أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تعد منطقة المقطع الأزرق، بحمام ملوان بولاية البليدة من أكثر المناطق استقطابا للسياح خلال فصل الصيف لجمالها وهدوئها، بحيث تجمع هذه الجوهرة الصغيرة والجميلة بين جمال التلال الخضراء وسحر خرير مياه الوادي العذبة، وهو الموقع الذي تقصده العائلات للسباحة والتمتع بخصوصية المكان النادرة.
وتبعد منطقة المقطع الأزرق 06 كيلومترات، عن بلدية حمام ملوان، بحيث يستمر قاصدها بعد دخوله إلى مركز حمام ملوان، في السير عبر طريق ملتوي ومرتفع وسط الجبال لكي يصل إلى وجهته المتواجدة في أعلى التل أين تقطن عشرات العائلات التي تمتهن أغلبها الفلاحة كما تتوفر المنطقة أيضا على مدرسة ابتدائية وعدد من المحلات ومستوصف، إلى جانب بيت للشباب يستقطب السياح من كل جهات الوطن للمبيت فيه والتمتع بجمال موقعه.
و تعد هذه المدينة كذلك قبلة للجمعيات وبعض النوادي والمؤسسات لإجراء التربصات، إذ يفضلون في العادة المناطق الهادئة الجميلة، أين يجمعون بين التكوين والنزهة، خصوصا و أن الحجز في بيت الشباب بالمقطع الأزرق، لا يقتصر على موسم الاصطياف فقط، بل يستمر على مدار السنة، وعلى الرغم من بعد المسافة وتواجد المركز في مكان يكاد يكون معزولا، إلا أن ذلك لم يمنع عشاق الطبيعة والمناطق الجبلية من التوجه إليه لقضاء أوقات جميلة وهادئة بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها.
تجدر الإشارة، إلى أن صورة هذه المنطقة تغيرت كثيرا، بعد أن كانت في سنوات العشرية السوداء مكانا موحشا يبعث على الرعب، بسبب واقع فرضته الجماعات الإرهابية التي وجدت في جبال المنطقة الممتدة إلى غاية سلسلة الشريعة والمدية، ملاجئ لها للاختباء و تنفيذ هجماتها على المواطنين، لكن هذا المكان الموحش بالأمس، تحول اليوم إلى جنة فوق الأرض تقصدها العائلات من كل الجهات للتنزه وقضاء أوقات جميلة.
كثرة الإقبال على مدينة حمام ملوان والاكتظاظ الذي أصبحت تعرفه خاصة في نهاية الأسبوع، أين تمتلئ ضفة الوادي الممتدة على مسافة 4كيلومترات بالمصطافين، الذين يفضلون هذه المناطق ومياهها للسباحة و الراحة بدل الشواطئ المكتظة، جعل العديد من العائلات تفضل الذهاب إلى أماكن أبعد وسط الجبال بحثا عن مواقع أكثر هدوءا، خاصة بعد لجوء بعض أصحاب السيارات بمركز حمام ملوان إلى غسل سياراتهم في الوادي مع استعمال مواد التنظيف، على الرغم من اللافتات التي تنهى عن ذلك، ما دفع العائلات للابتعاد عن هذه الأماكن والصعود إلى مواقع أعلى بالمقطع الأزرق، أين لا تزال المياه نقية وغير ملوثة وتصل إلى برك السباحة منحدرة من أعلى الوادي مباشرة، كما أن محيط الجبال ما يزال نظيفا، على عكس مواقع أخرى بمركز حمام ملوان.
مسبح بيت الشباب
قبلة الأطفال
ما يميز بيت الشباب بالمقطع الأزرق، على عكس بيوت الشباب في المدن الأخرى هو توفره على مسبح مصدره مياه الوادي، تحول مؤخرا إلى قبلة للأطفال خاصة وأن فرصة السباحة في موقع مماثل غير متوفرة في المدن التي يقيمون فيها، والمميز أيضا في هذا المسبح الجميل، هو أن مياهه تتجدد كل يوم صباح بفضل الوادي، كما أنه يفتح مجانا وهي الخدمات التي يوفرها المركز خلافا لباقي مراكز المناطق الأخرى، وفي نفس الوقت فإن هذا المرفق الشباني بالمقطع الأزرق يتوفر على 12غرفة تضم 55سريرا، وقاعة محاضرات تتسع لـ 150شخصا، إلى جانب مطبخ، وهي الإمكانيات والوسائل التي جعلت الجمعيات والنوادي يتوافدون عليه لتنظيم دورات تكوينية، وأيام دراسية وسط الجبال بعيدا عن ضجيج المدن وازدحام السيارات .
حركية تنعش تسويق المنتجات الفلاحية
يستغل سكان المقطع الأزرق، الذين يسترزقون في أغلبهم من الفلاحة فرصة تواجد السياح بكثرة خلال موسم الاصطياف لتسويق منتجاتهم، حيث تمتلك أغلب العائلات المقيمة في المنطقة و المنتمية إلى عرش بني ميصرا، حقولا للفواكه والخضر وسط الجبال توارثتها عن الأجداد، وعادت إلى خدمتها بعد استقرار الوضع الأمني، ومع ازدهار السياحة محليا أصبحت الفرصة سانحة لهم لتسويق منتجاتهم، خاصة وأن العديد من السياح يبحثون عن الفواكه الطبيعية الخالية من الملوثات والأسمدة، والتي تنبت وسط الجبال وتمتاز بمذاقها الحلو، فضلا عن كونها غير مضرة بالصحة، خصوصا التين و العنب و الرمان و بعض الخضروات وخبز المطلوع و البيض، إلى جانب الحليب ومشتقاته من الأجبان، التي تمتاز هي الأخرى بمذاقها الطبيعي والخالية من كل المضافات، حيث يتجمع بعض الأطفال مع طلوع النهار، بمركز المقطع الأزرق ويعرضون هذه السلع على رواد المنطقة الذي يقبلون على اقتنائها بقوة.
من جانب آخر، تدعم مركز حمام ملوان هذا الموسم بقرية سياحية أنجزت بطريقة عصرية، حيث تضم مجموعة من المحلات التجارية والمطاعم، و فضاءات للعب الأطفال، و هي ذات هندسة تتناسب مع طبيعة المنطقة، إذ يغلب على البنايات الطابع الخشبي الذي يتناسب وطبيعة المنطقة الغابية، كما أنها تطل على الوادي، مما جعلها تتميز بمنظر جميل، ولذلك تقصدها العديد من العائلات و تفضل وجباتها التي تقدم فوق طاولات تتوزع وسط مياه الوادي بين قمتين جبليتين وهي متعة قل نظيرها.
نورالدين عراب