استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، أول أمس الخميس، وزير القوات المسلحة لجمهورية...
أكد وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، سيفي غريب، بجيجل، أول أمس الخميس، دخول مركب كتامة «آغري فود» لطحن البذور الزيتية واستخراج الزيوت النباتية، حيز...
حققت الجزائر، خلال جلسة مجلس الأمن، يوم أمس الخميس، إنجازا مهما على الساحة الدولية، حيث تمكنت من انتزاع موافقة تاريخية تسمح للمؤسسة الليبية...
* مزيان يدعو القنوات إلى احترام قيّم وتقاليد المجتمع في رمضانأكد وزير الاتصال، محمد مزيان، أن استراتيجية قطاع الإعلام ترمي إلى ضمان ممارسة إعلامية...
دفعت جائحة كورونا و حرارة فصل الصيف بالعديد من العائلات التي تقيم في المدن، إلى العودة نحو بيوت الأجداد بقرى ولاية تيزي وزو، هروبا من روتين و ضغط العيش داخل شقق ضيقة في العمارات، خاصة بعد منع السلطات ارتياد الشواطئ و إقامة المخيمات الصيفية، كإجراء احترازي لتفادي تفشي وباء كورونا، وحفاظا على الصحة العمومية.
العائلات التي لم تتحمل البقاء لفترة طويلة جدا في فضاء مغلق، عادت بشكل مكثف إلى بيوتها التقليدية الواسعة في القرى الجبلية الجميلة التي هجرتها لسنوات بسبب ظروف العمل والحياة، بدافع الحنين أو عن اضطرار بسبب جائحة كورونا.
بعض هذه الأسر فضلت التصالح مع الطبيعة التي نشأت و ترعرعت بين أحضانها، و يقضي أفرادها وقتهم في خدمة الأرض والاعتناء بالنباتات وغرس مختلف الأشجار المثمرة على التراب الذي «أهملوه» وغادروه منذ سنوات ، في حين تخرج عائلات أخرى نحو بساتينها الخضراء لاستنشاق الهواء النقي و الراحة و الاستجمام، مع تناول وجبة الطعام وسط مناظر جميلة و جو منعش، دون إغفال الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا.
كما قررت عائلات أخرى، العودة إلى القرى، لقضاء فصل الصيف مع الوالدين المسنين، و لم شمل أفرادها، لاسيما بعد منع السلطات العليا في البلاد ارتياد الشواطئ و إقامة المخيمات الصيفية، و هو ما أكدته للنصر عائلة سي محمد من منطقة ذراع الميزان، التي فضلت الاستقرار في مسقط رأسها الذي يتوفر على الهدوء والهواء النقي والطبيعة التي تبعث على الارتياح و الطمأنينة في النفوس.
و أكد رب العائلة أنه لم ير والديه منذ عدة شهور بسبب جائحة كورونا، كما أنّ أبناءه كانوا يقضون العطلة الصيفية في المخيم الصيفي، إلاّ أن الأمر مختلف هذه السنة، فقد قرر العودة إلى أحضان والديه المسنين، رفقة أبنائه وقضاء العطلة وما تبقى من السنة الحالية معهما، مضيفا أنه سيقوم بتسجيل أبنائه في مدرسة القرية خلال الموسم الدراسي المقبل، ولن يعود إلى المدينة مجددا، مشيرا إلى أن الطبيعة الجبلية في قريته، أفضل بكثير من المدينة ، و تنسيه الفيروس الذي يثير الرعب في كل لحظة، و بإمكانه الخروج إلى المزرعة و التجول في حقل والديه الذي زرعا به مختلف أنواع الخضروات، وسيكون في أفضل بيئة نقية و جذابة، وهو ما يشعره بالأمان، لاسيما وأنه لا يحتك بالناس، عكس المدينة التي يلتقي فيها يوميا بعدد كبير من الناس، مما يزيد من مخاطر عدوى كورونا.
بيوت الأجداد ..هدوء و راحة
و وقاية
من جهتها أكدت السيدة نصيرة، أن فكرة العودة إلى أرض الأجداد والبيت التقليدي الكبير المصنوع من الحجارة و القرميد، راودتها منذ بداية الوباء و الإعلان عن الحجر الصحي، و تمديد العطلة المدرسية للأبناء، فقررت هي وزوجها مغادرة شقتهما في المدينة، وجمعت الأمتعة للرحيل إلى القرية لتكسير الروتين و الاستمتاع بالطبيعة و قضاء فصل الصيف في المنزل العائلي التقليدي، و قاما بشراء ما يكفي من المؤونة والمواد الأساسية، لتخفيف الأعباء والتكاليف على حماها و حماتها.
و أكدت المتحدثة أن فيروس كورونا، غير نمط الحياة و فرض هجرة غير متوقعة من المدن نحو القرى، للوقاية و تجنب العدوى، و الاحتماء بالبيوت القديمة التي كانت مهجورة و خالية من أبنائها، فأعادوا إليها الحياة من جديد.
وأضافت السيدة نصيرة، أنه بالرغم من أن بعض البيوت في القرى لا يسكنها أحد، وأغلقت أبوابها لسنوات طويلة، بسبب نزوح أهاليها إلى المدن، و بالتالي لا تتوفر على الأثاث الكثير وغير مزودة بالغاز الطبيعي، إلا أنّ العائلات التي تعود إليها، أعادت تجهيزها لتجد راحتها بين أحضانها، ولا تحتاج سوى إلى المواد الغذائية وبعض الضروريات التي تقتنيها.
و شددت المتحدثة أنّ الحياة في القرية هادئة و لها طعم خاص، سيما خلال فصل الصيف، فهي تتذكر جيدا طفولتها التي قضتها هناك مع والديها، قبل انتقالها إلى المدينة بعد زواجها، مشيرة إلى أن الجائحة التي عصفت بالبلاد، تتطلب المزيد من الوقاية لتجنب انتشار العدوى، و القرية أكثر أمانا وأفضل حماية لأفراد عائلتها، كما أنها المكان الأنسب للقضاء على الملل والروتين اليومي، بعيدا عن زحمة المدن و شققها الضيقة.
سامية إخليف