فيما اختفت العشرات منها خلال الأزمة: جمعيـات تتـحدى كورونـا بنشـاطات تضامنيـة وتوعويـة

تنظم الكثير من الجمعيات في الجزائرنشاطات تحسيسية و توعوية و أخرى تضامنية منذ بداية الأزمة الوبائية، من خلال توزيع الكمامات و مواد التعقيم و كذا الطرود الغذائية، بينما خصصت هيئات المجتمع المدني بعدة ولايات، فضاءات تحسيسية افتراضية، تماشيا و الظرف الراهن الذي يتطلب التقليص من الخرجات و النشاطات الميدانية و تكثيف الرسائل التوعوية من خلال شعارات  مستمدة من عمق المجتمع، بغرض التأثير على المواطن البسيط ، كما برزت عدة مشاريع  خلال هذه الفترة من توقيع جمعيات بعدة ولايات، على غرار سطيف و باتنة و قسنطينة و غيرها، في حين غابت الغالبية العظمى من الجمعيات خلال هذه الفترة، و لم تؤد دورها كعنصر فعال داخل المجتمع تعول عليه الدولة بشكل كبير.
هيبة عزيون
120 ألف جمعية عبر الوطن أغلبها غائبة
غابت الكثير من الجمعيات في الجزائر عن  الواجهة خلال الأزمة الوبائية، و تخلت الكثير منها عن دورها كممثل للمجتمع المدني في  القيام بعمليات التحسيس و التوعية و توزيع المساعدات، و تكثيف الجهود للقضاء على الوباء  و الخروج بأقل الأضرار،  بينما انحصر نشاط هذه الجمعيات في مختلف الولايات في أسماء معينة، غالبا ما تكون فعالة و متواجدة في الميدان في مختلف الظروف، و هي أرقام لا تعكس حقيقة أعداد الجمعيات التي تم تأسيسها منذ تبني الجزائر لدور المجتمع المدني كشريك حقيقي و فتح  الباب على مصراعيه لإنشاء هذه الجمعيات نهاية التسعينيات، و يقدر عددها ب120 ألف جمعية، حسب آخر إحصائيات التي كشفت عنها وزارة الداخلية.
و يرجع البعض السبب إلى العجز المادي للكثير من الجمعيات، خاصة في هذا الظرف، الذي يستدعي توفير كميات كبيرة من الكمامات و المواد المعقمة و القيام بعمليات تضامنية لأن الكثير من الأسر تعاني من صعوبات  اقتصادية و مادية، ناهيك عن خطر النشاط ميدانيا و الذي قد يكون سببا في انتشار الوباء.
بينما يرجع البعض الآخر السبب إلى كون الكثير من هذه الجمعيات، عبارة عن  مؤسسات شكلية افتراضية، كان تأسيسها ظرفيا و عجزت عن مواصلة مشوارها، بالمقابل هناك جمعيات أخرى اكتفت بتسجيل حضورها المناسباتي فقط، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تمكنت الجمعيات القليلة التي تنشط، من القيام بدور فعال، خاصة في ما يتعلق بتوزيع الكمامات و مواد التعقيم  و الطرود الغذائية.
تساؤلات عن دور لجان الأحياء خلال الأزمة

