أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
حذرت مؤخرا، وزارة التكوين والتعليم المهنيين عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، من ما يروج له من شهادات تكوين بختم وزاري، تباع على الانترنت في إطار نشاط دورات تدريب مكثفة للتكوين في مجالات مختلفة، وهي شهادات تقدم بعد ثلاثة أيام إلى أسبوع من الدروس النظرية عن بعد، ليتخرج حاملها وهو إعلامي أو مستشار نفسي أو مدرب شخصي أو مساعد ممرض أو مصمم أزياء أو متخصص في مجال صحي أو تقني معين.
لينة دلول
وجاء في بيان صادر عن ذات الهيئة، أن مصالحها تحرص على حماية المواطنين من التضليل والغش في تسليم شهادات تكوين مهني غير خاضعة للإجراءات القانونية والبيداغوجية المعتمدة من طرف القطاع وغير معترف بها، محذرة كافة المواطنين من هذه الإعلانات، وتخلي مسؤوليتها من صحة الشهادات التي تسلمها هذه المدارس والجمعيات و الأكاديميات، كما أنها لا تسمح للمؤسسات الخاصة المعتمدة أن تنشط خارج تراب ولايتها.
وأضاف ذات المصدر، أن الشهادات الممنوحة سواء كانت شهادات دولة أو شهادات تأهيلية فإنها لا تمنح إلا من طرف المؤسسة العمومية للتكوين المهني التي تم إبرام الاتفاقية معها ولا يحق لأي مؤسسة خاصة إصدارها.
كيف تصبح ممرضا في أربعة أيام !
أصبحت الدورات المكثفة، مصدر ثراء لبعض من يحترفون تجارة الوهم، و تسويق الأحلام لكل باحث عن العمل، حيث تنتشر إعلانات دورات التدريب والتكوين بشكل كبير عبر الإنترنت و تخص عروضا تقدمها إما جمعيات وأكاديميات بمقرات معروفة أو أفراد يعرفون عن أنفسهم على أنهم مدربون معتمدون من قبل أكاديميات عالمية أو من جامعات دولية و يقترحون برامج مكثفة مدتها أربعة أيام إلى أسبوعين كأقصى تقدير، لمساعدة الفرد على اكتساب أساسيات الممارسة المهنية في مجالات مثل التمريض أو الطب البديل و الحجامة والحقن بالإبر الصينية وإعادة التأهيل الحركي ناهيك عن تعلم الانجليزية أو الصينية و إتقانهما نطقا وكتابة، كما تنتشر كذلك دورات لكيفية تحقيق النجاح السريع و يوهم المقبلون عليها، بأنهم سيتحصلون في نهايتها على شهادات مصادقة من طرف الدولة أو ومعترف بها من قبل أكاديمية التدريب العالمية الفلانية.
دورات بأثمان مرتفعة لا تقدم شيئا
والملاحظ خلال السنوات الأخيرة، هو تزايد هذا النوع من الإشهارات التي يشير بيان وزارة التكوين المهني إلى أنها نوع من أنواع التحايل، و يمكن لمن يتتبع مسار انتشارها، أن يدرك بأنها ظاهرة عالمية ساعدت على بروزها و اتساع رقعة تداولها التقنيات التكنولوجيا الحديثة، التي سهلت الوصول إلى ملايين الضحايا بشكل فوري، وهو تحديدا ما زاد من نطاق استغلال ما يعرف بدورات التعليم أو تنمية المهارة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تقدم كسلعة في هيئة وعود كاذبة توهمك بأنه باستطاعتك أن تتعلم وتصبح محترفا في أسبوع واحد، كما يتاجر أصحاب الأكاديميات بأي شيء عن طريق إعلانات خيالية تظهر قدرة المركز على إخراج المتدرب محترفا بتقديم عروض على جميع المستويات بسعر معين ينطلق من 10آلف إلى 50 ألف دج، وهي عروض تستقطب الكثيرين.
وتبدأ الإعلانات المغرية في استعراض كل مؤهلات المشرف على الدورة مع تقديم الكثير من الإطراء و المدح لشخصه، لإغراء الأفراد و تحفيزهم، وقد تبين لنا بأن العديد من الدورات التي يقف خلفها تجار الوهم، تذكر أسماء شخصيات مشهورة لعلماء أو قادة و تعتمد على سمعة بعض العلامات أو الجامعات المعروفة، لتعزيز الثقة لدى الجمهور المستهدف وزيادة المصداقية مع اللجوء إلى أساليب الإقناع، من قبيل التظاهر بتمثيل شركة معينة أو أكاديمية تدريب دولية تعمل بشكل قانوني، كما يؤكدون على أن شهاداتهم قانونية ومعترف بها من طرف هيئات وشركات تكون وهمية في الغالب وليس لها وجود على أرض الواقع، وهو ما يتأكد من خلال البحث عنها عبر الإنترنت.
تحايل تحت غطاء التنمية البشرية
بالعودة قليلا إلى الوراء، تتبادر إلى أذهاننا القضية التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، و المتعلقة بتحايل طالبة من مشاهير الإنستغرام و التنمية البشرية على مئات الشباب عبر الانترنت، و سلبها ملايين الدينارات منهم، مقابل دورات تدريب تعادل تكلفة كل واحدة منها 4ملايين سنتيم، اتضح لاحقا بأنها غير مجدية وأن الشهادات التي كانت تقدمها لهم باسم أكاديميات دولية معروفة، غير حقيقية ولا مصادقة ولا معترف بها، لأنها في الأساس صادرة عن شبكة نصب دولية يرأسها محتال معروف عالميا، مقيم حاليا في دبي وقد سبق له وأن تورط في بعض قضايا التحايل عن طريق هرم التسويق الشبكي في أمريكا.
