استُقبل السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الجمعة ، خلال اليوم الثالث من...
أكدت الجزائر رفضها القاطع لما يتم تداوله من مخططات ترمي إلى تهجير وإفراغ غزة من سكانها الأصليين، مشددة على حتمية توحيد الأراضي الفلسطينية من غزة إلى الضفة...
خطفت صالات عرض السيارات بقسنطينة، قطاعا هاما من زبائن سوق حامة بوزيان في الفترة الأخيرة، بعدما تحولت إلى قبلة مفضلة للراغبين في اقتناء مركبات تكون...
تمكن أفراد حراس السواحل بدلس بولاية بومرداس، أول أمس الخميس، من إنقاذ 15 مهاجرا غير شرعي، أجانب، وذلك بحسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع...
توفي قرابة خمسين جزائريا غرقا في البحر منذ بداية موسم الاصطياف، دون احتساب ضحايا السدود والبرك.. بعد الموت القادم برا، صار الماء يقتل أيضا وبكل سهولة.
الصورة في الحقيقة مؤلمة جدا، فقد فعل الموت فعلته في الجزائريين بشتى الأشكال والطرق، وسيجد أي إنسان عاقل يعتمد في تسيير حياته اليومية على التربية والعقل، صعوبة في تفسير اندفاع الجزائريين نحو الموت بهذا الشكل.
ربما نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يموت ميتات عبثية بهذا الشكل، كيف لشاب في مقتبل العمر بكل قواه البدنية والعقلية أن يموت غرقا في البحر، و الأدهى من ذلك أن يقضي في بركة مائية أو حاجز مائي صغير يستعمل للسقي، حتى الحيوانات تبتعد عنه وتتجنب الوقوع فيه بدافع الغريزة، هي صورة مؤلمة فعلا لو تمعنا فيها جيدا و بشكل جدي.
ونحن في منتصف الصيف بعد ..العشرات من المواطنين يموتون هكذا في أماكن يفترض أنهم لجأوا إليها للاستجمام والبحث عن الراحة النفسية والبدنية، كل يوم تقريبا نسمع ونقرأ عن حوادث الغرق في الشواطئ، والأبار والسدود الصغيرة، لكن مثل هذه الصور لا نقرأ ولا نسمع بها في وسائل إعلام أجنبية لأنها ببساطة لا تقع في بلدان أخرى، و إن وقعت فبشكل نادر.
لم نسمع عن ألماني، أو أمريكي، أو ياباني مثلا يموت بكل هذا العبث في بركة مائية، صحيح أن الحوادث تقع في كل مكان لكن ليس بهذه الصورة التي توجد عليها اليوم عندنا، فنحن إما أننا نسينا أن الموت موجود، أو أننا لم نعد نعير اهتماما لحياتنا.
وهذه الصورة تعبر في الحقيقة عن خلل ما في التربية التي تلقن للأبناء، أو في تطبيق القانون، وهي في النهاية صورة عاكسة لمستوى وصلنا إليه كمجتمع، لكن أي فرد من المفترض أنه أولى بالحفاظ على حياته من أي جهة أخرى، كيف نربي طفلا ونتعب من أجله سنوات عديدة ولا نريه ما يضره مما ينفعه؟ كيف لشاب مثلا لا يعرف أين يستجم ويقضي عطلة مريحة؟ هذا أمر خطير على المستوى الاجتماعي.
لقد فعل التلهف بنا فعلته في كل شيء وليس فقط في هذا المجال، ونحن اليوم نرى شبابا وعائلات تهجم هجوما على الشواطئ دون فرز الصالح والنظيف منها، والمسموح وغير المسوح به، وهذا لا ينطبق على الشباب فقط بل على العائلات أيضا في صورة تعبر عن بؤس اجتماعي حقيقي.
صرنا لا نعرف حتى كيف نرتب عطلة بسيطة داخل الوطن نتمتع فيها ببعض الوقت، بعد مجازر حوادث المرور التي تقتل الآلاف من الجزائريين على مدار السنة هي الأخرى بطرق عبثية وغير مبررة، يأتي الصيف الذي عادة ما تكثر فيه الأفراح والسياحة والأسفار ليتحول إلى موسم للكوابيس و الخوف بالنسبة للكثير من العائلات، ومأتم بالنسبة لبعض العائلات التي تفقد أبناءها بهذه الطرق.
نقص الإمكانات والهياكل ليس مبررا لقتل النفس..لا يمكن أن نستمر كمجتمع على هذه الصورة، وثقافة السلامة مسؤولية الجميع، والحل يبدأ من طرح التساؤل عن أسباب الموت العبثي للجزائريين، سؤال من الضروري أن يتصدى له المختصون كما على الإعلام أن يلعب دوره ولا يكتفي بتقديم أرقام الموت الباردة دون أن يقدم قصصه المروعة التي يمكن أن تكون عبرة للمقبلين على المغامرات المميتة.
النصر