أكد عديد المواطنين ممن تحدثت إليهم النصر، أن لجان الأحياء فشلت في أداء دور فعال خلال الجائحة،  و لم تقم بالتحسيس و التوعية داخل التجمعات السكانية الصغيرة ، و قال السيد مولود، إطار سابق بصندوق التضامن الاجتماعي لولاية قسنطينة،  أن جمعية الحي الذي يقطنه بالمدينة الجديدة علي منجلي، لم تقم بأي مساهمة أو عمل تحسيسي،  بل أن أعضاء اللجنة قاموا بإلغاء الاجتماعات التي كانوا ينظمونها من حين لآخر، من أجل تدارس شؤون الحي، و اعتبرها نقطة سلبية تحسب على هذه اللجان التي تفتقر لآليات عمل ميدانية  تمكنها من التأقلم مع مثل هذه الأوضاع و الأزمات، خدمة للمواطن البسيط و لتجنيده في الحملة الوطنية لمواجهة الوباء القاتل.
  بينما قال السيد العربي، رئيس لجنة حي بالوحدة الجوارية 15 بالمدينة الجديدة علي منجلي أن اللجنة عجزت حقيقة عن القيام بعمليات تحسيسية لعدة أسباب، بداية بنقص الإمكانيات التي تتطلبها هذه الفترة من أجل التمكن من توزيع  للكمامات و المعقمات على المواطنين، و عدم استجابة السكان لدعوات اللجنة،  لتكتفي بالعمل الميداني خلال أزمة الدقيق، حيث قام أعضاؤها بإعداد قوائم بأسماء السكان و الاتصال بنقاط بيع هذه المادة و جلبها للحي.
وهو حال عدد من لجان الأحياء بمنطقة سيدي مبروك السفلي،  فخلال  أزيد من أربعة أشهر من عمر الأزمة، اكتفت هذه اللجان  بتوفير مادة الدقيق فقط، بينما كانت عملية التوعية و التحسيس الحلقة الغائبة تماما، و قال السيد مسعود، أن المشكل يتعلق بالهدف من تشكيل هذه اللجان منذ البداية،  و الذي ارتكز على ملف السكن الاجتماعي،  دون غيره من متطلبات الأحياء و قاطنيها،  حيث بقيت نشاطات هذه اللجان منحصرة في هذا الإطار فحسب ، بينما تعدت نشاطات  بعض اللجان الأخرى إلى عمليات تنظيف و تزيين الأحياء خلال فترة الحجر المنزلي.
جمعيات ترتكز في أغلب نشاطاتها على مواقع التواصل  
الملفت منذ بداية الأزمة الوبائية في الجزائر، أن الكثير من الجمعيات اعتمدت كليا على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، للتحذير من خطورة فيروس كورونا المستجد، و ضرورة أخذ الحيطة و الحذر من خلال ارتداء الكمامات و غسل الأيدي و التباعد الاجتماعي.
أما الجمعيات النشطة في الميدان، فقد خصصت هي أيضا حيزا من صفحاتها للتوعية و التحسيس، و قال نوفل زيد العابدين، رئيس جمعية العابدين الثقافية في قسنطينة، أن جمعيته قامت بعمل كبير عبر صفحتها على فايسبوك من خلال نشر رسائل توعوية يومية و نشر إحصائيات الإصابات و الوفيات بكوفيد 19 بشكل يومي، مع نشر فيديوهات  تعريفية بالفيروس و أعراض الإصابة به، و كذا طرق الوقاية.
  كما أن الفيدرالية الولائية للمجتمع المدني بقسنطينة، حينت كل صفحات المكاتب الولائية على وقع الوباء، و نشرت يوميا نشاطات الفيدرالية من عمليات تعقيم و تطهير،  و كذا ومضات تحسيسية  مع لقاءات مع أطباء و مختصين في المجال،  و هو ما قامت به أيضا جمعية السراج الخيرية عبر صفحتها على فايسبوك.
   بينما كان جل نشاط خلية الإنصات و التوعية للمجتمع المدني لولاية باتنة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بفتح  فضاء طبي افتراضي للمواطنين،  وهو حال عدد من الجمعيات الفاعلة في بلدية البليدة، التي كانت من أكثر الولايات تضررا في الجزائر. الملاحظ أن جمعيات ثقافية و رياضية و خيرية،  تحولت مواقعها الرسمية إلى صفحات تعنى بالوضع الراهن، مع تفشي وباء كوفيد 19 ، و متابعة دورية للوضعية الوبائية للولاية، و من بين هذه الجمعيات نذكر الجوالة ، مكتشفو هضبة الأطلس البليدي و جمعية صناعة الغد و غيرها ، و هو الحال بالنسبة للكثير من الجمعيات الأخر بمختلف الولايات.
شعارات  تحسيسية من عمق المجتمع

