* نود الاستفادة من تجربة الجزائر في استغلال الفوسفات وصناعة الأسمدةاستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، وزير الدولة وزير...
انتقل إلى رحمة الله المجاهد والوزير الأسبق، ضابط جيش التحرير الوطني، محمد مازوني، حسب ما علم أمس الأربعاء لدى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وتقدم رئيس...
أكد وزير المالية، لعزيز فايد، أن السلطات العمومية ستواصل تنفيذ التدابير المتخذة في الخمس سنوات الأخيرة التي تهدف إلى تعبئة موارد إضافية مخصصة لدعم...
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس الثلاثاء، أنه يتعين على مجلس الأمن «العمل بحزم» لفرض وقف إطلاق النار في غزة، من أجل...
غضب البعض ، وربما الكثيرون، عندما قررت الثلاثية في اجتماعها الأخير تحديد سن التقاعد بستين سنة وليس أقل من ذلك، وإلغاء التقاعد المسبق، لأنهم ببساطة يريدون الكف عن العمل قبل هذا الوقت.
والمبرر طبعا أن العمل حتى سن الستين متعب ومجهد، لذلك من حق الجزائري أن يتقاعد قبل بلوغه الستين، ولا ضير في أن ينال تقاعده في سن الأربعين أو الخمسين، كما حصل منذ قرابة العشرين عاما الماضية، فليس من الغرابة أن تجد شابا في الرابعة والأربعين قد غادر سوق العمل، ويتلقى منحة التقاعد بانتظام.
والحرص الشديد الذي يبديه الجزائريون على التقاعد، والانشغال الكبير بترتيب أوراقه، والرغبة في الحصول على منحة تقاعد محترمة، لا يقابله في الجهة الأخرى نفس الحرص على العمل، والتفاني في العطاء و الإتقان.. وبهذا المنطق فإن كل واحد منا يريد الحصول على تقاعد محترم وفي أسرع وقت ممكن دون تقديم ما يقابل ذلك خلال سنوات العمل، انطلاقا من القاعدة البسيطة التي مفادها أن التقاعد هو انعكاس لسنوات العمل، من يعمل كثيرا يتلقى منحة تقاعد محترمة والعكس صحيح.
والضجة التي يثيرها من حين لآخر العمال حول سن التقاعد، و اعتبار البعض منهم سن الستين مبالغ فيها تدعو إلى تساؤل بسيط "وهل قبل الستين كنا فعلا نعمل كما يجب وكما تقتضي الشرائع والأعراف، وكما يعمل الناس في دول أخرى"؟.
الإجابة عن هكذا تساؤل بموضوعية تضعنا في موقف حرج لأننا فعلا قوم لا نعمل، و إن كان لا يجب تعميم الحكم، إذا ما قارنا أنفسنا ببعض الشعوب التي تكد فعلا من أجل لقمة، العيش ومن أجل بناء أوطانها، فلابد أن لا نستحي من أن نضع أنفسنا في ذيل القائمة، ومثل هذه الحقائق لابد أن نواجه أنفسنا بها في كل مرة لأن العمل مقدس لدى شعوب الأرض.
لكن المؤسف أن كل الناس يقولون هذا.. الجميع يعترف أننا لا نعمل كما يجب، ولا نتفانى كما يلزم.. لكن في نفس الوقت فإن كل واحد من هذا الجمع يلصق الأسباب بالآخرين، ولا يرى ما على ظهره.
هناك أمثلة كثيرة ومتعددة عن شعوب تكد من طلوع الفجر إلى ظلام المساء من أجل كسب لقمة العيش فقط لا أكـثـر، وهي على استعداد للعمل دون توقف من أجل ذلك وفقط، وحتى تتمكن من تربية الأبناء ومساعدتهم على التعلم والدراسة، الأمثلة كثيرة من آسيا التي تجاوزتنا في التطور بالعمل دون غيره، وحتى في أوروبا التي لا نرى سواها الناس كلها تعمل دون توقف، وحتى الفتيات في عمر الزهور لا يستحين من جمع القمامة، ومن لا يعمل لا يأكل بكل بساطة، هذا هو قانون الطبيعة.
مثال حي آخر يقدمه لنا أباؤنا الذين هاجروا إلى فرنسا وغيرها و ألفوا متعة العمل ولمسوا حقيقة قيمته، هؤلاء عادة لما يحصلوا على التقاعد ويعودوا إلى أرض الوطن لا يتوقفون عن النشاط رغم تقدمهم في السن، ورغم أن منحتهم بالعملة الصعبة تكفيهم لضمان عيش ورفاه، إلى درجة يثيرون تساؤلات أبناء جلدتهم عن الدوافع التي تجعلهم لا يكفون عن العمل برغم كل ما يملكونه.
مقارنة بما تبذله أجناس الأرض من كد وتعب، وما تعطيه من قداسة للعمل يمكن القول دون خوف أننا شعب مدلل، الواحد منا يستطيع الحصول على كل الضروريات سواء عمل سنة كاملة أو عمل شهرا واحدا في السنة أو لم يعمل إطلاقا، وهذا بصراحة غير موجود في الدول الأخرى لأن من لا يعمل هناك لا يأكل.
قبل يومين فقط رفض أغلبية السويسريين- وهم للتذكير من أغنى شعوب الأرض- في استفتاء مشروع قانون يرمي إلى منح كل مواطن سويسري بالغ مبلغ 2500 دولار شهريا سواء أكان عاملا أم عاطلا، رفضوا ذلك بدعوى أن مثل هذا القانون يشجع على الكسل ويزيد من البطالة.. والحديث هنا ليس قياسا.
النصر