* التأكيد على الإسراع في الاستغلال الأمثل لوحدات الإنتاج المحوّلةترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، أمس الأحد بقصر الحكومة، اجتماعا لمجلس...
انتقد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الحليم قابة، أمس، المخططات العدائية الفرنسية التي تحاك ضد الجزائر، مؤكدا بأن الجمعية تقف في الصف...
حقق مجمع سونلغاز رقما قياسيا في مجال التصدير خلال سنة 2024، بعائدات إجمالية للصادرات فاقت 268 مليون يورو، حسبما أفاد به، اليوم الأحد، بيان للمجمع...
أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، اليوم الأحد من تونس، استعداد الجزائر لمواصلة دعم العمل العربي المشترك...
قال كمال بوعافية المدير التنفيذي لمؤسسة مناظرات الجزائر، الجهة المشرفة على مشاركة وتتويج الوفد الجزائري في البطولة الدولية لمناظرات المدارس بالدوحة القطرية التي أقيمت قبل أيام، بأن الهدف من نشاط المؤسسة ومن مثل هذه النشاطات هو تكريس ثقافة الحوار البناء وتكوين متناظرين قادرين على التنافس مع جامعات عالمية وإبراز قدرة الشباب الجزائري في تمثيل بلده بشكل جيد، من جانبها كشفت إسراء بوستة بطلة الدورة القطرية الأخيرة، عن سر تألقها في المجال وعن تفاصيل التحضير و مجريات التنافس.
وقد استطاعت مؤسسة مناظرات الجزائر التي تأسست سنة 2019، حسب بوعافية، أن تُساهم بشكل كبير في الترويج لمجال التنظير بين طلبة الجامعات وتلاميذ الثانويات، وتنشره بعديد من الولايات، في ظرف وجيز لا يتعدى الأربع سنوات، إذ نظمت بطولة وطنية بالجزائر تأهل خلالها فريق متناظرات ولاية بسكرة، للمشاركة في أضخم حدث باللغة العربية أقيم مؤخرا بالدوحة، و افتك المشاركون الجزائريون المركز الثالث، وتم اختيار المتناظرة إسراء بوستة ضمن قائمة أفضل 10 متحدثين في البطولة.
أداة لإنتاج المعرفة وإيجاد الحلول و نبذ التطرف و الكراهية
المدير التنفيذي للمؤسسة وهو مدرب دولي في المناظرات ومحكم في البطولة الدولية لمناظرات الجامعات، أشار إلى أن فكرة إنشاء مؤسسة مناظرات الجزائر، تعود لمجموعة شباب شاركوا سنة2017، في البطولة الدولية لمناظرات الجامعات و اعتبروا بأنه من الواجب إنشاء مؤسسة أو جمعية تُساهم في تكريس ثقافة الحوار البناء وتكوين متناظرين جيدين يمثلون بلادنا في المنافسات الدولية و في الجامعات العالمية، حيث تجسد المشروع فعليا سنة 2019، و انطلقت المؤسسة إلكترونيا ونسقت مع مختلف الجامعات و النوادي الطلابية لتكوين المتناظرين وتعريف الشباب الجزائري بالمناظرة، وقال بوعافية، إن المناظرة في بداياتها كانت مجالا مبهما للشباب الجزائري، فكثيرون يعتقدون أنها مرتبطة بالأمور الدينية أو السياسية، في حين أن المناظرة التنافسية، تعد من أهم الأدوات المميزة لإنتاج المعرفة وإيجاد الحلول الواقعية للمشاكل، وبناء الإنسان ونبذ التطرف وخطاب الكراهية، مع الحث على المناقشة بعقلانية.
وأَضاف المتحدث، بأنهم عملوا على شرح الفكرة قبل إنشاء المؤسسة، فقاموا بالتحضير لأول بطولة وطنية جامعية بالجلفة سنة 2018، عرفت مشاركة 6 جامعات، أين تم اختيار 3 جامعات لتمثيل الجزائر في بطولة دولية سنة 2019، و حققت جامعة الأغواط أول ميدالية برونزية بعد الفوز على جامعة هارفارد في المناظرة الترتيبية، ثم توسعوا أكثر،عن طريق أربع مستويات بدءا بالدورات التدريبية في مجال المناظرة من طرف مدربين دوليين لطلاب الجامعات و الثانويات، مع تنظيم بطولات محلية ووطنية إلكترونيا وحضوريا، وفتح النقاش والحوار واستضافة مفكرين جزائريين لمناقشة القضايا والإشكاليات المعاصرة في مختلف المجالات، إلى جانب التواصل والاتصال عبر نشر محتوى المناظرة في وسائل التواصل الاجتماعي لِيصل إلى مختلف فئات المجتمع.
