* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وضعت الجزائر في السنوات الأخيرة مخططا وطنيا لمكافحة السرطان برصد ميزانية ضخمة تقدر بـ 180 مليار دينار منها 77 مليار دينار موجهة للاستثمارات و100 مليار لاستغلال مراكز مكافحة المرض وخصص جزء من الميزانية لعملية التحسيس والوقاية، لكن هذا البرنامج على أهميته يبقى دون جدوى في حال لم تتوفر للمريض العوامل النفسية المساعدة على مقاومة اليأس من الشفاء.
وعندما نتحدث عن اليأس لا يمكننا أن نتحاشى سرطان الثدي وما يفعله في نفسية المرأة من نقص في الثقة بالنفس و اهتزاز لشعور الأنوثة داخل الفتاة أو الأم أو الزوجة، وما نقلته النصر من حالات في عدد أمس من خلال ملف حول المرض، يؤكد أهمية العائلة والمحيط في تجاوز الحاجز النفسي وقدرة الجسم على مقاومة الداء، أن تجري امرأة عملية جراحية تفقدها جزءا من أنوثتها وأثناء العودة إلى البيت العائلي تجد استقبالا جافا من الكل وتعامل على أنها مجرد «عدوى» مطالبة بالمبيت في إسطبل ذلك أقسى من أن تتحمله طاقة إنسان.
هي ليست حالة فريدة للأسف لأن كثيرات صدمن في الزوج قبل الحماة، كأن يقول أحدهم لشريكة حياته أنه غير مستعد لأن يصرف 40 مليون سنتيم على علاجها لأنه بذلك المبلغ قادر على التزوج من أخرى. ويكفي أن نعلم أن ثلث النساء المريضات بالسرطان ضحايا طلاق وأن حوالي ربع المصابات فضلن عدم مصارحة الزوج خوفا من ردة فعل صادمة،
و الأكثـر إيلاما أن تواجه المرأة الموت في صمت على أن تطلع من يقاسمها الحياة حقيقة وضعها الصحي وهو حال واحد بالمائة من ضحايا هذا المرض الخطير.
حالة التردد والخوف من فقدان العائلة لم تأت من فراغ بل من حالات نعايشها في محيطنا وخارجه كلما استقر ورم خبيث في جسم أنثى ليوقظ فيها ذلك الخوف الدفين من الهجر، التعميم هنا سيكون جائرا في حق بعض الرجال ممن كانوا قارب النجاة بالنسبة لأخريات اكتشفن مع المحنة أن السند المعنوي أحسن دواء، فوجدن الرعاية المطلوبة ليخرجن سالمات من اختبار السرطان.مثلما كانت الصورة سوداوية بالنسبة لمن تركن بمفردهن في منتصف الطريق جاءت مشرقة بالنسبة لمن خضن الحرب بمعنويات مرتفعة، وبين الحالتين بدا الفارق كبيرا سواء في مدى الاستجابة للعلاج أو النهايات، فرق كبير أن تخرج امرأة من رحلة السرطان شاعرة وأن تفقد أخرى شعورها بنفسها وبمن حولها.
السرطان لم يعد ذلك المرض القاتل بعد أن تطور الطب وأصبح العلاج متاحا خارج العاصمة كما وفرت ميزانيات ضخمة لتطبيق مخطط الوقاية الممتد إلى 2019 ، و يبدأ البرنامج من التشخيص المبكر كما يعتمد على عصرنة المراكز وتوسيع حظوظ الشفاء للرفع من أزمة العلاج بالأشعة، لكنه يصبح فتاكا إن استمر المجتمع في التعاطي مع المرض على أنه تهمة، ما يتطلب إدراج الجانب السيكولوجي في حملات التحسيس باقتحام العائلات وتدريب الأزواج على الصبر وطرق التعاطي مع المريضة لمساعدتها على استعادة الثقة والتخلص من شعور عدم الأمان الذي يسيطر عليها.
العائلة مسؤولة أيضا عن ظاهرة لا تقل خطورة وهي العلاج بعقاقير وأعشاب مجهولة المصدر تسوق على أنها مفتاح العلاج وبسببها سجلت وفيات لحالات كان يمكن لها أن تشفى لو أن المحيط القريب طرد ذلك الوهم الذي شاركت تلفزيونات في نشره بالترويج لسموم على أنها طب بديل.
النصر