تبنت الكثير من الجمعيات شعارات توعوية، الهدف منها إيصال الرسالة للمواطن البسيط و توعيته بخطورة الوضع الصحي، و هذه الشعارات مستمدة عموما من عمق المجتمع و أغلبها باللهجة الدارجة، من أجل فهمها من قبل شرائح واسعة في المجتمع.و كان المجتمع المدني في البليدة سباقا لإطلاق هذه الشعارات، خاصة مع فرض حالة الحجر الكلي، و من بينها شعار « عاونونا نحاربوا كورونا» الذي أطلقته جمعية السنابل الذهبية للحث على ضرورة التباعد الاجتماعي، و كذا شعار « نبقى في دارنا نحموا ولادنا و نحافظوا على بلادنا «.. هذه الشعارات كانت ضمن الحملات التحسيسية الميدانية التي شملت توزيع الكمامات و المعقمات، و كذا الطرود الغذائية، كما كانت من أبرز منشورات الجمعيات عبر صفحاتها الرسمية.   و في قسنطينة تحول شعار « 15 يوما في سرير بيتك أحسن من  15 يوما في سرير المستشفى» إلى هاشتاغ عبر موقع فايسبوك و الذي أطلقته جمعية العابدين الثقافية، و في ولاية برج برج بوعريريج أطلقت جمعية فسيلة الثقافية شعار» خذ كتابا و امكث في بيتك» على مبادرة توزيع الكتب على العائلات خلال فترة الحجر المنزلي، و التي تهدف إلى مرافقة المواطن في عزله المنزلي، و إبعاده عن الملل، و استغلال استعداد الناس للقراءة خلال هذه الفترة.
خياطة و توزيع كمامات و طرود غذائية
اجتهدت عشرات الجمعيات عبر تراب الوطن، في  توفير المواد الغذائية للأسر المتضررة من وباء كورونا، خاصة خلال شهر رمضان، بينما ركزت الكثير منها نشاطها في خياطة و توزيع الكمامات و المعقمات،  مع إطلاق حملات تحسيسية عبر صفحاتها الافتراضية، للتحذير من خطورة الفيروس و ضرورة التقيد بإجراءات الأمان.

* سفيان ناصر الشريف رئيس مكتب جمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية  بسطيف
فتحنا أكبر مركز للتشخيص في الجزائر تحت إشراف 24 جمعية
في ظل فرض الحجر على عدد من بلديات ولاية سطيف التي تحولت إلى بؤر للوباء، تم تنظيم ملتقى المجتمع المدني الذي تمخضت عنه فكرة إنشاء أكبر مركز للكشف عن فيروس كورونا في الجزائر.
رئيس مكتب سطيف  لجمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية السيد سفيان ناصر الشريف قال للنصر ، أن الفكرة اقترحها المكتب الولائي لسطيف، و تم طرحها خلال ملتقى المجتمع المدني الذي عرف مشاركة 24 جمعية بين خيرية  و ثقافية و  فنية و غيرها ، و تم اقتراح  تحويل قاعة المعارض بمنطقة المعبودة في سطيف، و التي  تتسع إلى  1500 كرسي  إلى مركز للكشف، كما يقوم  المركز  كذلك  بالمعاينات اليومية للمواطنين للكشف عن إصابتهم من عدمها، و التكفل بالمصابين كل حسب درجة المرض.
وأضاف المتحدث أنه سيتم تخصيص فندق لاستقبال الحالات الإيجابية لقضاء فترة الحجر الصحي، و ذلك بإيعاز من الوالي ، بينما يتم تحويل الحالات الخطيرة إلى المستشفى، فيما يتم  وصف العلاج المناسب للحالات التي بإمكانها القيام بالحجر المنزلي .سفيان ناصر قال أن الفكرة مستوحاة من إحدى الدول العربية، و سترى النور قريبا، بعد الحصول على موافقة رئيس المجلس التنفيذي للولاية، الذي وعد بمنح كل التسهيلات اللازمة لإنجاح الفكرة، و العمل منصب حاليا على تكوين فريق طبي و شبه طبي كبير، و تم فتح التسجيلات عبر الإنترنت للمتطوعين، سواء أطباء ممارسين  أو طلبة السنة النهائية طب ممن لم يجتازوا فترة التربص في المستشفى بسبب الجائحة،  وكذا المتخصصين في البيولوجيا العاطلين عن العمل.
 و أوضح المتحدث أنه تم تسجيل 42 طبيبا عاما، 24 مختصا في الطب الداخلي ، 21 سائق سيارة إسعاف، 19 مختصا في البيولوجيا، إلى جانب تخصصات أخرى، ولا تزال عملية التسجيل مفتوحة.
  وأضاف المتحدث أنه سيتم التكفل بكل متطلبات الطواقم الطبية و شبه الطبية التي ستعمل بشكل دائم في المركز، سواء من داخل أو خارج الولاية،  بضمان الإقامة و النقل و الإطعام،  كما سيتم تبني نظام المناوبة. فيما عرض الكثير من الأطباء العاملين في القطاع العام  بالجزائر، و بعض الأطباء المتواجدين في بلاد المهجر،  نقل  تجربتهم إلى الطواقم الشابة  عند بداية عمل المركز، من خلال  التواصل عن بعد، ومن بينهم الأستاذ أنيس بلخير، المختص في طب الكوارث المقيم بتركيا. وبخصوص التجهيزات، من كراس و طاولات و أسرة و أجهزة كشف و سيارات إسعاف و غيرها، فستتكفل بتوفيرها باقي الجمعيات المشاركة في الملتقى، إلى جانب السلطات الولائية.

