أمر والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، أول أمس الخميس، بالشروع في استقبال طلبات رخص البناء الخاصة بالمستثمرين المستفيدين من القطع الأرضية بالحظيرة الصناعية «سيدي رمان» في عين سمارة، حيث أعطى إشارة استئناف أشغال التهيئة، في وقت شدد فيه على احترام آجال استكمال أشغال تهيئة 147 هكتارا من التوسعة الجنوبية بعلي منجلي المحدد بشهر جوان من العام المقبل، إذ يرتقب أن تحتضن ما يقارب 10 آلاف سكن، بينما تعرف تقدما في الإنجاز.
وانطلقت جولة معاينة المشاريع التي قام بها والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، من مشروع إنجاز حظيرة صناعية في منطقة سيدي رمان بعين سمارة، حيث استعرض إطارات مديرية التوزيع علي منجلي للمؤسسة الجزائرية للغاز والكهرباء مشروع تزويد المنطقة الصناعية سيدي رمان بالغاز الطبيعي لفائدة مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية قسنطينة، في حين تقوم العملية على تجسيد شبكة غازية بأكثر من أربعة وثلاثين كيلومترا لفائدة مئتين وأربعة وستين مستفيدا من الربط، كما أن تكلفة المشروع تتجاوز خمسة عشر مليار سنتيم. وقد وزع المشروع على ست عشرة حصة، مع تحديد مدة الإنجاز بأربعة أشهر، في وقت ضبطت فيه تكلفة التوصيلة بحوالي ستمئة دينار.
وذكر ممثل المديرية أن «سونلغاز» أنجزت منطلقين متوسطي الجهد 30 كيلوفولط للطاقة الكهربائية، حيث سيتم تخصيصها للمستثمرين الأوائل بحسب القدرة المتوفرة، في انتظار التوصيل النهائي المتمثل في إنجاز المولد المنبع، مثلما قال. وعاين الوالي أشغال تهيئة الحظيرة الصناعية «سيدي رمان» بعين سمارة، حيث تتربع على مئة وخمسين هكتارا وتضم 264 عقارا صناعيا، من بينها 196 قطعة ممنوحة للمستثمرين، فيما تعود رخصة البناء الخاصة بها إلى عام 2016. ولاحظنا أن أشغال تمديد شبكات الصرف الصحي قد أنجزت عبر المحاور الخاصة بالطرقات التي تتوزع عبر المنطقة، بالإضافة إلى استمرار عمليات تهيئة الأرضية في مختلف النقاط منها.
وقسم مشروع تهيئة الحظيرة الصناعية «سيدي رمان» إلى أربعة حصص، حيث تشير البطاقة التقنية للمشروع بأن قيمة الصفقة الخاصة بالحصة الأولى تتجاوز ثلاثة وثلاثين مليار سنتيم مع تقدم الأشغال فيها إلى نسبة 44 بالمئة، في حين تتجاوز قيمة أشغال الحصة الثانية ستة وتسعين مليار سنتيم مع وصول الأشغال فيها إلى نسبة 60 بالمئة. أما الحصة الثالثة التي تصل تكلفتها ما يقارب اثنين وأربعين مليار سنتيم، فقد تقدمت الأشغال فيها إلى نسبة 35 بالمئة، في وقت بلغت فيه نسبة تقدم أشغال الحصة الرابعة 35 بالمئة مع تجاوز تكلفتها أربعة وثلاثين مليار سنتيم. وشدد الوالي خلال المعاينة على ضرورة تسريع وتيرة التهيئة وتوصيل الشبكات، بالإضافة إلى تحسين المدخل المفضي إلى المنطقة الصناعية واستئناف أشغال المقاول في تشييد الخزانات المائية، كما أمر باستصدار تراخيص هدم البناءات غير الشرعية الموجودة داخل محيط الحظيرة.
ومنح والي قسنطينة إشارة استئناف أشغال تهيئة الحظيرة الصناعية، حيث صرح لنا خلال الزيارة، بأن المشروع عرف تأخيرا، مؤكدا توجيه تعليمات من أجل إنهاء الأشغال، فضلا عن الشروع في استقبال ملفات رخص البناء الخاصة بالمستثمرين، حيث اعتبر أن الأشغال تقدمت والعقبات التي تعيق المستثمرين قد رفعت، في حين نبه بأن أغلبية القطع الموجودة في الحظيرة قد منحت للمستثمرين في السنوات الماضية في ظل القوانين السابقة، فيما وضعت القطع المتبقية تحت تصرف الوكالة الجزائرية لتطوير الاستثمار. ولفت المسؤول إلى أن الحظيرة الصناعية ستتيح فرصا كبيرة للشباب في مجال خلق مناصب الشغل وخلق الثروة لبلدية عين سمارة.
