وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
ترتبط الاحتفالات السنوية بيوم العلم في بلادنا بالسادس عشر من شهر أفريل، و هو تاريخ الوفاة الجسدية للمصلح الديني الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه منذ سبعة
و سبعين عاما، لكنه أيضا تاريخ من تواريخ ميلاد و إعادة انبعاث الأمة الجزائرية إلى الوجود من جديد، بفضل ثورة العلم و الحكمة التي زرعها الشيخ الجليل و رفاقه في نفسية الشعب الجزائري الطيبة.
فقد أنبتت و أتت أكلها بعد حين من الزمن، أين قام رجال بسطاء تسلّحوا بالوعي و العمل، بوضع حدّ للنظرية الاستعمارية الغربية في استعباد الشعوب الضعيفة بالقوة.
و هكذا تبدو الحاجة الملّحة دوما لهذا النوع من العلم النوراني المستنير الذي استطاع دحض الفكرة الاستعمارية المظلمة و هزمها نظريا و عمليا، و هو ينير الظلام الحالك الذي أرخى سدوله على أرض الجزائر لأكثـر من قرن و ثلاثين سنة، عمل فيها دعاة نظرية المساواة و الأخوة و الحرية، ليس فقط على قهر البشر بطرق بدائية و غير إنسانية، و لكن تعمّدوا نشر الجهل و مسخ شخصية السكان الأهالي و محاولة إلحاقهم ظلما بالأمة الفرنسية على درجة ثانية.
في هذه الظروف الحالكة، لعبت جمعية العلماء المسلمين، التي هي جمعية الجمعيات و جزء مهم من مكونات الحركة الوطنية، دورا تاريخيا في تنوير طريق الشعب الجزائري، عندما فضحت الدروشة الدينية التي وضعت نفسها في خدمة الغازي الفرنسي من حيث تدري أو لا تدري، و كذّبت جهلها الفاضح و اعتقادها الخاطئ أن هذا الدخيل الأجنبي قدر محتوم لا يمكن الخروج عليه أو إخراجه من أرض الإسلام و الحرية.
إن جمعية العلماء المسلمين التي عملت على زرع الفكر الثوري و محاربة الطرقية و الدروشة و التصدي لها في النصف الأول من القرن العشرين، قادرة اليوم بإرثها الحضاري و تاريخها الحافل، أن تساهم في مسيرة التنوير و نشر الوسطية و الاعتدال في الدين و الاعتزاز بالوطنية ، في مواجهة هجمة خارجية متطرفة تريد النيل من المرجعية الدينية الجزائرية.
و يبدو أنها كجمعية معروفة باستقامتها الفكرية و الدينية، مؤهلة أن ترفع من جديد راية النهضة الجزائرية التي رفعها رائدها الأول في وجه الجهل و القوة.
ترفعها في وجه التطرّف و التخلّف و كل محاولات العودة بنا إلى الفتن المذهبية و توظيف الدين الإسلامي الحنيف لأغراض غير دينية أو احتكاره من جديد. ترفع راية العلم الصحيح في وجه محاولات التسلل الطائفي و المذهبي الذي يبحث عن موطأ قدم في أرض الجزائر لمزاحمة المذهب المالكي السمح، و من ثمة العمل على إحداث فتنة طائفية تنتج بالضرورة فتنة سياسية لا تذر و لا تبقي كما يحدث الآن في دول المشرق العربي. و ما محاولات نشر الفكر الشيعي و انتشار السلفية و موضة الأحمدية و التبشير و غيرها من الملل المغرضة و النحل الضالة التي تخفى مكائدها عن الكثير من الجزائريين، إلا دليلا على أن المعركة الفكرية ضد التطرف و الإرهاب لا تقل أهمية عن المعركة الأمنية التي تقودها الجهات المختصة في تأمين البلاد من طوائف جديدة وضعت نفسها في خدمة الاستعمار من جديد لتخريب الأوطان و تشريد الشعوب. مهمة الحفاظ على قيم الوسطية و الاعتدال و الاعتزاز بالمرجعية الوطنية
و زرعها في النفوس، ليست بالمهمة السهلة في عالم إسلامي تتقاذفه إرادتان متصارعتان، إرادة جاهلة تريد أن تعود به إلى العصور الغابرة و إرادة ماكرة تريد أن تسلخه عن طبيعته و واقعه و تلقي به إلى مستقبل مجهول، و النتيجة في الحالتين واحدة و هي السقوط في فخ الغزاة.
النصر