وذكر المتحدث، بأن المؤسسة تُوفر التكوين للطلبة وتلاميذ الثانويات إلكترونيا أو حضوريا،فتُجهز رُزنامة حسب المستوى المطلوب، و يعمل طاقم متخصص على تلقين المناظرة وتسهيل فهم محتواها لإعداد المتناظرين من أجل خوض تجربة فريدة ومميزة في بطولة وطنية أو دولية، بفتح باب المشاركة عبر صفحة المؤسسة وكذا الإعلان عبر النوادي الجامعية والمدربين والإداريين، مع تنظيم دورة تدريبية لجميع المشاركين، لِتنطلق بعدها المنافسات للظفر بمقعد لتمثيل الجزائر، بمشاركة لِجان خاصة بالبطولات وحكام ومدربين.
هذه خطوات التسجيل في البطولات
وتُقام البطولات المؤهِلة في السنة الأولى للثانويات والثانية للجامعات بحسب رُزنامة البطولة الدولية للمناظرات، إذ يُمكن للجميع المُشاركة حسب الشروط المُحددة في البطولة الدولية، موضحا: « نحن بصدد التحضير لبطولة وطنية لمناظرات الجامعات المؤهلة للبطولة الدولية لسنة 2024 وهي مفتوحة لطلاب الجامعات الذين لم يتجاوزوا 26 سنة أين يُمكنهم تكوين فريق والتواصل مع إدارة الجامعة، من أجل الحصول على مُوافقة تمثيل الجامعة في البطولة والتسجيل في استمارة المشاركة إلكترونيا، وستكون 2025 سنة للثانويات، للمشاركة في الحدث الدولي للمناظرة الذي يُنظم بمركز مناظرات قطر، ويكون حضوريا في الدوحة أو دولة أخرى».
وتحدث بوعافية، عن المشاركة الأخيرة في البطولة الدولية لمناظرات الثانويات، حيث في التصفيات الوطنية شارك 16 فريقا من مختلف ثانويات الوطن، منها العاصمة وباتنة وبسكرة والأغواط والجلفة وورقلة وبومرداس، ونُظمت دورات تدريبية مكثفة لمدة 4 أيام، لتنطلق بعدها المنافسات التي طرحت قضايا حول التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي وغيرها، بمنافسة 3 متناظرين في كل فريق، فبعد طرح القضية يأتي فريق المُوالاة حسب القُرعة للدفاع عن الأطروحة بإيجاد المشكلة والتعريف بها وبِناء الموقف بالحجج والبراهين بعد عصف ذهني لمدة 20 دقيقة، شرط أن تكون الخطابات بالتناوب ولا يتعدى الخطاب 6 دقائق.
وأكد المتحدث، أنه يتم إخضاع المشاركين لدورة عامة حول المُناظرات، تمر بثلاث مستويات مبتدئ ومتوسط ومتقدم، إذ تُشرف النوادي والجمعيات والمكاتب الولائية على تدريب المتناظرين بصفة مستمرة، ويُشترط أن يكون المُدرب مُتناظرا مُحترفا ومُحكِما، وقد تم لحد الآن تنظيم أكثر من 25 بطولة محلية و وطنية بين حضورية في الجامعات، وإلكترونية ودية وتحضيرية من خلال المخيمات، وأربعة أحداث دولية عربية إلكترونية، فضلا عن تنظيم أكثر من 80 دورة تدريبية منذ عام 2019 خصوصا في فترة الحجر الصحي.
وتابع، بأن مؤسسته تطمح ليكون هذا المجال جزءا مهما من حياة الطلاب و مرافقا للعملية التعليمية للتلاميذ، بُغية إبراز قدراتهم و تحضيرهم لمواجهة تحديات العصر عبر التفكير الإبداعي والنقدي، ولهذا تسعى للتعاون والشراكة مع مختلف الفاعلين في قطاعات الثقافة والتربية والتعليم العالي والشباب وكذا المجتمع المدني، للحصول على التمويل اللازم للأنشطة والتوسع على نطاق أكبر.
وأوضح المتحدث، أن أهم جزء في المناظرة التنافسية هو التفكير النقدي، لبناء عقول نقدية تُساهم في إيجاد حلول ناجعة و صحيحة، فالتفنيد في المناظرة بين المُتحدثين يُعمِق أفكارهم وحججهم حتى يثبت أنها ناجعة وصحيحة، وهي جزئية مميزة ستُساهم مع مرور الوقت في تكوين عقول مُنتجة للمعرفة.
معايير انتقاء فريق بسكرة
من جانبه، تحدث محمد إياد برحايل، مُدرب فريق بسكرة وهو طالب سنة سادسة طب من ولاية باتنة، عن فريقه وقال إنه قام باختيار أعضائه من متقن قروف ببسكرة، أين اقترحت عليه مديرة المؤسسة أفضل 20 تلميذا وتلميذة في الثانوية، فأخضهم لاختبار استبياني حول الثقافة العامة، ثم اختار سبعة من بينهم اجتازوا اختبارا حول الفكر، تفوقت فيه التلميذات الأربعة اللواتي شاركن في بطولة قطر، حيث أشرف على تكوينهن في مجال المناظرة وبعد مرحلة البطولة الوطنية التأهيلية، تأهلن لتمثيل الجزائر في البطولة الدولية التصفوية التي أقيمت بمشاركة 35 دولة، ليحتل فريق بسكرة المركز التاسع بين 16 فريقا شارك في التصفيات الحضورية بالدوحة.
