دعا وزير الاتصال، محمد مزيان، أول أمس الخميس بوهران، الأسرة الإعلامية الوطنية لتكوين جبهة تتبنى خطا تحريريا قيميا خاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن...
أكد، أول أمس الخميس بالبليدة، وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، أن دائرته الوزارية تسير في عمل تشاركي مركز وسريع مع المنظمات النقابية من أجل...
أكد أول أمس، من قسنطينة وزير النقل، سعيد سعيود، أن استلام أولى الطائرات الجديدة المقتناة سيتم نهاية أوت المقبل، كما سيشرع 4 متعاملين اقتصاديين في...
أجرى متعامل الهاتف النقال موبيليس، أول أمس الخميس، وبشكل حصري بحضور ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، تجارب ناجحة على الجيل الخامس، في إطار الاختبارات...
خرج أمس الأول المئات من الطلبة إلى شوارع مدينة البرج للتعريف بمهنة الصيدلي وأخلاقياتها وتقديم توجيهات للمرضى حول استعمال الدواء وحفظه، اقتربوا من المرضى والأصحاء في خطوة غير مسبوقة، لأن الحملة التحسيسية لم تكن عادية، بل كانت شكلا من الاحتجاج.
نعم هؤلاء الطلبة وفي خضم الإضراب الذي يشنونه على المستوى الوطني منذ نوفمبر الماضي وجدوا طريقهم إلى الأسلوب الأنسب لإسماع أصواتهم، فهموا أن الشارع لا يعني غلق الطرقات وحرق العجلات المطاطية وأن الإضراب ليس تلك العطلة التي تريحهم من الدروس و الامتحانات وتختزل السنة الدراسية في أشهر.
وزعوا مطويات وعرفوا كيف يستغلون الشارع ويتواصلون مع المواطن، لأنهم فهموا أن بقاء المهنة لا علاقة له بالقوانين إنما بصورتهم المتوقفة على ما يصل الزبون من سلوكاتهم أثناء العمل وخارجه، فعلوا ذلك بينما واصل غيرهم منع طلبة آخرين وأساتذة وموظفين من العمل لأنهم يريدون مناصب في المستشفيات ولا يقبلون بمنافسة البائع، كما يطالبون الدولة بتقليص عدد الدفعات بعد تشبع السوق.
المطالب وإن كانت قابلة للنقاش، لا تعني التوقف طيلة هذه المدة عن الدراسة وفي تخصص ثقيل يستوجب استغلال كل دقيقة وحضورا دائما، فكيف لمن يحرص على مستقبله أن يقطع طريق الوصول إليه أو يبحث عن العمل قبل أن يدرس، وهل يعقل أن يدعو إلى ترقية مهنة وهو يحول بينها وبين طلبة آخرين.
في الجزائر سادت في السنوات الأخيرة ثقافة التحرك المطلبي وأصبح من السهل جدا غلق طريق أو شل مرفق لقول أو طرح أي شيء، ولا يقتصر الأمر على الفئات البسيطة المطالبة بالسكن والماء بل تعداه إلى الجامعيين والنخب، وتدريجيا انساق كثيرون وراء الأسلوب ولم نعد نرى لغة غير الاحتجاج مهما كان السبب بسيطا.
قد يكون عدد الطلبة الذين فكروا في مثل هذه الطريقة الحضارية لا يمثل شيئا مقارنة بما تشهده الجامعات يوميا من تجمهرات وغلق للبوابات، لكن حدوث هكذا خطوة يبعث الأمل في جيل بدأ ينتبه لما يجري في العالم، وفهم أن هناك فرق بين المطالبة بالحق والحجر على حق الغير،و بشيء من التحسيس قد تتسع الدائرة وربما تتخلص جامعتنا من التقاطع غير المنطقي في الأساليب مع من هم خارج أسوارها.
مثلما بدأت ظاهرة قطع الطريق العام بحالات معزولة يمكن لمثل هذه الأساليب أن تزيح العشوائية في طرح المطالب و تؤسس لثقافة قد تغني عن الكثير من الخسائر الناجمة عن أفعال الحرق و التخريب وتعطيل المصالح التي تصنع يوميات الجزائري، والتي قضت على التواصل بين صاحب المطلب والجهة التي بيدها الحل، وقد تمادى البعض في الضغط وأصبحنا نسمع عن طالب ينجح بعد غلق كلية وآخر يرفع نقاطه بعد التهديد بالانتحار وبلغ الأمر حد استعمال القوة لإلغاء قرار رسوب.
الجامعة هي المجال الحيوي الوحيد أين يمكن فيه كسر القوالب التي يرسمها المجتمع نتيجة ترسبات وتراكمات، لكن ذلك لا يتحقق دون طالب يملك ما يكفي من الوعي لصنع التغيير السلس والمشاركة في صقل مجتمع تحكمه العادات وغالبا ما يتبنى الأفعال بالتعود والتكرار.
النصر