* عبد الحكيم لفوالة رئيس  فيدرالية المجتمع المدني في قسنطينة
نركز على التوعية في البلديات النائية و الأحياء الشعبية
جندت فيدرالية المجتمع المدني في قسنطينة، كل مكاتبها الولائية منذ بداية الوباء،  و كان التركيز  منصبا على البلديات و المناطق النائية  من خلال عمليات توزيع الكمامات على المواطنين ، و تعقيم  الشوارع، و كذا بعض المؤسسات، بالتنسيق مع مصالح الدرك وكذا الفلاحين الذين ساهموا بعتادهم الخاص.
و قال رئيس الفيدرالية عبد الحكيم لفوالة للنصر، أن المكاتب البلدية، على غرار أولاد رحمون و زيغود يوسف و علي منجلي و الحامة بوزيان ، قامت بجهود  كبيرة، و كان العمل خلال الأسابيع الأولى من الأزمة،  يمتد إلى ساعات متأخرة من الليل، و يشمل عمليات التطهير و التعقيم، وتوزيع مطويات تحسيسية، لكن سرعان ما توقفت هذه المبادرة، خوفا من انتقال العدوى.
و كشف المتحدث عن برنامج جديد ستشرع الفيدرالية في تجسيده خلال الأيام  القليلة المقبلة، تزامنا مع تزايد عدد الإصابات،   سيشمل عمق الأحياء الشعبية ، من  خلال مخاطبة المواطن وتوعيته وتحسيسه،  بالتنسيق مع  لجان الأحياء ومديرية الشؤون الدينية، وستكون هذه الحملات مسائية يومية، عندما يجتمع كل قاطني هذه المناطق،  كما سيتم توزيع ما يقارب 10 آلاف كمامة جاري جمعها من قبل مختلف المكاتب البلدية.

* حمزة بوحبيلة رئيس جمعية السراج الخيرية
توزيع مئات الطرود الغذائية على العائلات منذ بداية الأزمة
من جهتها كانت جمعية السراج الخيرية في قسنطينة سباقة إلى العمل الميداني منذ بداية تفشي الوباء في الجزائر، بتسطير برنامج عمل أسبوعي، يشمل أساسا توزيع المئات من الطرود على العائلات الفقيرة والمتضررة من الوباء، خاصة بعد قرار فرض الحجر الصحي الذي دام لأكثر من ثلاثة أشهر و توقف كل النشاطات التجارية والاقتصادية.
وقال رئيس الجمعية للنصر أن الجمعية كانت في البداية تقوم بتوزيع هده الإعانات الغذائية بشكل يومي، من خلال مساهمة المحسنين، و بجهود أعضائها الذين سعوا لجمع كميات معتبرة من المواد الغذائية.
و تواصلت الجهود خلال شهر رمضان، من خلال ضمان قفة لكل عائلة فقيرة موجودة ضمن قوائم الجمعية ، إلى جانب خياطة كميات كبيرة من الكمامات الطبية، تحت إشراف مديرية النشاط الاجتماعي،  حيث تم فتح ورشة خياطة تابعة للجمعية، بمشاركة الأعضاء من  شباب و شابات، قاموا بخياطة الكمامات و تجهيزها.
بالمقابل سطرت جمعية السراج برنامجا توعويا شمل توزيع الكمامات على المواطنين في الشوارع، إلى جانب المعقمات، مع تنظيم عملية تحسيسية مباشرة ، كما تستعد حاليا الجمعية لجمع أكبر عدد من الأضاحي لتوزيعها على العائلات الفقيرة، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

