* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
تستقطب الحظيرة الوطنية الشريعة بأعالي ولاية البليدة، عددا كبيرا من الزوار، الذين فضلوا أن تكون قبلتهم الأولى للترفيه و الراحة و الاستجمام بين أحضان طبيعة ساحرة، تعجز الكلمات عن وصف تفاصيلها.
الفصل ليس ربيعا تفضل فيه عادة الأسر الجزائرية الخروج إلى الحقول و التجول في الغابات، و ليس فصل شتاء يعشق فيه سكان الوسط الجزائري، التوجه إلى جبال الشريعة على علو يفوق 1500 متر عن سطح البحر، عندما تكسوها الثلوج، للتنزه و التزلج، بل هو صيف حار، يفضل الكثيرون قضاءه في السباحة و الاستجمام على الشواطئ، لكن سحر الطبيعة بالحظيرة الوطنية الشريعة، ينسي الزائر كل تلك التفاصيل، و يدعوه في كل مرة، إلى العودة إليها، فهي تحمل دوما تفاصيل جديدة.
للغابة عشاقها في موسم الاصطياف
الطريق نحو الحظيرة مليء بالمنعرجات التي تسبب الدوار لمن يسلكها، إلا أن سحر المكان، ينسيك ذلك، و يسافر بك إلى عالم يشبه «بلاد العجائب»، فبمجرد الشروع في الصعود إلى أعالي الشريعة الجميلة، تلامس وجهك نسائم باردة، ترغمك على توقيف مكيف السيارة الذي كان يشتغل أسفل أولاد يعيش في أجواء جد حارة، و تجتاحك قشعريرة، لتستفيق من خمول الحرارة، و تستنشق هواء عليلا منعشا. بدأنا في الاقتراب من الغابة، التي لا تشعرك بالخوف مثل بعض الغابات، بل تجدها فاتحة أحضانها بشغف كبير، و فضول يدعوك للاقتراب منها أكثر، و الغوص في مسالك كثيرة، تبهر عشاق الغابات و الاستكشافات. برزت أمامنا لافتات عملاقة كتب عليها بالخط العريض «الحظيرة الوطنية الشريعة»، و ووجدنا أجواء استثنائية لا توجد في غيرها، فبمجرد وصولنا ، لفتت انتباهنا سيارات كثيرة، و أشخاص أكثر، كانوا يتوافدون، و يتخذون من الأشجار أسقفا طبيعية، و يجاورون عصافير تكسر زقزقتها هدوء المكان.
أشجار الأرز الأطلسي يضاهي علوها «السيكويا العملاقة»
للوهلة الأولى، عندما ترفع رأسك عاليا، لتشاهد أشجار الأرز الأطلسي الشامخة بالحظيرة، قد تتعب و تستسلم دون أن تتمكن من مشاهدة ذلك العلو الشاهق، ما يجعلك تعتقد أنها أشجار «السيكويا العملاقة» ، أطول أشجار في العالم، لولا الاختلاف البسيط في أوراقها. أكدت لنا بعض الأسر التي وجدناها تستمتع بالنسائم العليلة في عز الصيف، أنها تفضل المكان عن السباحة بالشواطئ، أو التجول في المراكز التجارية، حيث فالت لنا السيدة عايدة القادمة من العاصمة، أنها حضرت رفقة أبنائها و وزوجها، إلى جانب عائلات أشقائها و شقيقاتها، للاستمتاع بأجواء الشريعة الاستثنائية، بعيدا عن ضوضاء الشواطئ، و لشحن أجسادهم بطاقة إيجابية لن يجدوها في مكان آخر. أما السيد مصطفى، فأكد أن الشريعة مكانه المفضل كل نهاية أسبوع، و الجلوس في الغابات عموما، و الشريعة بشكل خاص، أفضل بالنسبة إليه و لعائلته و أصدقائه من البحر، فيما أكدت السيدة فاطمة، القادمة رفقة عائلتها من ولاية وهران، أن هذه أول زيارة لها للشريعة الساحرة، و تفضلها على الجلوس على الشاطئ، بينما قالت آمال المقيمة بالبليدة، و المنحدرة من ولاية تبسة، أنها تحب المكان و تعودت عليه ، إلى درجة أنها تزوره كل شهر في كل الفصول.
لا يكتمل الجمال بالشريعة دون الأحصنة
من غير الممكن أن تصل إلى أعالي الحظيرة دون أن يبهرك جمال تلك الأحصنة التي تركض وسط المسالك، و يقودها فرسان شبان روضوها لتكون من بين الأمور التي تزيد متعة الزوار، فقد وضعوها في خدمتهم من أجل امتطائها و التجول على متنها لبضعة أمتار، و لفتت انتباهنا شابة تتنقل بين العائلات على متن فرس أبيض، و خلفها مهر جميل.
قالت الشابة و اسمها ليديا ولد محمد، أنها الأولى التي تمارس هذا النشاط على مستوى الحظيرة ، و تضع الفرس في خدمة الزوار، مقابل مبلغ مالي، مؤكدة أن الإقبال كبير على ركوبها من قبل زوار الغابة الكثيرين خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين يكتفي البعض بالتقاط صور تذكارية، تخلد لحظات يستحيل نسيانها.
المصاعد الهوائية ترفع الإقبال
في الوقت الذي تتنقل الكثير من الأسر على متن سياراتها، و يتنقل شبان على متن دراجاتهم النارية التي لاحظنا عددها الكبير بالبليدة، يفضل آخرون ضرب عصفورين بحجر واحد، مختصرين المسافة على متن مصاعد هوائية، تمنحهم أيضا متعة الاستمتاع بالمناظر الخلابة من عل.
و أكد لنا أحد باعة الألعاب بالمنطقة، أن زوار الشريعة لا ينقطعون طوال العام، فليست الثلوج فقط التي تستقطبهم لأول حظيرة وطنية في الجزائر، بل تدفع بهم درجات الحرارة المرتفعة صيفا أسفل البليدة، للبحث عن هواء عليل في أعالي الشريعة، مضيفا أن المصاعد الهوائية ساهمت في رفع عدد الزوار كثيرا، بينما حرمهم توقف المصاعد الفردية منذ سنوات، من التقرب من الطبيعة و ملامستها في الأعالي. إذا كان البعض يكتفي بزيارة يوم أو نصف يوم أو سويعات، فإن بعض الأسر تفضل نصب الخيام هناك، أو كراء البيوت هناك، في ظل توفر الأمن، كما قال لنا الحاج أحمد الذي التقيناه هناك، و قد انتقد من جانب آخر، غلق معظم المرافق في وجه الزوار، بالرغم من كثرتها، حسبه.
و في انتظار تحسين الخدمات، لا تزال الطبيعة الخلابة العذراء بالحظيرة الوطنية الشريعة، قادرة على استقطاب الزوار، حتى و إن لم «يساعدها» في ذلك الإنسان.
إيمان زياري