التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
تتوفر في المكتبات و المحلات و طاولات الباعة المتجولين كميات كبيرة من الأدوات المدرسية، التي تتخذ أشكالا مغرية وجذابة تتعدد بين شخصيات كرتونية وأخرى شبيهة بأدوات الماكياج والألعاب، و تعرف هذه المنتجات إقبالا كبيرا من الأولياء و التلاميذ، تزامنا مع الدّخول المدرسي، دون الاهتمام بخطورتها خصوصا بعدما تحولت من أداة مدرسية إلى مصدر تشويش يقلل انتباه و تركيز التلاميذ.
مكتبات صارت أشبه بمحلات للألعاب
لاحظنا أن الألوان طبعت استعدادات الدخول المدرسي هذه السنة، فالمكتبات تبدو كمحلات الألعاب بالنظر إلى الكم الهائل من الأدوات المختلفة متعددة الأشكال و الألوان التي تزين الرفوف، و التي جاءت هذا الموسم بتصاميم تخطف الأنظار، ما دفع المنظمة الوطنية لحماية المستهلك إلى التحذير من خطورتها، لما لها من تأثير سلبي على التلميذ، كتشتيت ذهنه وشغله عن متابعة دروسه وفهمها، لأن معظم هذه الأدوات مزينة بأشكال ورسومات لشخصيات كرتونية، كما أن هناك جدلا حول المواد التي صنعت منها ومدى ملاءمتها للصحة، وهو ما يستدعي حسب المنظمة إخضاع بعض العينات للتحاليل المخبرية لما تحتوي عليه من إضافات براقة وألوان مشعة.
خلال جولة بين مكتبات بمدينة قسنطينة، شدتنا نوعية الأدوات المدرسية المعروضة، وهي أدواة بعيدة كل البعد عن البساطة لدرجة يصعب معها أحيانا تحديد طبيعة الأداة و استخدامها ما لم يوضح المكتبي أو البائع ذلك ناهيك عن أن بعض الأدوات كالمبراة و الممحاة مثلا، جاءت في شكل ألعاب منها سيارات و طائرات و كرات أو حتى مسدسات و علب سجائر و مجسمات لأبطال خارقين أو وحوش وحيوانات، و اختيرت لأدوات الفتيات أشكل دمى مثل باربي وفلة، فضلا عن تقليد أحمر الشفاه و مواد التجميل و ملون الأظافر، ما يجعلها بعيدة كل البعد عن الغرض منها ألا وهو التربية والتعليم.
تصاميم الكراريس وأغلفتها هي الأخرى لم تسلم من موجة التغيير التي طرأت على الأدوات المدرسية، فقد أصبحت ملفتة للنظر بألوانها البراقة التي جعلتها تبدو كأغلفة الهدايا، أما المحافظ المخصصة للبنات فقد جاءت على شكل حقائب للأعراس مرصعة بالأحجار البراقة.وبخصوص الأسعار، فقد لاحظنا بأن هذا النوع من الأدوات أغلى من الأنواع البسيطة، إذ يتجاوز هامش الزيادة في أسعار الأقلام والعجين والألوان و الممحاة والمبراة، 50 دينارا تقريبا، فيما قدرت الزيادة في المحافظ و المقلمات بأكثر من 300 دينار، حسب ما أكده لنا تجار.
أولياء ينصاعون لرغبات أبنائهم
قال محمد صاحب مكتبة بوسط المدينة، إن الأطفال يتوجهون مباشرة إلى هذا النوع من الأدوات، وأصبحوا يعرفونها و يحفظونها لدرجة نفاد هذه السلع من محله بعد عرضها بأيام قليلة فقط، إذ يستعرضونها أمام بعضهم البعض و هو ما يضاعف الإقبال عليها.
وحسب الشاب لطفي، بائع بمكتبة بعلي منجلي، فإن الأطفال يميلون إلى كل ما هو مثير على غرار الألوان وتنوع الأشكال، لذلك يجد الأولياء صعوبة بالغة في الاختيار والتوفيق بين ما يرغب فيه أولادهم وما يتماشى مع ميزانياتهم، مضيفا بأن هذا النوع من الأدوات يحقق مبيعات كبيرة رغم غلاء الأسعار مقارنة بالأنواع العادية.