* زكريا بخوش رئيس خلية الإنصات و التوعية بباتنة
شكلنا أول خلية وطنية افتراضية بمشاركة الأطباء
عرفت ولاية باتنة تشكيل أول خلية  وطنية للإنصات و التوعية، مع بداية الأزمة  الوبائية في الجزائر، و أوضح رئيس الخلية  
زكريا بخوش للنصر أن الفكرة كانت لمجموعة من الإطارات المنضويين تحت لواء الحركة الجمعوية ونشطاء قرروا تشكيل خلية أطلق عليها اسم الإنصات و التوعية،  و ذلك منذ اليوم الأول من الأزمة الصحية .
و أضاف أنها المبادرة الأولى وطنيا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، و تتمثل في فتح صفحات و مجموعات توعية بمشاركة أطباء، حيث يتم توجيه الأسئلة عن بعد و الرد عليها، حول الفيروس و أعراض الإصابة به و طرق الوقاية .
و أوضح المتحدث أن الخلية بدأت تنشط في ولاية باتنة ، ثم تم توسيعها لتشمل كل الولايات، بالتنسيق مع نشطاء جمعويين من مختلف المناطق، وقد ساهمت منصات التواصل الاجتماعي في نجاحها .
بالموازاة مع ذلك كانت هناك نشاطات ميدانية منذ الأسبوع الأول من الأزمة تم التركيز فيه على التحسيس من خطر الوباء، و ضرورة  الالتزام بالنصائح و إرشادات وزارة الصحة،  حيث تم توزيع عدد كبير من المطويات على أصحاب المحلات وفي الأسواق و المراكز التجارية، الى جانب توزيع 19 ألف كمامة في شكل حصص وجهت إلى مختلف المؤسسات و الإدارات و كذا المواطنين،  أما خلال شهر رمضان، فتم توزيع 19 ألف قفة على العائلات المتضررة والمعوزة، إلى جانب كسوة العيد .
وتابع المتحدث أن هذا العمل الميداني الذي عرفته ولاية باتنة، تزامن ونفس المبادرات في عدة ولايات أخرى، من خلال التنسيق عن بعد مع كل الفاعلين في خلية الإنصات والتوعية،  فيما لا يزال برنامج التحسيس الميداني متواصلا عبر حملات، باستخدام مكبرات الصوت التي تجوب الأحياء و الشوارع لحث المواطنين و تذكيرهم بخطورة الوضع و أهمية الالتزام بقواعد الأمان.

* سامية كرميش رئيسة جمعية أحباب صخر سيرتا
أنشأنا صفحة على فايسبوك لمعاينة عشرات المرضى
من جهتها قامت جمعية أحباب صخر سيرتا بعدة نشاطات تضامنية و توعية منذ بداية الوباء، و أكدت رئيستها الدكتورة سامية كرميش، أن التوعية بخطورة الفيروس و ضرورة ارتداء الكمامات، في صلب اهتمامات الجمعية منذ بداية الوباء، و كانت سباقة إلى جمع التبرعات من المحسنين من أجل شراء معقمات و كمامات و توزيعها ببعض المناطق في قسنطينة، في مقدمتها المدينة الجديدة علي منجلي.
كما قام أعضاء الجمعية بتوزيع وجبات إفطار يومية لعدد من المرضى في مصلحة أمراض الجهاز الهضمي و أمراض العظام بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس،  مع توزيع وصولات شراء مواد غذائية على عدد من العائلات الفقيرة خلال رمضان. كما  أنشأت الجمعية صفحة على فايسبوك لمعاينة و علاج المرضى عن بعد، أشرفت عليها رئيسة الجمعية بصفتها طبيبة مختصة.
  و قالت الدكتورة كرميش بهذا الصدد، أنها كانت تتلقى يوميا عشرات الاتصالات من المواطنين الذين تعذر عليهم زيارة الطبيب بسبب الحجر و تفشي الوباء، من أجل استشارات طبية  في مجال تخصصها الذي يشمل أمراض الحساسية و الأمراض الصدرية، و كذا أمراض النوم.
و تواصل الجمعية حاليا نشاطاتها التحسيسية عن بعد، في ظل تفاقم الوباء خلال الفترة الراهنة .

* نوفل زين العابدين رئيس جمعية العابدين للترقية الثقافية و التبادل الشباني
وزعنا 500 بزة واقية على عمال قطاع الصحة في قسنطينة
قامت جمعية العابدين للترقية الثقافية و التبادل الشباني ، بخياطة كميات كبيرة من الكمامات و كذا البزات الواقية منذ ظهور الوباء في الجزائر ، و  تم توزيعها أساسا على عمال قطاع الصحة، باعتبارهم في واجهة الحرب ضد الوباء.
و قال رئيس الجمعية نوفل زين العابدين للنصر أن جمعيته ركزت  كذلك على العمل التحسيسي  عبر صفحات فايسبوك منذ ظهور الجائحة  بينما ارتكز العمل الميداني على خياطة 1500 كمامة و 500 بزة واقية ، تم توزيعها على عمال الصحة و بعض الإدارات الحساسة.
و قام أعضاء الجمعية أيضا بتزيين بعض الأحياء  في بلدية الخروب ، و رسم جداريات تعبر عن  تضحيات و جهود الجيش الأبيض خلال هذه الفترة العصيبة، كما سطرت الجمعية برنامجا توعويا مكثفا خلال هذه الأيام، خاصة عبر موقع فايسبوك، لإيصال الرسائل التحسيسية إلى أكبر عدد من المواطنين.