بسبب ضعف المستوى و العجز عن تزويد المنتخب بلاعبات: تغييرات على نظام بطولة السيّدات وزطشي يقترح تجميد صنف الكبريات

قرر رئيس الفاف خير الدين زطشي، فتح ورشة عمل تخصص لتشريح الوضعية التي تشهدها كرة القدم النسوية في الجزائر، سيما وأنه أعرب خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، عن عدم اقتناعه بالمستوى الذي تسير به البطولة الوطنية للسيدات بمختلف أقسامها وأصنافها، فألح على ضرورة التفكير بجدية في مشروع من شأنه أن يساعد على تطوير الممارسة الكروية، لدى العنصر النسوي بالجزائر.
وبرّر زطشي موقفه بعدم قدرة البطولة الوطنية على تزويد المنتخب بلاعبات من المنتوج «المحلي»، الأمر الذي جعل النواة الأساسية للمنتخب الأكابر تتشكل من لاعبات محترفات في الخارج، فضلا عن تراجع نتائج منتخبات السيدات بجميع الأصناف على الصعيدين القاري والإقليمي، مما دفع به إلى الإصرار على ضرورة رسم خارطة طريق مستقبلية، للنهوض بكرة القدم النسوية في الجزائر، وتمكينها من الظهور بوجه مشرف في المحافل الكروية الدولية.
وأكد زطشي في حديثه عن هذه القضية، خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي بأن نقطة الانطلاق للمشروع المستقبلي يجب أن تكون البطولة الوطنية، وذلك بالسعي لاعتماد نظام منافسة يسمح بالمراهنة أكثر على التكوين والعمل القاعدي، بعد قطع الخطوة الأولى، والمتمثلة في كسر «الطابوهات»، باتساع دائرة الممارسة الكروية لدى الجنس اللطيف، بالمقارنة مع ما كانت عليه بداية التجربة في أواخر الألفية المنصرمة، لكن هذه الطفرة لم تكن لها انعكاسات إيجابية على المستوى الفني، واستدل في ذلك بتركيبة منتخب الأكابر، وكذا النتائج «الكارثية» التي تسجلها منتخبات الأصناف الشبانية، والتي تودع التصفيات من أول الأدوار، بتلقي هزائم ثقيلة.
وذهب رئيس الفاف في دفاعه عن هذا الطرح إلى حد اقتراح «تجميد» البطولة الوطنية بنظامها الحالي، واعتماد بطولة لفئة أقل من 23 سنة، كحل بديل لبطولة الكبريات، سعيا لإرغام الأندية على توجيه البوصلة نحو التكوين، وإعطاء الفرصة للاعبات الشابات، سيما وأن هناك عدة أندية أصبحت تراهن على عناصر لها خبرة طويلة، كما هو الحال بالنسبة لفريق الأمن الوطني، الذي يبسط سيطرته على مجريات المنافسة، بفضل لاعبات هن الأكثر خبرة على الصعيد الوطني، لكن تواجدهن مع المنتخب يبقى «شكليا» فقط.
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن نظام تسيير بطولة السيدات من المحتمل جدا أن يعرف تغييرا مع بداية الموسم القادم، سواء من حيث التدابير القانونية التي تتعلق بتأهيل اللاعبين والأصناف الواجب الانخراط بها، وذلك من خلال اقتراح ضبط عتبة بالنسبة للاعبات اللواتي تجاوزن 30 سنة، كما هو الحال بالنسبة لبطولة الرجال، إضافة إلى صيغة البطولة في حد ذاتها، لأن الرابطة المختصة، والتي يرأسها جمال قسحي تتكفل بتغطية مصاريف الإيواء والإطعام، وكذا جزء من تكاليف النقل بالنسبة لكل فريق ينشط في المستوى الأول، مع اعتماد فوج واحد في البطولة الوطنية، والتوصيات التي قدمتها ممثلة الفيفا خلال زيارتها للجزائر شهر جانفي الفارط، تلزم الفاف باعتماد بطولة وطنية للسيدات بمجموعة لا تتعدى تركيبتها 10 أندية على أقصى تقدير، وهو الأمر الذي جعل رئيس الإتحادية يفكر بجدية في مراجعة نظام المنافسة، واقتراح توزيع الأندية على أفواج بحسب الأقاليم الجغرافية، بغية تقليص مصاريف الرابطة من حيث الإيواء، الإطعام والنقل، مع إلزام الفرق بالمراهنة أكثر على التكوين القاعدي، خاصة وأن بطولة الموسم الجاري عرفت عجز فريق فتيات بسكرة عن مسايرة ريتم المنافسة، بانهزامه في كل المباريات التي لعبها، لتبقى هزيمته في منافسة كأس الجزائر بنتيجة 18 / 0 أمام فريق الأمن الوطني، من بين الأسباب التي جعلت رئيس الفاف يصر على فتح ورشة عمل استعجالية، للتفكير بجدية في هذا المشروع.              ص / فرطــاس