أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، على الاستعراض العسكري...
ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الخميس، اجتماعا للحكومة، خصص لدراسة مشاريع مراسيم تتعلق بالوقاية من أخطار الكوارث وانفتاح مؤسسات...
• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
يكاد الغش يتحول إلى قاعدة في الحياة العامة للجزائريين بعد أن اقتحم كل مجال وأصبح طريقة لتحقيق الربح السريع ولو على حساب اقتصاد البلاد وصحة المواطنين، وباتت الحيلة وسيلة الكثيرين لبلوغ غاية ما، سواء كانت مادية أو معنوية، بداية من النجاح وصولا إلى الكسب .
كلما حاولنا البحث في أسباب الإختلالات التي تطرأ على الحياة بتشعباتها إلا ونكتشف أن وراءها أفعالا غير قانونية وفي كل مرة يتجدد المتحايلون وفق تطورات وخصوصية كل مجال بداية من المسابقات الدراسية والمهنية وصولا إلى الدلاع، فالقفز على القانون وحرق المراحل يخضع لمنافسة شرسة تنم عن قدرات غير عادية لو تم استغلالها فيما هو خير لكنا اليوم في أحسن حال.
رب العمل يشغل دون تصريح، العامل يسرق في الوقت، الطالب يريد أن ينجح دون تعب، التاجر يفضل البيع على الرصيف، رجل الأعمال يفتح مصنعا دون رخصة... كلها أفعال تتقاطع في كون من يرتكبونها يعتبرون الأمر حقا مشروعا ويرون أنهم يسلكون الطريق الصحيح بل ويتقمصون دور الضحية في حال تحركت أي جهة لردعهم.
فعندما يلجأ الفلاح المعروف بطيبته وتمسكه بأرضه إلى أدوية مضرة لإنضاج الفواكه ومياه الصرف للسقي فهنا يجب التوقف مطولا عند الأسباب التي تجعل هكذا انحرافات تصل إلى حيث كنا نعتقد أن الجزائر لا تزال بخير، لكن هذا الفلاح الحقيقي وجد نفسه محاصرا بأثرياء الكسب غير المشروع الذين تاجروا في كل شيء ووصلوا إلى منبت القوت، فاقتحموا المجال، وبما أنهم لا يحبون تضييع الوقت و يريدون نشاطا على المقاس، كان سبيلهم المازوت لسقي فاكهة الدلاع والأدوية لنفخ حبات الطماطم والبخار لتحويل التمر العادي إلى دقلة نور و أدوية البشر لتسمين الدجاج والمواشي .
عندما نعلم أن 60 بالمائة من السلع المعروضة مصدرها مجهول وأن السوق الموازية تسبب 80 بالمائة من التسممات نعي مدى خطورة إحكام النشاط غير المرخص لقبضته على السوق و الاقتصاد عموما، لأن الحلقة تبدأ من الفلاحة وتنتهي عند الرصيف، والأهم من كل هذا أن الغش عندنا يطال المبادئ الأساسية إلى درجة أننا نكاد لا نؤمن بالنجاح طالما أصبح أبناؤنا يتفاخرون بالغش ويمارسونه علنا دون خجل.
الأمر ينطبق على مختلف تفاصيل الحياة بداية من الطبيب غير المؤهل إلى لاعب كرة القدم الفاشل إلى طالب السكن الوهمي في حلقات تشكل سلسلة متشابكة لظاهرة اسمها الغش جعلتنا لا نفرق بين الأصلي والمقلد في مأكلنا وملبسنا وحتى في تعاملاتنا وعلاقاتنا بمحيطنا.
المشكل يكمن في أن من ينددون بالقفز على القانون يفعلون نفس الشيء عندما يتعلق الأمر بمصالحهم، كأن يبني مواطن فيله فخمة ويرفض تسويتها فقط حتى لا يدفع الضرائب أو يشيد مسكنا فخما دون مخطط هندسي أو على حافة الوادي لأنه يريده بتكاليف أقل، فحتى ذلك البطال الذي يندد بالمحسوبية تجده يبحث عن طرق توصله إلى النجاح في مسابقة مهنية دون المشاركة الفعلية فيها.
هي ثقافة تنخر الاقتصاد وتهدد كيان المجتمع تتطلب مواجهة من كل الجهات بداية من الأسرة فالمدرسة إلى المجتمع المدني الذي يقف كمتفرج ومندد دون التحرك بشكل صحيح للمساعدة الفعلية بعيدا عن الخطابات المناسباتية والبيانات الركيكة.
النصر