وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
تثير الضربات العسكرية التي وجّهتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى أهداف في ليبيا قبل يومين، بحق المخاوف والتوجّس لأسباب منطقية بحتة، خاصة إذا كان المتخوف من دول الجوار يدرك جيدا معنى التدخل العسكري الفضفاض الذي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، و إلى غير المحسوب و غير المعلوم.
فمهما كانت مبررات من يدعم التدخل العسكري الشامل أو الضربات المحدودة فإن الواقع أكّد
و يؤكد دائما أن التدخلات العسكرية لا تخلف سوى الفوضى و الدمار، وبخاصة منها التي جرت في السنوات الأخيرة في أكثـر من بلد عربي،
و دائما في مثل هذه الحالات ينتهي الجميع إلى طاولة الحوار لأنها وحدها الكفيلة بمناقشة مطلب كل واحد منها و محاولة تلبيته و لو جزئيا.
و في الحالة الليبية أصبح الآن واضحا أن الخطأ لا يمكن معالجته بخطأ ثان، فلقد انتهى التدخل العسكري الذي قامت به دول غربية سنة 2011 بالبلاد إلى الفوضى التي يشهد عليها الجميع اليوم.. لقد انتهى هذا التدخل الذي طالما حذرت من عواقبه الجزائر وتحمّست له دول أخرى إلى ما نراه اليوم من حال لا يمكن وصفها.. تنظيمات مسلحة وقبائل وفرق عديدة لا حصر لها.. وقتال في الشوارع والقرى والمدن وتدمير ممنهج للبنى التحتية الليبية في كل مكان و عبث لا مثيل له بمقدرات البلاد الاقتصادية.. ودخان
لا ينطفئ.
هذه هي صورة ليبيا التي أزاحت فيها طائرات الحلف الأطلسي العقيد معمر القذافي لكنها لم تفكر في الكائنات الغريبة التي طفت على السطح في هذا البلد بعد نهاية مسلسل العقيد.. و دون عناء أو تفكير طويل السؤال اليوم يبدو بسيطا: "لماذا التدخل العسكري؟".
لو أن التدخل الذي جرى في سنة 2011 أنهى المشكل لما كنا اليوم أمام هذا المشهد الليبي المعقد الذي تتدخل فيه الأصابع من كل جهة لا لتفكك خيوطه بل لتزيدها تعقيدا، و نتائج التدخل الأول هي التي تبرّر التدخل الثاني اليوم لدى نفس الجهات...ومن هذه القاعدة البسيطة نقول: " لماذا معالجة آثار التدخل الذي جرى في سنة 2011 بتدخل عسكري آخر لن يعالج الوضع بالتأكيد بل سيضيف له مكونات أخرى لتزيد من نمو العنف والفوضى فيه؟. في الأخير لماذا معالجة الخطأ بالخطأ؟".
أليس من الحكمة والعقل والرزانة العمل سوية مع جميع الأطراف الليبية و عرابيها الإقليميين و الدوليين من أجل بناء الدولة الليبية الحديثة، و وضع أسسها من جيش وشرطة و إدارة مركزية ومصارف وحكومة ودبلوماسية وغيرها...بالتعاون بين الجميع و لمصلحة جميع المواطنين الليبيين دون استثناء؟ أليس هذا أصح بدلا عن الغارات والقنابل والصواريخ والنيران التي ستزيد من توسيع الهوة بين الفرقاء الليبيين؟.
ألا يمكن مثلا للدول التي ترعى أطرافا في ليبيا أن تضغط عليها من أجل القبول بالحد الأقصى من المطالب، والتنازل من أجل مصلحة البلد ككل؟ بالطبع كل القوى التي تدعم فريقا في ليبيا بإمكانها الضغط حتى يتنازل الجميع ويقبل بحل سلمي سياسي للخلافات والمشاكل التي تعصف بهذا البلد، فلماذا إذن الإصرار على الحرب التي لن تقدم حلولا دائمة واستبعاد الحلول السياسية التي قد تنهي المعضلة من جذورها؟ فكيف يمكن تقديم السلاح لهذا الطرف ولا يمكن الضغط عليه من أجل الصالح العام؟
في هذا الخضم وبعيدا عن كل الحسابات.. من حق دول الجوار أن تعبر عن قلقها وتخوّفها من التدخلات العسكرية- التي لا يعير من يقومون بها أي اهتمام سوى لمصالحهم- لما تخلفه من كوارث أمنية وسياسية واقتصادية و إنسانية عليها.. من حق هذه الدول الدفاع عن الحلول السلمية التي أثبتت التجربة نجاعتها و رفض الحلول التدميرية الأخرى.
النصر