كشف وزير الفلاحة و التنمية الريفية والصيد البحري يوسف شرفة، انطلاق عملية بيع أضاحي العيد المستوردة في الفاتح ماي القادم عبر كامل ولايات القطر الوطني عبر الأسواق...
دعا وزير الاتصال , محمد مزيان, الإعلام الرياضي الى "الارتقاء بالمحتوى" و "اعتماد لغة إعلامية هادئة وواقعية" خلال الخطاب الرياضي المقدم الى للجمهور,...
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، على تدشين مقطع خط السكة الحديدية بشار- العبادلة على مسافة 100 كلم، وذلك خلال زيارة العمل والتفقد التي...
درست الحكومة خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتفعيل الشباك الوحيد للاستثمار في...
يخلق رمضان – ليلا بالأخص- حركية اجتماعية واقتصادية جيدة يمكن أن تنعكس ايجابا على المواطن والاقتصاد الوطني معا
لو تستمر طوال العام، و على نفس المنوال.
وتظهر هذه الحركية في المدن الكبرى والصغيرة أنه يمكن للمجتمع الجزائري برمته أن يعيش حياة أخرى بعد الثامنة ليلا، وألا ينغلق على نفسه مع آذان المغرب كما يفعل طيلة 11 شهرا، ومعه يمكن لكل المجالات الأخرى أن تستمر في النشاط على نفس الوتيرة التي كانت عليها نهارا.
نعم يمكننا خلق حياة ليلية كما هو موجود في دول أخرى لا تنام فيها عواصمها ومدنها الكبرى، كما هو موجود في دول عربية شقيقة لا تنام فيها المدن حيث تستمر الحركية الاجتماعية والاقتصادية إلى ساعة متأخرة من الليل، هذه المدن التي يغار منها الفرد الجزائري لما يزورها ويتمنى أن تكون مدننا على نفس الحال.
تبيّن الحركية الخاصة برمضان أنه يمكننا ليلا فتح المحلات التجارية على مصراعيها، والتسوق، والبيع والشراء، والجلوس في المقاهي والصالات، وتذوق المشروبات والمثلجات، وركوب الحافلات والسيارات بشكل عادي كما نفعل في النهار دون أن يحدث شيئا، فلماذا نغلق على أنفسنا الأبواب قبل الغروب ونحرم أنفسنا من ساعات عادة ما تخصص في دول أخرى للراحة والتمتع بالحياة بعد يوم من العمل؟.
بالطبع هناك مسببات وعوامل وراء هذا الانكفاء على الذات وإدارة الظهر للحياة الليلية، نعم هناك مسببات ظرفية واقعية مرت بها بلادنا في أوقات ومراحل معينة لأن المدن الجزائرية وبخاصة العاصمة لم تكن على هذه الحال في سنوات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، نعم لا يمكن تجاهل آثار
و مخلفات العشرية السوداء الدموية على الفرد والمجتمع برمته في هذا السياق.
لكن اليوم و قد استعاد المجتمع عافيته وأمنه لماذا نصر على نفس العادات؟ صحيح أن المسؤولية لا تقع على الفرد وحده بل تقع أيضا على السلطات العمومية التي عليها توفير عاملين أساسيين لخلق حياة ليلية كما هو الحال في دول أخرى، هما توفير الأمن وتوفير النقل، وهما عاملان أساسيان لدفع الناس إلى الخروج من بيوتهم ليلا والعمل بشكل عادي كما في النهار.
لكن يمكن أيضا للأفراد من تجار وغيرهم دفع السلطات العمومية إلى توفير الأمن وغيرها، ولا شيء يجعلهم يغلقون أبواب محلاتهم قبل المغرب لأن هناك تجارا آخرين على قلتهم يتأخرون إلى ما بعد هذا الوقت بساعة
أو ساعتين، نعم بمثل هذا السلوك يمكن إجبار السلطات المحلية على التجاوب مع رغبات المواطن.
لم يعد هناك أي مبرر لأن تغلق مدننا أبوابها مع الغروب وتتحوّل إلى مدن أشباح، حتى إذا تأخر زائرها ودخلها بعد هذا التوقيت لن يجد لا فندقا ينام فيه ولا مطعما يسد فيه الرمق، وهي ملاحظة كثيرا ما ردّدها الجزائريون
و الأجانب الذين يزورون البلاد، نعم يمكن خلق حياة جديدة بعد هذا الوقت تعود فائدتها على المجتمع برمته.
لأنه على النحو الحالي فإن مدننا تشتغل بنصف طاقتها فقط خاصة من الناحية الاقتصادية، ما يباع ويشترى في النهار يمكن أن يضاعف ليلا لو خلقنا حياة ليلية تفتح فيها المحلات ويتسوّق فيها الناس بشكل عاد عوض أن يتسوّقوا في أوقات العمل، أما ما تعلق بالانعكاسات الاجتماعية على الفرد وراحته النفسية فحدث ولا حرج، ومن لا يجد فرصة في النهار قد تكون فرصته في الليل.
النصر