وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
تستقطب حديقة باردو عائلات من قسنطينة ومدن قريبة، حيث يتوفر الفضاء على غطاء أخضر فسيح مهيأ ومجهز بألعاب وأكشاك متعددة الخدمات فضلا عن مطعم صغير للوجبات السريعة والقهوة وغيرها، وهو ما حول الحديقة المتواجدة أسفل جسر سيدي راشد إلى قبلة مفضلة للكثيرين هذه الصائفة، خصوصا من يختارونها للهرب من حر المنازل والتجمع العائلي وحتى الاحتفال بأعياد الميلاد بين الأصدقاء.
يزيد عدد زوار الحديقة بداية من المساء ويبلغ الذروة خلال الفترة الليلة وإلى غاية ساعات متأخرة، نظرا لجمال المكان وموقعه الفريد، الذي يجمع بين روعة عمران الجسور وهيبة وادي الرمال، وهو ما حولها إلى وجهة أولى للجمعيات ومنظمي الفعاليات الترفيهية والعروض البهلوانية، كما يقصدها مواطنون لممارسة أنشطة رياضية والمشي وسط الطبيعة، خاصة وأنها آمنة وتتوفر على حظيرة للسيارات.
وعرفت الحديقة حركية كبيرة منذ بداية فصل الصيف، وبخاصة في الأيام التي تشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، حيث تلجأ إليها العائلات هربا من حر البيوت، ويقضي زوارها ساعات طويلة تمتد إلى منتصف الليل للاستمتاع بالنسيم المنعش واستنشاق الهواء النقي ، حيث تجتمع عائلات على طاولات خشبية موزعة عبر مساحة الحديقة تحت أشجار، للاسترخاء والراحلة وسط طبيعة متفردة، وبين أصناف من الورود متعددة الألوان.
عنوان مناسب للحفلات
وقد لاحظنا خلال زيارتنا للحديقة، بأن هناك من أحضروا معهم وجبات العشاء لتناولها في الطبيعة وسط أجواء عائلية، فيما اختار آخرون طلب خدمات المطعم الصغير المقابلة للجسر. وتعرف أيضا أكشاك المثلجات والمشروبات الباردة والمكسرات والشاي إقبالا، أما أشهر أكلة يتهافت عليها الزوار وبالأخص الأطفال فهي نوع من البطاطا المقلية الملونة.
لاحظنا خلال جولتنا، تحول الحديقة إلى فضاء للقاء العائلات بعيدا عن مظاهر التكلف وغيرها، حيث وجدنا أخوات متزوجات رفقة أبنائهن في الحديقة، قلن بأنهن حددن موعدا مسبقا للقاء في المكان بدلا من التجمع في البيوت، تجنبا لأي حرج للأزواج وتفاديا لتكاليف التجمع، حيث حضرت كل واحدة منهن وجبة للعشاء لادخار المال لأجل مصروف الأطفال وتكاليف اللعب، وقررن تناول العشاء مع بعضهن في الهواء الطلق.
علقت إحداهن، بأن الحديقة أفضل للتجمع لأنها مكيفة طبيعيا وواسعة ومناسبة للجلوس والحديث بأريحية، في الوقت الذي يلهو فيه الأطفال في الأرجوحة و"الترانبولين" وباقي الألعاب المثبتة عبر نقاط مختلفة من الحديقة، موضحة بأنها ليست المرة الأولى التي تقصد فيها المكان رفقة شقيقاتها، حيث سبق أن أقمن أعياد ميلاد الأطفال فيها.
أنشطة استعراضية وبهلوانية للأطفال
شد انتباهنا ضجيج تسبب فيه أطفال كانوا ضمن تجمع عائلي لأزيد من 20 فردا، وبدا من خلال ما يحملونه من متاع بأنهم بصدد التحضير للاحتفال بمناسبة ما، حيث توجهوا إلى فضاء خلف الأكشاك أسفل جسر سيدي راشد، وجلسوا هناك محاطين بطاولات صغيرة وضعوا عليها ما أحضروه من طعام اجتمعوا حوله، وسط أجواء من الراحلة والسمر والتمتع بجمال المناظر الخلابة للمدينة وجسريها الشهيرين سيدي راشد وصالح باي.
ويجد الأطفال متعتهم في اللعب بمختلف الألعاب المتوفرة في الحديقة وبأعداد كبيرة، خاصة "الترامبولين" الكبير متعدد الألوان المخصص لمختلف الأعمار مقابل 200 دينار ولساعات غير محددة، وباقي الألعاب الأخرى الموزعة على امتداد الحديقة بما في ذلك الألعاب الافتراضية الموجهة لعشاق التكنولوجيا والمغامرات والتحديات.
كما يستمتع الأطفال بركوب الخيل في الحديقة التي لا تخلو من مواعيد جماعية تنظمها جمعيات المجتمع المدني على اختلاف مجالات نشاطها، وبخاصة جمعيات الأطفال التي تبرمج فقرات ترفيهية وعروضا بهلوانية وأخرى فكاهية تستقطب عددا معتبرا من الصغار وتصنع أجواء من البهجة في المكان، بفضل الرقصات الاستعراضية والألعاب التشاركية والتنشيط وغير ذلك.
فضاء للرياضة بعيدا عن ضجيج وحر المدينة
ويقصد البعض الحديقة لممارسة الرياضة، ويفضلون الجهة السفلى المحاذية للوادي بحسب ما لاحظناه، وذلك لهدوئها وقلة الحركة هناك، إذ يمارسون الجري والمشي وتمارين التمدد للتزود بالأكسجين وتنشيط الدورة الدموية، كما تعد الحديقة قبلة لنساء حوامل للمشي بغية تسهيل عملية الولادة وتفادي المضاعفات الصحية.
وقد ساهمت صفحة الحديقة على فيسبوك، في استقطاب عدد كبير من العائلات، من خلال نشر فيديوهات مباشرة توثق للحركية ليلا وتبرز الخدمات المتوفرة، بما في ذلك الحظيرة الكبيرة المخصصة لركن السيارات، حيث قرأنا تعليقات ومنشورات فيسبوكية، تثني على ما أضافته الحديقة للمدينة، إذ اعتبرها مواطنون مكسبا هاما لبى رغبة المتعطشين لفضاء ترفيهي مريح يجتمع فيه جمال الطبيعة بروعة الجسور في مشهد نادر. أسماء بوقرن