الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
صدفـة تـحول حسام الدين بن زهرة إلى مـمـون للمشاريـع الكـبرى بـالـحديـد الـمشكّـل
تمكن حسام الدين بن زهرة، البالغ من العمر 28 سنة، من إنشاء مؤسسة «أرما بنز»، في إطار الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب فرع ولاية ميلة، فصنعت لها مكانا مميزا في مجال صنع و تشكيل الحديد، ما جعلها تنمو و تتطور شيئا فشيئا، فرغم أن انطلاقتها كانت في فيفري 2015 فقط، صارت تقدم خدماتها لكبرى الشركات و تمون أهم المشاريع على المستوى الوطني، من بينها مشروع بلارة بجيجل الذي تشرف عليه شركة إيطالية.
حسام الدين بن زهرة، خريج مدرسة الدراسات العليا التجارية بالعاصمة، بين للنصر بأن فكرة مؤسسة «أرما بانز» راودته بمحض الصدفة، حيث أنه بدأ يفكر قبل تخرجه في إطلاق مشروع خاص به، و راودته في البداية فكرة إنشاء مصنع للحليب و مشتقاته، بعد أن لاحظ تسجيل أزمات متكررة في مادة الحليب على المستوى الوطني عموما و ميلة مسقط رأسه خصوصا، فاتصل بأحد موردي آلات مصنع الحليب، طالبا منه الفواتير الشكلية لها، ففهم المورد طلبه خطأ و أرسل إليه فواتير آلات صناعة وتشكيل الحديد، وهو ما استغربه حسام كثيرا، لأنه لأول مرة يسمع عن هذا النشاط الذي يمارسه عدد قليل جدا من الناس ببلادنا و لم يتمكنوا بعد من تحقيق النتائج المرجوة فيه، ما جعله يصارح المورد بمخاوفه، فشجعه و دعاه للتفكير مليا في المشروع، قبل اتخاذ قرار نهائي.
من الحليب إلى الحديد
و أخبرنا حسام بأنه و في نفس اليوم مر صدفة أمام مشروع كلية الحقوق بسعيد حمدين بالعاصمة، فانتبه لتواجد كميات هائلة من الحديد المختلف الأشكال و الأحجام هناك، ومن ثم صار يدقق في المشاريع، وتحديدا كميات الحديد المستعملة فيها، فاقتنع بالفكرة، وحول نظره عن مصنع الحليب إلى صناعة وتشكيل الحديد.
الصدفة الثالثة تمثلت في تزامن ذلك مع تنظيم مسابقة على مستوى المدرسة التي كان يدرس بها ، بالتنسيق مع مدرسة «إينسا» الفرنسية المتواجدة بمدينة ليون، حول إنشاء مؤسسات ومشاريع جديدة بالجزائر، فشارك حسام بمشروع صناعة وتشكيل الحديد، ونجح في المسابقة لينال بذلك فرصة التكوين مدة عام كامل بالمدرسة العليا للأشغال العمومية بالقبة، و من خلال الدراسة التطبيقية و الميدانية تمكن من الإلمام بمشروعه كما يجب.
بعد التخرج مباشرة تقدم الشاب سنة 2014 بملف المشروع إلى وكالة دعم وتشغيل الشباب (أونساج) ميلة، فشجعه القائمون عليها، كما قال، حتى أنه كان أول من تقدم لهم بالفواتير الشكلية للآلات دون وساطة المورد، حيث اتصل بنفسه بالشركات الأجنبية المصنعة لها، على غير ما هو معمول به، وهو ما استغربه القائمون على وكالة أونساج ميلة في البداية ثم تقبلوه بالنظر إلى تكوينه وشهادته العليا، بالإضافة إلى تماشي مشروعه مع توجه الوكالة فيما يخص تشجيع ودعم المشاريع الحديثة النشأة على مستوى الوطن، حسبما أكده لنا مدير فرع الوكالة بميلة السيد خوري نصر الدين، و الذي أشار إلى نيل مؤسسة «أرما بانز» جائزة أحسن مؤسسة في المسابقة المنظمة بمناسبة الصالون الوطني للتشغيل بولاية ميلة لسنة 2016.
مغامرة تلقفتها شركة تركية
في فيفري 2015 انطلقت مؤسسة «أرما بانز» في العمل، ليصطدم صاحبها بعدم تقبل الزبائن لمنتجه، حيث حدثنا عن بذله لجهود كبيرة من أجل الظفر بالزبون الأول لمؤسسته و إقناعه بما توفره المؤسسة في مجال صناعة و تشكيل الحديد، حيث يقدم الزبون مخطط المشروع و الباقي على المؤسسة توفيره من حيث كمية الحديد وأشكاله، أو يتكفل الزبون باقتناء الحديد وعلى «أرما بانز» تشكيله، وفق المخططات الخاصة بالأشغال، وهذا ما قوبل بالرفض في البداية،حيث أن غالبية من قصدهم محدثنا لعرض منتجه عليهم، اعتادوا على أن يقوم بعملية تشكيل الحديد أشخاص معينون، و لم يتقبلوا فكرة تعويضهم بالآلة ، رغم ما سيوفره ذلك من جهد، ومال و وقت يجعل المشروع يسلم قبل انتهاء آجاله.
قال حسام بأنه تسلح بالإرادة و الإيمان الكبير بنجاح مشروعه و واصل محاولاته، و لم يكن لديه خيار، كما أضاف، فأمامه أعباء كبيرة تتمثل في قرض أونساج، بالإضافة إلى مساهمته الخاصة في المشروع و التي تعدت 30 في المئة من قيمته لكراء ورشة العمل و اقتناء بعض التجهيزات والعتاد، بعد أن استنفذت آلة تشكيل الحديد قيمة كل القرض.
كلها عوامل ساعدته على رفع التحدي و تخطي عقبة إقناع الزبون، والتي تلاشت بشكل شبه تام، بعد أن فتح باب شركة تركية تقوم بتنفيذ مشروع نفق بولاية ميلة فتكفلت مؤسسة أرما بانز بصناعة وتشكيل حديد أعمدة مدخلي النفق، وهو ما فتح أبواب شركات و مقاولات هامة وطنية وأجنبية أمامها، منها المقاولة القائمة على إنجاز مسرح الهواء الطلق بمدينة ميلة و مشاريع سكنية ، ومشروع توسعة ترامواي قسنطينة المسند لشركة إسبانية، بالإضافة الى مصنع الحديد بمنطقة بلارة بولاية جيجل.
و بلغت الطاقة الإنتاجية للمؤسسة، حسب صاحبها، 30 طنا في اليوم مع إمكانية زيادتها، حسب نوعية المشروع وآجال تنفيذه، هذا وتوفر المؤسسة جميع أنواع حديد الإسمنت المسلح المستعمل في المباني، بالإضافة إلى إمكانية التنقل بالعتاد والعمال إلى الورشات والمشاريع الكبرى، لربح الوقت والمسافة.
وقال مؤسس «أرما بانز» بأنها رغم حداثتها، توفر ما يفوق 40 منصب شغل، مؤكدا بأن جميع عمالها مؤمنين، و أشار إلى أن مشاكل واجهته في البداية من حيث اليد العاملة التي أغلبها كانت على مستوى الورشة، ما اضطره إلى العمل بنفسه ومعه أخوه لتعويض العمال.
ابن الشيخ الحسين.م