وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
يأتي اليوم الوطني للصحافة، هذه السنة، في ظرف استثنائي تمر به المهنة وصناعتها بسبب الصعوبات التي تواجهها الصحف المكتوبة جراء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تراجع أسعار النفط، أزمة أثبتت أن الصحافة أيضا مرتبطة بالريع النفطي، وأن الكلام الذي كنا نسمعه في السنوات الماضية عن قوتها الاقتصادية مجرد كلام، وأن ما حدث بالضبط هو أن ناشرين قد تربّحوا و أصبحوا أثرياء، في وقت ظلت فيه المؤسسات الإعلامية في وضعية هشة تجعلها عرضة للاختفاء، و السر في ذلك أن أموال الإشهار التي تهاطلت في سنوات الرخاء لم تذهب إلى حيث يجب، أي إلى تمتين القواعد الاقتصادية وتحسين الأداء بتكوين الكادر البشري سواء في الجانب التحريري أو في جانب التسيير، بل تم صرفها فيما ينفع “أفراد” على حساب المؤسسات والصحافيين. هذا الوضع يعرفه مهنيو القطاع و تعرفه السلطات العمومية أيضا، حيث تساءل وزير الاتصال أكثـر من مرة أمام الصحافيين: أين تذهب أموال الإشهار؟ في رسالة فحواها أن الأموال التي يستفيد منها القطاع لا تذهب لمهنييه بل تتحول إلى فيلات فخمة في الداخل والخارج وربما إلى مشاريع خارج القطاع، في وقت يحرم فيه صحافيون حتى من التغطية الاجتماعية.
ويجب الاعتراف أن الصحافة المكتوبة بقطاعيها الخاص والعام استفادت من مداخيل هامة من الإشهار إلى درجة أن المهنة أغرت الكثيرين الذين توافدوا على الصحافة لتحصيل ما يقدرون على تحصيله، ونتج عن ذلك انفجار في عدد العناوين أضر بالمؤسسات الإعلامية الحقيقية التي تنشط في إطار القانون وتدفع الضرائب وتدفع أجور مستخدميها وتؤمنهم، على اعتبار أن الإشهار العمومي أصبح يذهب بنسبة تسعين بالمئة إلى الخواص بمن فيهم الطارئين على المهنة الذين سينصرفون بعد حين. ولعل ما تسبب في التدهور الحاصل هو تأخر الصحافيين في تنظيم أنفسهم وانشغالهم بمسائل أخرى كالمعارك السياسية التي يجعلهم انقشاعها في وضعية تسلّل، يفلحون أرضا غير أرضهم ويفوتون على أنفسهم كسب المعركة الحقيقية التي تتمثل في الوصول إلى صحافة مهنية تكسب احترام الجميع عوض أن تكون سلاحا في يد طرف. ورغم وضع الأطر التشريعية لتنظيم المهنة، إلا أن تأخر الصحفيين في إنشاء تنظيمات تمثيلية حقيقية، تدين بالولاء للمهنة وليس للناشرين أو للسلطة السياسية، قد يدفع في اتجاه التدهور، لأن القطاع بات في حاجة إلى ضبط على جميع المستويات، بداية من الانتساب إلى المهنة، إذ لا يعقل أن يستحوذ على مؤسسة إعلامية أو ينتسب إلى الصحافة كل من تسول له نفسه ذلك، ومرورا بالمحتوى الإعلامي ونحن نشهد عملية مسخ حقيقية، حيث تصدر صحف من أجل الإشهار فقط لا غير وتقوم بالسطو على محتوى جرائد ومواقع عربية إلى درجة أنها تنشر زوايا بالصور لكتاب معروفين كما تسطو على محتوى صحف وطنية، دون رادع، لأن “أسباب الصدور” بالنسبة للقائمين عليها واضحة ولا علاقة لها بالمهنة، وانتهاء بهيمنة الناشرين، إذ من غير الطبيعي أن يصبح مصير المؤسسات مرتبطا بأمزجة ناشرين يحتكمون إلى مقاييس خاصة في تعيين الصحافيين و تحديد مسارهم ومصيرهم، أو في توجيه الصحيفة يمينا وشمالا وفيهم من لم يكن صحفيا في يوم من الأيام ومن لا يعول عليه في تحرير خبر على الوجه الصحيح، في غياب تام للمهنيين المنسيين داخل رحى تطحن أعمارهم على مهل.
ولا يمكن تجاوز هذه المرحلة الصعبة دون اكتساب ناصية المهنية و دون تنظيم القطاع بشكل يمنع استباحته.
النصر