وأكدت ابتسام، معلمة بمدرسة ابتدائية، أنها قامت السنة الماضية بمنع تلاميذها من شراء هذه الأدوات، معتبرة إياها مصدر إلهاء و تشويش، خاصة بالنسبة لصغار السن الذين يتركون الدرس و يركزون على اللعب بها كونها عبارة عن لعب صغيرة.
وأوضحت، بأن ما زاد من انتشار هذا النوع من الأدوات المدرسية، هي صفحات أجنبية وقنوات تلفزيونية مخصصة للأطفال، تروج لها عن طريق استخدام مؤثرات بصرية و صوتية، تجعل الطفل يرغب في الحصول عليها بشدة، أما غالبية الأمهات فيستسلمن حسبها، لرغبات أطفالهن دون الانتباه لسلبيات هذه الأشياء.
وشدد زميلها الأستاذ سيف، على عدم الانسياق وراء رغبات الأطفال عند شراء الأدوات المدرسية، واقتناء ما يناسب أعمارهم ومستويات تفكيرهم، لأن الطفل بحسبه، يريدها من أجل التسلية و لكي يتباهى بها أمام أقرانه و ليس لأنها عملية أكثر.
وأضف الأستاذ، بأنه عادة ما يقوم بحجز هذا النوع من الأدوات لأنها تعمل على تشتيت الانتباه، ولا يعيدها للتلميذ إلا بعد استدعاء الولي ليقنعه بأن اقتناءها ليس ضروريا، بل يؤثر سلبا على سلوك الطفل داخل القسم وكذا على تحصيله الدراسي، كما تؤثر أيضا على تكوين شخصيته و تمنعه من النضج، و تزيد ميله إلى الاستهلاك و الاهتمام بالمظاهر و التباهي.
من جانبه، حذر الأستاذ بوعيشي، من المكونات التي تصنع منها بعض الأدوات وبالأخص الممحاة و الغراء و الألوان و الأقلام المشعة، وقال إنها يمكن أن تسبب تسمما الطفل، فأشكالها المغرية وروائحها الزكية تثير رغبته في تذوقها، خصوصا الممحاة التي قال، بأنها أصبحت تصنع على شكل فواكه كالبطيخ و البرتقال و الفراولة أو كقطع حلوى.
وأضاف المتحدث، بأن هناك أدوات مدرسية يتم تسويقها، مجهولة المصدر ولا تتوفر على الوسم ولا على قصاصة أو أي إشارة لطبيعة المواد التي صنعت منها، لذلك يجب بحسبه، اقتناء الأدوات من المحلات التي تبيع الماركات الشهيرة.
وقالت لمياء، وهي أم لطفلين قابلناها بمكتبة بوسط المدينة، بأنها خرجت لشراء المستلزمات الدراسية، وقد صدمت بنوعية الأدوات المعروضة خاصة الأدوات على شكل طعام وألعاب و مواد تجميل، وأوضحت لنا بأنها ضد شراء أشياء مماثلة لتلميذ في المدرسة، لأنها أدوات موجهة لأطفال الرياض وليس لطفل في الطور الابتدائي يتوجب عليه التركيز في دروسه، مع ذلك أقرت بأنه يصعب التحكم في رغبات الصغار و إقناعهم بعدم فعاليتها و بأنها غير مناسبة، ناهيك عن أن أسعارها مرتفعة جدا، فسعر المبراة العادية 30 إلى 50دج، فيما يصل سعر مبراة على شكل لعبة إلى 550دج.
من جهته أكد السيد هشام، أنه لاحظ تنوعا كبيرا في الأدوات التي تشبه الألعاب على غرار السيارات والدمى وحتى أشكال مواد التجميل والسجائر والتي تؤثر بحسبه، سلبا على سلوك الطفل في القسم وتجعله ينشغل عن دراسته، مشيرا في ذات السياق، إلى أنه يقتني لأطفاله المتمدرسين أدوات عادية ذات أهداف تربوية وتعليمية مبتعدا عن تلك التي تشبه الألعاب.
أما زينب التي التقيناها بمكتبة أريج، وهي تبحث بين الأدوات عما تحتاج إليه، وتحاول الجمع بين الشكل الجذاب والعملي، قالت بأنه في وقت مضى لم يكن للأطفال خيار عند اقتناء الأدوات المدرسية، فكلها كانت تتميز بالبساطة، لكن الوضع اختلف وأصبح الأطفال يفرضون على أوليائهم أنواعا معينة يرونها عند زملائهم ويصرون على الحصول عليها.
لينة دلول