تقدم في مشروع تهيئة مخطط شغل الأراضي 13 بالتوسعة الجنوبية
وتنقل الوفد الولائي إلى المقاطعة الإدارية علي منجلي من أجل الاطلاع على سير أشغال تهيئة الشبكات المختلفة الأولية والثانوية والتهيئة الخارجية لمخطط شغل الأراضي رقم 13 الذي تشرف عليه مؤسسة تهيئة مدينتي عين نحاس وعلي منجلي «إيفانام»، حيث يتربع المشروع على مئة وسبعة وأربعين هكتارا ويضم 2600 سكنا حاليا، بينما برمج لاحتضان 6795 سكنا أخرى، من بينها السكن الترقوي المدعم وشقق «عدل»، ضمن حيز هذا المخطط بالإضافة إلى 66 تجهيزا عموميا. وقد استكملت المقاولات المستفيدة من عمليات التهيئة أشغال تحضير الأرضية، حيث وصلت نسبة تقدم عملية وضع طبقة الحصى والاسمنت إلى 60 بالمئة، كما تبلغ نسبة وضع الإحاطات 7 بالمئة.
وانتهت المقاولات المنجزة من عملية فتح المسالك بنسبة كاملة في الجزء الخاص بشبكة التطهير، في حين بلغت عملية وضع القنوات 85 بالمئة، كما تقدمت نسبة وضع بالوعات الصرف الصحي وبلغت 60 بالمئة. أما بخصوص الجزء الخاص بشبكة مياه الشرب، فقد وصلت نسبة فتح الخنادق إلى 90 بالمئة، بالإضافة إلى بلوغ أشغال وضع القنوات نسبة 65 بالمئة. وحددت المؤسسة المشرفة على المشروع آجال إنجاز الحصة الأولى من المشروع بأربعة عشر شهرا، بينما صدر الأمر بالأشغال الخاص بها في شهر ماي من العام الجاري، كما تشير البطاقة التقنية الخاصة بالحصة المذكورة إلى أن نسبتي التقدم المادي والمالي للمشروع قد بلغتا 65 بالمئة.
واستعرض القائمون على مؤسسة «إيفانام» أيضا مشروع أشغال الشبكات المختلفة الخاصة بنهجين اثنين على مسافة تتجاوز خمسة كيلومترات، حيث تتجاوز قيمة الصفقة الخاصة به واحدا وثلاثين مليار سنتيم، بينما وصلت نسبة الأشغال فيهما إلى 8 بالمئة، بعد أن تحصلت المؤسسة المنجزة على الأمر بالأشغال خلال شهر ديسمبر الجاري مع تحديد أجل العملية بستة أشهر. وقدم إطارات شركة «إيفانام» عرضا بالفيديو للمشروع أمام والي قسنطينة، الذي شدد على ضرورة احترام الآجال المحددة والتركيز على نوعية التجهيزات والمواد المستعملة، على غرار أعمدة الإنارة العمومية وأنواع الأشجار والنباتات المزروعة، خصوصا أن الطريق المذكور سيكون امتدادا للشارع الرئيسي بعلي منجلي، فيما يرتقب أن يستلم المشروع كاملا شهر جوان من العام المقبل.
واطلع الوالي ومرافقوه من ممثلي السلطات المحلية أيضا على وضعية مشروع تهيئة النهج «أو» الممتد على مسافة 1800 متر من مخطط شغل الأراضي رقم 14 في التوسعة الجنوبية من المقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث تقارب قيمة الصفقة الخاصة بالمشروع ثلاثة وعشرين مليار سنتيم، كما عرف تقدما وصل إلى نسبة 30 بالمئة، بينما أعطى الوالي إشارة استئناف الأشغال.
