضا بالإضافة إلى مدّة الانتظار كذلك، فضلا عن توفير علاج ذي جودة، كما أضافت المتحدّثة أنّه سيتم قريبا جلب مسرّعين نوويّين من نفس نوعية الأوّل وأيضا جهاز «سكانير»، بحيث سيتم التكفّل بجميع المرضى في قسنطينة وخارجها من الجهة الشرقية.
كما قال مدير المستشفى الجامعي ابن باديس، نذير طايق، إنّ المسرّعات الأربعة الموجودة بالمركز بما فيها الجديد، تسمح بالتكفّل بحوالي 400 مريض، لافتا إلى أنّ التجهيزات التي يحوز عليها المركز ستساهم في التقليل من مدة العلاج، ليضيف أن هذه السنة ستعرف إطلاق ورشات عديدة عبر عدّة مصالح، حيث ستتم إعادة تهيئة كلية لمصلحتي القلب والاستعجالات الجراحية، هذه الأخيرة التي سيتم الانطلاق في الأشغال لتوسعتها هذا الأسبوع، فيما يتم العمل على إكمال الإجراءات الإدارية بغية إعادة تهيئة وتوسعة قسم طب الأعصاب، فضلا عن مصلحتي الغدد والحروق. وأوضح ذات المتحدّث أن المستشفى الجامعي ابن باديس لم يشيّد للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من المرضى، حيث بقي على حاله فيما ارتفع عدد سكان قسنطينة بالإضافة إلى 17 ولاية أخرى يصب مرضاها في هذه المؤسسة، وبالتالي لا تستطيع هذه الأخيرة استيعاب كم هائل من الحالات، لكن السلطات العليا في البلاد قرّرت إنشاء مستشفى جامعي آخر بسعة 500 سرير، ستنطلق أشغاله في أقرب وقت وسيكون متنفّسا لهذه المؤسسة، يقول طايق. إسلام.ق