* الإبقــاء على تكلفـــة الحج المعتمـدة في الموسـم الماضـــي * تعليمـات بالتصدي لمحاولات تشويـه الجزائر بيـن العلامـات التجارية العالميـــة * لا...
أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، أمس، حرص الأساتذة على مرافقة التلاميذ لإتمام المقرر الدراسي في الوقت المحدد، مع العمل على تدارك...
أعلن مجمع سوناطراك، عن بدء مرحلة التدفق الأولي للمياه بمحطة تحلية مياه البحر فوكة 2 بولاية تيبازة، وهي الخطوة الأولى لتشغيل المحطة و وضعها قيد...
تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أول أمس الجمعة بيانا رئاسيا، بمبادرة من الجزائر بصفتها الوطنية، يسلط الضوء على البنية المؤسسية لمكافحة الإرهاب...
الموت جوعا هو المصير المحتوم الذي ينتظر ما تبقّى من الشعب السوري الجريح، أي من الذين لم يموتوا بعد بالرصاص أو أولئك الذين نجوا من إرهاب «داعش» و باقي الجماعات المسلّحة أو قذائف الهاونات و صواريخ و قنابل متعددة الجنسيات تسقط على الرؤوس و تدمّر البلاد منذ أكثـر من أربع سنوات.
هذا الفصل الجديد من المأساة السورية، كشفت عنه منظمة أطباء بلا حدود، أول أمس، حيث ذكرت أن 23 شخصا توفوا جوعا في بلدة مضايا المحاصرة منذ ديسمبر الماضي.
و الأدهى و الأمرّ في الحكاية أن من بين الأشخاص الذين ماتوا جوعا، ستة منهم لا تتجاوز أعمارهم العام و خمسة فوق الستين من العمر.
و تقول الأمم المتحدة أن نحو 40 ألف شخص ، نصفهم من الأطفال بحاجة إلى مساعدات عاجلة لإنقاذ حياتهم في مضايا المحاصرة.
و تؤكد التقارير أن القوى المتنازعة على أرض الشام، تعمد إلى محاصرة القرى و الأرياف المخربة التي لم يعد يسكنها إلا الذين لم يستطيعوا الفرار بجلودهم من الأطفال الرضع و الشيوخ العجزة و النساء الأمهات.
مأساة الموت جوعا تحت الحصار هي جريمة لا تغتفر ضد الإنسانية بالمقاييس المتعارف عليها، و لا يفوقها بشاعة إلا الجرائم الاستعراضية التي نفذتها "داعش" على المباشر عندما عمدت إلى إغراق ضحاياها في الماء أو إضرام النار فيهم و هم أحياء أو ذبحهم من الوريد إلى الوريد، في صور صعقت العالم.
و يبدو أن مرتكبي هذا النوع من الجرائم الغريبة، قد استلهموها من فلسفة الدولة العبرية التي تحاصر قطاع غزّة برا و بحرا و جوا من 20 سنة ، بحيث حولّت هذه القطعة من الأرض إلى سجن مفتوح يموت فيه الأطفال و النساء و العجائز من الجوع و البرد، و العالم كلّه يتفرّج و لا يتحرّك، ما عدا بعض المحاولات من منظمات إنسانية أجهضتها إسرائيل في مهدها.
فالذين حوّلوا أرض الشام إلى جمهورية للموت جبناء، لأنهم لم يتركوا لضحاياهم المحاصرين الخيار إلا أن يموتوا بالرصاص أو يموتوا جوعا، و لو خيّروهم لفضلوا الموت أبطالا و هم يحملون السلاح مثل القادرين على حمله.
و يبدو أن حصيلة ضحايا الموت جوعا من الأطفال و النساء، ستزداد في الأيام القادمة ، مادام المتحاربون على الأرض يمنعون دخول المساعدات الغذائية و الإنسانية إلى البلدات المحاصرة.
و من غرائب الصدف أن هذه الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على أرض سوريا، تتزامن و حادثة البكاء الشهيرة التي شاهد فيها العالم كلّه رئيس العالم الفعلي و هو يذرف الدّموع على مقتل 30 ألف أمريكي العام الماضي، من ضحايا حملة الأسلحة النارية داخل البلاد.
فلماذا لا يبكي باراك أوباما الحاصل على نوبل للسلام عام 2009، على أطفال لا تتجاوز أعمارهم العام و على عجزة فوق الستين يموتون جوعا و هم محاصرين في بلدات معزولة بسوريا ،من قبل جماعات سلّحتها و درّبتها القوى الغربية و على رأسها الولايات المتحدة التي يبكي رئيسها لمقتل أمريكي على يد مواطنه في حادث عارض.
و سيكون من قلة الإحترام لذاكرة هؤلاء الضحايا القول أن العالم الحر لم يرهم ، بل الحقيقة أنه لا يريد أن يراهم، لأن مثل هذه المشاهد المأساوية لم تعد تهزّ مشاعره إذا ما زالت لديه مشاعر تجاه البشر.
أما الرجل المقهور الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة، و هو يحمل شعار “ نعم نستطيع”، لم يستطع حتى البكاء من أجل أطفال سوريا الذين ماتوا جوعا.
و يبدو أن المندبة على سوريا الجريحة قد تركها «البطل الرئيسي» مفتوحة للعرب جميعا، لذرف المزيد من الدموع لعلّها تغسل بعض العار العربي.
النصـر