44 مليارا لتأمين إمدادات الكهرباء للمدينة الجديدة علي منجلي
من جهتهم، قدم إطارات مديرية التوزيع علي منجلي للمؤسسة الجزائرية لتوزيع الغاز والكهرباء عرضا عن مشروع إنشاء أحد عشر منطلقا من المحطة الكهربائية 10/60 كيلوفولت بعين الباي 2، الذي تفوق قيمته التقديرية أربعة وأربعين مليار سنتيم دون رسوم. ويستهدف المشروع المذكور تأمين إمدادات الطاقة الكهربائية للمدينة الجديدة علي منجلي، في حين انطلقت فيه الأشغال بحسب البطاقة التقنية منتصف شهر أفريل من العام الجاري، لتتجاوز نسبة الإنجاز حاليا 83 بالمئة، كما أكد القائمون على الشركة بأن جميع العقبات قد رفعت. ويقارب طول الشبكة المبرمج إنجازها في إطار المشروع المذكور ثلاثة وخمسين كيلومترا، فضلا عن أنه يشمل بناء مركز توزيع للمنطلقات، بينما يقترب طول الشبكة المنجزة إلى غاية الوقت الحالي ستة وثلاثين كيلومترا. وقال والي قسنطينة في تصريحه لنا إن عدد سكان المقاطعة الإدارية علي منجلي يتجاوز 550 ألفا، حيث أوضح بأن مشاريع التهيئة التي شملتها الزيارة تعتبر «مشاريع مُهيكِلة» للمقاطعة، كما تستهدف فك الخناق المروري عنها، خصوصا من الناحية الشرقية التي تعرف حركية كبيرة، في حين أكد أنها ستستلم قبل موسم الاصطياف.
وانتقد الوالي وتيرة مشروع ملعب كرة القدم 3000 مقعد بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، فرغم تقدم الأشغال مقارنة بالوضعية السابقة للمشروع الذي عرف تأخرا كبيرا خلال السنوات الماضية، واستكمال الأرضية وجزء من أشغال المدرجات، إلا أن المسؤول طالب باستكمال الحظيرة والمدرجات مع الحرص على جودة الأشغال واحترام الآجال، كما حث المقاولة المكلفة بمشروع ملعب 2000 مقعد في علي منجلي، الذي خضع للتجميد في 2015، ثم أعيد رفع التجميد عنه في 2021، على تسريع وتيرة العمل.
واعتبر الوالي في تصريحه لنا بأن التعليمات الموجهة في ورشتي الملعبين تستهدف دفع وتيرة الأشغال لتسليمهما في أقرب الآجال لفائدة شباب المقاطعة الإدارية، التي تعاني نقصا في الهياكل الرياضية، مثلما أكد. وذكر المسؤول في رده على سؤالنا، بأن مشروع ملعب 50 ألف مقعدا الذي استفادت منه قسنطينة في مرحلة الدراسة في الوقت الحالي، وذلك من أجل تعيين مكتب دراسات.
مشروع طموح لإنتاج
47 مليون علبة دواء سنويا بقسنطينة
ومست جولة التفقد التي أجراها والي قسنطينة مشروع توسعة لمصنع إنتاج المواد الصيدلانية التابع لمؤسسة «الاتحاد الصيدلاني القسنطيني»، حيث تقدر تكلفة الإنجاز بثمانمئة مليار سنتيم ويتطلع أصحابه إلى توظيف 500 موظف، فيما يضم أربعة وحدات إنتاجية للأدوية البخاخة، والكبسولات اللينة، والهرمونات المحقونة، وأدوية أمراض السرطان، كما أكد القائمون على المؤسسة بأنه سيضم قسما للتكنولوجيا الحيوية وحيزا بيداغوجيا لطلبة الصيدلة في المرحلة الأخيرة من الدراسة، في حين دعا الوالي أصحاب الاستثمار إلى الإسراع في استكمال ما تبقى من أشغال المشروع ليكون جاهزا مع نهاية السداسي الأول من السنة المقبلة كأقصى حد.
ويتطلع أصحاب الاستثمار إلى بلوغ إنتاج بأكثر من خمسة وأربعين مليون وسبعمئة ألف علبة دواء سنويا من الأنواع المذكورة، وذلك بنظام عمل الدوام المستمر، مثلما جاء في البطاقة التقنية للمشروع.
وزار وفد السلطات المحلية أيضا مشروع توسعة مصنع «نيوميديك» بالمنطقة الصناعية نفسها الذي يصل مبلغ الاستثمار الخاص به إلى مئة وخمسين مليار سنتيم، حيث يستهدف إنتاج عشرة ملايين علبة سنويا من الكبسولات اللينة من خلال أربعة خطوط إنتاج، مع إمكانية توظيف 80 موظفا، في حين استكمل إنجاز المشروع بنسبة إجمالية. وذكر الوالي بأن مركب مؤسسة «الاتحاد الصيدلاني القسنطيني» سينتج العديد من الأدوية التي تستورد من الخارج في الوقت الحالي، «ما سيخفف من فاتورة الاستيراد ويوفر هذه الأدوية للسوق الوطنية»، مثلما قال، بينما لفت إلى أن المصنع الثاني الذي شملته الزيارة سيقدم إضافة كبيرة أيضا.
سامي .ح/ تصوير: الشريف قليب