• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
مرة أخرى يلجأ الليبيون إلى الجزائر كي تساعدهم على تجاوز المحنة التي تسبب فيها أشرار من خارج ليبيا، حاولوا إرجاع البلد إلى عهد الحجر ليس إلا، واليوم يناورون مجددا لتفويت الفرصة على الليبيين.
زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج أمس إلى الجزائر- في الوقت الذي يعقد فيه لقاء في فرنسا حول الأزمة الليبية- تحمل أكثـر من دلالة و أكثـر من رسالة، فهذا الرجل وبحكم التاريخ وروابط الأخوة والماضي لجأ إلى الأصدق من الجيران والأصدقاء كلهم، في وقت عصيب وحساس بحثا عن مساندة ودعم لتجاوز المأزق الخطير الذي تتخبط فيه بلاده منذ سنوات.
المثل القائل أن الأصدقاء الحقيقيين يظهرون أوقات الشدة ينسحب أيضا على الدول في مثل هذه الحالات، رئيس المجلس الرئاسي الليبي يدرك هنا جيدا ماذا يفعل، ويعرف من هم الأشقاء والأصدقاء الأكثـر صدقا من غيرهم، انطلاقا من تجربة الخمس سنوات التي مرت بها ليبيا، والتي بدون شك تكون قد علمت الأشقاء في ليبيا الكثير.
و دون أدنى شك فالسراج ومن معه يعرفون جيدا المواقف الثابتة للجزائر من المسألة الليبية منذ اشتعال الفتنة فيها سنة 2011، و مع مرور الوقت أدركوا جيدا أن ما عبّرت عنه الجزائر من مواقف مبدئية كان عين الصواب، لذلك نراهم اليوم يطلبون منها استعمال ثقلها ومصداقيتها على المستوى الدولي والإقليمي لمنع أي تدخل خارجي جديد في ليبيا مستقبلا، و تليين مواقف من وصفوا بالمعرقلين من القوى الإقليمية والدولية.
و في الجزائر أيضا طلب السراج أمس من المسؤولين الجزائريين أدبيات المصالحة الوطنية التي أثبتت نجاحها في الجزائر بعد 11 سنة من التطبيق، وهو ما يؤكد أن الليبيين الأخيار أدركوا جيدا أن لا شيء ينهي المشكل في ليبيا ويقضي على أوكار الفتنة أكثـر من التصالح بين الليبيين أنفسهم، ولا شيء يمنع التدخلات الخارجية أكثـر من التوافق والتفاهم بين أفراد الشعب الليبي جميعا.
وعندما يتكلم السراج ومرافقوه من المسؤولين عن "المعرقلين" فذلك واضح اليوم للجميع، والشعب الليبي الذي عانى منذ سنوات أصبح يعرف جيدا من تسبب في مأساته بخبث ومن وقف معه بصدق، ومن يرضى له الخير ومن يضمر له الشر والمكيدة، فليس من باب الصدفة- لأن السياسة ليست فيها صدف- أن يأتي السراج إلى الجزائر لطلب كل ما سبق ذكره في الوقت الذي تشرف فيها فرنسا على ندوة خاصة بالمسألة الليبية في العاصمة باريس.
وهنا يستوجب التذكير فقط أن فرنسا ساركوزي هي المتسبب الأول في الأزمة التي يتخبط فيها الشعب الليبي اليوم، العالم كله يتذكر الحقد والإصرار الكبير الذي أبانه هذا الرئيس لغزو ليبيا في ذلك الوقت، وقد عمل ما كان باستطاعته من أجل التدخل عسكريا وتدمير كل مقدرات البلد، وما التطاحن الذي نراه اليوم سوى نتيجة من نتائج هذا التدخل العسكري الفرنسي الغربي ضد شعب ليبيا.
و إذا كان هذا من باب التذكير، فإن ذلك للقول أن من تسبب في دمار ليبيا وتخريبها وتشريد أبنائها بالأمس لا يمكن الثقة به اليوم، وهو يتظاهر بالبحث عن فرص السلام فيها، ثم هل يعقل أن تنظم ندوة حول الأزمة الليبية ولا تستدعى إليها الجزائر.. أكبر جار بالنسبة لليبيا و أكبر شعب شقيق للشعب الليبي؟
الجزائر التي تمسكت بالحل السياسي في ليبيا بعيدا، ورفضت منذ البداية أي تدخل خارجي تجني اليوم ثمار هذا الموقف المبدئي، هي ثمار ثقة الشعب الليبي فيها، ولا تحتاج بعد ذلك لأي اعتراف.
النصر