وقال، إن المناظرات من الفنون التي لا تحتاج الكثير لتعلمها، لكن احترافها يوجب التركيز والاستمرارية، مع حضور ورشات الأساسيات التي توضح جملة من المفاهيم حول المناظرة ونص القضية والموالاة والمعارضة والحجة والتفنيد والآلية، ويحتاج التمكن منها من 4 إلى 8 ساعات، مع الاتسام بالجرأة وقوة الشخصية والقدرة على الإلقاء والخِطاب أمام الآخرين و إجادة اللغة العربية.
أما الراغب في الوصول إلى درجة الاحترافية فعليه توسيع معارفه في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والصحية والتكنولوجية والاقتصادية مع التمتع بالتفكير النقدي والاطلاع على مجريات الساعة وجديد الساحة، كون المناظرات حسبه، تعالج أمورا مستحدثة وصانعة للجدل في الساحة العالمية، ناهيك عن ضرورة الممارسة المستمرة والمشاركة في المنافسات.
من الجيد الاهتمام أكثر بالمجال
وأكد برحايل، أن الجزائر تملك كفاءات بشرية قوية في مجال المناظرة من متناظرين ومدربين ومحكمين، ومن خلالهم يمكنها التألق والتميز في البطولات والمنافسات العالمية، ومع أنه مجال فتي لا يحظى بالدعم المناسب إلا أنه استطاع البروز، إذ فازت الفرق الجزائرية بالمركز الثالث في البطولة الدولية للجامعات بقطر سنة 2019، ناهيك عن المنافسة بثلاث فرق في بطولة تركيا سنة 2021، مع الظفر بالمركز الثالث في البطولة الدولية للمدارس هذه السنة، ذلك فمن المهم حسبه، أن تتبنى الدولة الجزائرية هذا المجال وتهتم به أكثر، وتخصص له ميزانية تدعم المتناظرين والمراكز أن تقام بطولات ومنافسات وطنية بشكل سنوي، وأن يلقى هذا المجال تغطية إعلامية للتعريف به خاصة بعدما زاد عدد النوادي والجمعيات الناشطة فيه، كمركز مناظرات الجزائر ومؤسسة مناظرات الجزائر التي تعد أول مؤسسة، ونادي « ايكو « لمناظرات الجامعات ونادي برهان للمناظرات والفكر، ونادي ومضة بمسيلة للمناظرات، الأمر الذي زاد من حدة المنافسة بين الفرق المتناظرة .
نجحنا بفضل العمل الجماعي والمثابرة
قالت المتناظرة و التلميذة بالصف الثالث ثانوي بثانوية محمد قروف ببسكرة، إسراء بوسته، صاحبة 17 سنة، بأنها سعيدة اختيارها ضمن قائمة أفضل 10 متحدثين في البطولة الدولية لمناظرات المدارس للطور الثانوي بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد مشاركتها مع زميلاتها الثلاث ضمن الفريق الوطني للمناظرات، من أجل تمثيل الجزائر في أضخم حدث للمناظرات باللغة العربية.
و أضافت، بأن انخراطها في عالم المناظرات كان منذ أشهر قليلة، بعد أن تم ترشيحها في الثانوية لاجتياز اختبار بسيط مع مجموعة من الزملاء، لتنطلق بعدها مع فريق من أربع فتيات هن ملك لعميري وسندس بوعلي وسيرين مبروكي، في التنافس، قائلة بأنهن خسرن في البداية عدة مناظرات وتلقين العديد من التوجيهات التي قادتهن نحو الفوز لاحقا بكثير من المناظرات الأخرى، الأمر الذي ساعدنهن في بناء مواقف قوية أوصلتنهن إلى منصات التتويج في المنافسة الدولية.
وذكرت المُتناظرة، إنهن تلقين تدريبات أولية ضمن مجموعة من الورشات، أين تعرفن على ماهية التناظُر وقواعِده الأساسية وكيفية التصرف والتعامل مع أجواء المسابقة، إلى جانب ورشات تثقيفية في شتى المجالات، واعتمدن على المطالعة للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل المشاركة في البطولة الوطنية، و الفوز باللقب الذي أهلهن للمشاركة في التصفيات الدولية، وبعد التناظر مع عِدة فِرق تم اختيارهن للمشاركة في المرحلة النهائية للبطولة الدولية بقطر، الأمر الذي زادهن حماسا وتحفيزا لتقديم الأفضل وتطوير أنفسهن بشكل أكبر.وتحدثت إسراء عن العلاقة التي جمعتها مع زميلاتها في الفريق، قائلة إنهن صديقات منذ زمن يعلمن كفريق واحد وتُكمل إحدانهن الأخرى، كما يُراقبن أخطاء بعضهن لتصحيحها معلقة « نتقاسم الأدوار ونساعد بعضنا وننسق كل شيء بشكل جيد»، مضيفة بأن الصداقة والتفاهم والتكامل فيما بينهن جعل المناقشة سلسة وسهلة.
رميساء جبيل