أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تزخر بحيرة أقولميم "ثمذا أوقلميم" الواقعة في أعالي جبال جرجرة، بمناظر طبيعية ساحرة للتأمل والراحة، و تعتبر المكان المثالي لعشاق المشي لمسافات طويلة ومحبي المغامرة في الطبيعة، خاصة وأنها ترتفع عن سطح البحر بحوالي 1700 متر مربع.
يشاع وسط سكان المنطقة، بأن البحيرة هي الأكبر في إفريقيا، وللوصول إليها يجب سلك طريق جبلي ملتو مليء بالمنحدرات والمرتفعات والصخور والحجارة، وذلك انطلاقا من قرية أث أرقان التابعة لبلدية أقني قغران بدائرة واضية بتيزي وزو، أو من موقع ثبورث لعينصر ببلدية أسي يوسف في دائرة بوغني، أو عبر مسلك قرية إيباديسن ببلدية آث بوادو، والتي تقع كلها في الجهة الجنوبية لعاصمة الولاية.
تحد البحيرة ولاية البويرة من الجنوب، وقرية آث بوغرذان التابعة لدائرة بوغني من الغرب، وآث أرغان من الشرق وآث بوادو من الشمال. ومن أجل التسلق إلى ثمذا أقولميم، يجب على الزائر أن لا يغامر بمفرده حتى لا يتيه بين الصخور والأشجار المتشابكة، بل وجب الاعتماد على مرشد يعرف المكان جيدا، أو أشخاص يقطنون بالقرب من المكان لأنهم يتمتعون بخبرة أفضل في المشي لمسافات طويلة، وبإمكانهم تعريف الزائرين بهذه الجوهرة الطبيعية.
يمكن للسياح أخذ قسط من الراحة عند الينابيع المائية والارتواء منها قبل الوصول إلى الوجهة المطلوبة، ومن أشهر المنابع سيدي اعمر الذي يقع على ارتفاع 1373 مترا عن سطح البحر، حيث يتميز بمياهه الباردة العذبة التي تتدفق بين الصخور، لتشكل مع أصوات العصافير وحفيف الشجر سيمفونية طبيعية، كما يمكن الاستمتاع بخرير المياه التي تأخذ مسارها عبر الوادي لتشكل شلالات صغيرة.
دعوات لحماية المكان
تتربع بحيرة أقولميم، على مساحة لا تقل عن 3 هكتارات جزء منها مغطى بالمياه الصافية، التي تنعكس عبرها أشعة الشمس الجميلة، أما الجزء الآخر تغطيه النباتات المختلفة، كما تحيط بها مساحات خضراء وجبال شامخة وكأنها تحرسها، وعند الوصول إلى هذا المكان الهادئ الذي يوفر مناظر بانورامية رائعة، يلتقط المتسلق أنفاسه وينسى مشقة الطريق والتعب والإرهاق وتكون الرحلة قد خلصته من التوتر أيضا، لاسيما عند الوصول إلى المساحة الشاسعة المغطاة بالعشب الطبيعي الأخضر، حيث يمكن الاسترخاء والتأمل في المناظر الطبيعية الجميلة التي توفرها قمم الجبال.
تتجمد مياه البحيرة خلال فصل الشتاء، كما تغطي الثلوج المساحات الخضراء المحيطة بها ما يمنحها جمالا فريدا من نوعه، ورغم أن الصعود إليها صعب خاصة مع درجات الحرارة المنخفضة جدا، إلا أن البعض يغامرون بالوصول إليها مشيا على الأقدام لساعات طويلة من أجل ممارسة هواية التزلج.
كان هذا الموقع السحري في فترة التسعينيات، مكانا مهجورا بسبب انعدام الأمن، إلا أنه بدأ يسترجع زوراه من جميع أنحاء البلاد شيئا فشيئا بعد استقرار الأوضاع، حيث أصبحت هذه البحيرة الطبيعية، واحدة من أكثر الوجهات إقبالا لمحبي الطبيعة والمناظر الخلابة والمشي لمسافات طويلة في الجبال العالية بعيدا عن ضجيج المدينة، وفي هذا الديكور الرائع مع المروج الواسعة التي تحيط به من جميع الجهات، يترك الرعاة أبقارهم وعجولهم لمدة نصف عام تقريبا ترعى لوحدها بكل حرية.
ورغم روعة المكان وجماله، إلا أن بعض الزوار يخلّفون وراءهم الأوساخ والقمامة، ولذلك فقد أطلقت الجمعيات المهتمة بالبيئة حملات توعوية للتحسيس بعواقب التلوث على المحيط البيئي ومخاطر هذا السلوك غير المسؤول، ويدعو النشطاء البيئيون، إلى حماية هذه الجوهرة الطبيعية والتحلي بثقافة النظافة لأنها كنز طبيعي لا يستهان به وموقع ساحر مثالي للراحة. سامية إخليف