أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
طبع الهدوء الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، كما طبعها فتور في الخطاب السياسي المقدم من الأحزاب المشاركة التي لم تفاجئ المتتبعين في الشكل ولا في المحتوى، ولم تجدد أدواتها في حملة إقناع الناخب الجزائري الذي لا يتحمس، في العادة، للانتخابات البرلمانية بنفس الدرجة التي يتحمس بها للاستحقاقات الأخرى، رغم التحديات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي تعرفها الجزائر هذه المرة، والتي تستدعي مزيدا من الوعي و النضج و التطور و التكيف الإيجابي مع المتغيرات و المستجدات الراهنة، من النخب السياسية.
ويرى المتتبعون للحملة الانتخابية بأن الخطاب السياسي للأحزاب الكبيرة و الفتية التي تسعى لانتزاع مكانة لها على الخارطة الجديدة لم يخرج عن النمط القديم الذي يصعب الاعتماد عليه في استقطاب الناخبين، مع تطور لافت من ناحية غياب العنف اللفظي أو التجاوزات.
تشكيلات سياسية كثيرة خرجت إلى الميدان في معركة إقناع جديدة لموعد برلماني جديد، لكنها بدت مرتبكة أحيانا ولم تقدم حتى الآن الخطاب البديل الذي كان ينتظره المواطنون، وهو ما يطرح مسألة غاية في الأهمية حول مسايرة الطبقة السياسية للتحولات المتسارعة التي يعرفها المجتمع الجزائري، وتعدد انشغالاته وظهور انشغالات جديدة لا يمكن بأية حال من الأحوال إيجاد أجوبة لها في الأرشيف. خصوصا وأن الكثير من المتدخلين في المنابر استخدموا أساليب أبوية ، حيث لم يتحرر خطابها من الضبابية و التهويل و التخويف من العودة إلى الماضي الحزين و التوجه نحو المستقبل الغامض، دون أن يقترب من الواقع المعيش و يضع اليد على الجرح و يستجيب لتطلعات المواطنين الذين أصبحوا يعرفون كل شيء و لم يعودوا في حاجة إلى من يذكرهم بمآسي الماضي و متاعب المستقبل، و لم يعودوا أيضا في حاجة إلى من يريهم عدوهم و يحذرهم من العودة إلى زمن الغول و ينذرهم من المستقبل المليء بالأحزان.
تطور المجتمع الجزائري و أصبح على درجة عالية من الوعي بمخاطر الداخل و الخارج، و لم يعد في حاجة إلى من يعلمه و يرشده إلى طريق المستقبل، ولا تنفع هنا النوايا الحسنة للخطباء لأنها تتضمن في بعض الأحيان نوعا من التعالي الذي يفترض صاحبه في المتلقين عدم المعرفة بالرهانات التي انتظر المواطنون انطلاق الحملة لمعرفتها.
ولا يمكن التعميم هنا، ولا إنكار الايجابيات في أسبوع واحد من حملة خلت من التشنجات وخلت من الخطب العنيفة كما خلت من التجاوزات اللفظية التي تسجل عادة في مثل هذه المواعيد، وهي نقطة تحسب لصالح الأحزاب و المترشحين وتؤشر إلى تطور في الخطاب من هذه الناحية.
وربما احتاجت الطبقة السياسية إلى مزيد من الوقت كي تتدبر أساليب ووسائل جديدة في مخاطبة الجماهير واستقطابها، خصوصا وان الكثير من النشطاء لا يظهرون إلا وقت الحملة، مثلما تحتاج إلى الوقت لتكوين إطارات قادرة على قراءة التطورات المتسارعة لتتمكن من التكيف السريع مع الراهن ومواكبته بالخطاب الملائم.
وبالطبع فإن تعدد الاستحقاقات بكل ما تشهده من مظاهر النشاط السياسي، تشكل فرصة لظهور كوادر جديدة تتدرب على العملية السياسية رغم الشوائب والمظاهر السلبية التي يرصدها المراقبون.
النصر