وقد أثارت القضية ضجة كبيرة على المنصات التفاعلية بعدما نشر الكثير من ضحاياها شهادات مصورة ومكتوبة و صوروا محادثات تبين كيف تم التحايل عليهم، بعدما وقعوا في فخ موضة التنمية البشرية و تسليع الثقافة.
دورات اللغة الإنجليزية و استراتيجية النصب
وعن دورات تعليم اللغات في ثلاثة أيام، على غرار دورات اللغة الإنجليزية التي تعد الأكثر انتشارا، أوضح الأستاذ محمد عبد عزيز بن سقسلي، صاحب مؤسسة خاصة لتعليم اللغات بقسنطينة، بأن الأمر لا يعدو كونه عملية نصب، فمن المستحيل حسبه، أن يتعلم الإنسان اللغة ويتحكم فيها في ظرف أسبوع أو أقل، مشيرا إلى أن الانتقال من المستوى الأول في الإنجليزية إلى مستوى أعلى يتطلب على الأقل حوالي ألف و400 ساعة، قد تقل نوعا ما بالنسبة لمن يعتمدون على الحوار الأسري و التلفاز والأفلام كوسيلة إضافية للتعلم مضيفا، بأن من يقف خلف هذه الدورات هم مخادعون يستغلون جهل الكثيرين نقاط ضعفهم، خاصة من يبحثون عن الشهادة لأجل تدعيم ملف العمل أو الهجرة .
وقال المتحدث، إن أي شخص يريد أن يصبح محترفا ما عليه سوى أن يتدرب لأكثر من 10 ألاف ساعة مع مدرب مختص في نفس المجال، مؤكدا، بأن من يروجون لهذه الدورات سواء كانوا جمعيات أو ناشطين على الانترنت، يستغلون الناس مقابل مبالغ طائلة دون نتيجة، لأن الفرد لا يستطيع أن يحيط بكل زوايا اللغة في فترة وجيزة لصعوبتها، حيث انتقد مستوى المشرفين عليها وقال، إن أغلبهم يفتقرون للتأهيل اللازم.
دعوة لمتابعة الأكاديميات الوهمية ووقف نشاطها
محدثنا، أوضح من جهة ثانية، بأنه لا قيمة لهذا النوع من الشهادات لأنها غير مصادقة من طرق الدولة وغير معترف بها و لا تستوفي شرط الاعتماد من جهة معينة علما أن القضية لا تتوقف عند اللغة الإنجليزية فحسب، بل تمتد لتشمل تخصصات أكثر دقة مثل التمريض والصيدلة و التداوي بالحجامة، مطالبا بضرورة تحرك الجهات المعنية لمحاربة النشاط الإلكتروني الإجرامي خاصة، ضد من يقومون بالترويج لأكاديميات وهمية لا تملك مقرا و لا سجلا تجاريا، كما لا يجب أن تعرض المكتبات كذلك كتب الوهم التي تعدك بتعلم اللغة في يومين.
* عبد الفتاح دواس أخصائي تمريض
دورات التمريض المكثفة نوع من التحايل
من جانبه، اعتبر عبد الفتاح دواس، رئيس مصلحة العيادة متعددة الخدمات ديدوش مراد، بأن دورات التمريض المكثفة التي يتم الترويج لها عبر الانترنت غير مقبولة منطقيا، ولا تكفي لكي تقدم للمجتمع عونا شبه طبي قادرا على ممارسة المهنة و الحفاظ على سلامة أي مريض، وقال، بأن معاهد الدولة وحدها من تستطيع ضمان التكوين في هذا المجال، أو على الأقل المدارس المعتمدة ذات البرامج البيداغوجية التي تحتكم لطبيعة و لمدة التكوين المقررة من قبل القائمين على القطاع الصحي.
وقال المتحدث، إن هذا النوع من التكوين يعد تحايلا صريحا، لأن التكوين في المجال شبه الطبي يستوجب تدريبا نظريا و آخر تطبيقيا دقيقا و مؤطرا داخل المستشفيات في إطار تربصات طويلة المدى، تعد جزءا مهما في مسار التكوين الممتد على مدار أربع سنوات كاملة.
وتابع قائلا، إن مهنة التمريض تتطلب التكوين الذاتي المتواصل لتطوير المعارف، و عليه، فإن الحديث عن تدريب مكثف مدته أسبوع أو شهران، أمر غير مقبول لأن الممارسة الميدانية تتطلب دراية واسعة وقدرة على التحكم في الكثير من الانفعالات و تحديد طرق التدخل الصحيحة، موضحا، بأن الشهادات التي تقدم في هذا الإطار، لا تخول لحاملها العمل فعلا، لأنه لا وجود لأية مؤسسة استشفائية يمكن أن تقبل بها.
وفي ذات السياق، أضاف الدكتور حسام مخلوف طبيب عام رئيسي بذات العيادة، بأنه يتعين على الباحث عن التكوين في المجالات شبه الطبية، التوجه إلى معاهد الدولة، لأن الأكاديميات وغيرها من الهيئات التي تقدم عروضا من هذا النوع، تمارس التحايل ولا تتوفر على تصديق الدولة بل تمارس نشاطها غالبا خارج الأطر القانونية، مشددا، على ضرورة أن يعمل جميع المتقدمين لهذه الدورات في المستقبل على التحقق من طبيعة هذه الأكاديميات و من جدية الخدمات التي تروج لها، ومدى تطابق صلاحيتها مع ما تفرضه القوانين لتجنب النصب والاحتيال. ل.د