أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تحصي الجامعة الجزائرية اليوم أكثر من واحد مليون و ست مئة ألف طالب، يدرسون في أكثر من مئة جامعة و عشرات المراكز و المعاهد و المدارس الوطنية المشيّدة عبر بنايات واسعة و شامخة، صممّت على الطراز المعماري الحديث، و بأشكال هندسية تسرّ الناظرين من الوطنيين و الأجانب الذين يندهشون لرؤية دولة من العالم الثالث و هي تبني صروحا تعليمية فريدة من نوعها.
الإنجازات الفارهة هذه تشكل حقيقة تحفا فنية تضاهي تلك المقامة في الدول العظمى على شكل مدن جامعية تحتوي على جميع المرافق، و هي عيّنة عن الإستثمارات الضخمة التي خصصتها الدولة للنهوض بقطاعات التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي، باعتبارها القاطرة التي تجر باقي القطاعات الإقتصادية و الإجتماعية نحو النمو و التطور و العصرنة.
و ليس من المن على الأجيال الصاعدة التي يقدر عددها بالملايين و هذا من حقها ، التذكير بأنه ليس هناك دولة واحدة في العالم الحديث، تبني الجامعات في كل الولايات و تضمن المقاعد البيداغوجية لكل الحاملين لشهادة البكالوريا، و تضمن الإقامة و النقل و الأكل و المنح بالمجان لفئة الطلبة الذين يتضاعف عددهم سنويا، ليصبح رقما مهولا و مثيرا للإنتباه.
الدولة ما كانت لتقوم بهذا الإستثمار الكبير في مجالي التربية و المعرفة، الموجه لصالح أكثر من نصف سكان الجزائر المقدر بأربعين مليون نسمة، لو لم تكن تنتظر المقابل من الجامعة الجزائرية في أن تستعيد مكانتها الريادية في المجتمع و التأثير فيه و أن تسهم بحكم طبيعتها النخبوية في حل المشاكل التي تعترض المؤسسات الإقتصادية و الإجتماعية و الإدارية.
لسان حال الجامعيين اليوم يقول للجزائريين أنهم سينتظرون طويلا حتى تضطلع الجامعة الجزائرية بمهام وطنية أكبر من عملية تخريج جيوش من البطالين و حملة الشهادات، فهي اليوم غارقة في مشاكل موضوعية لا تعد و لا تحصى، عزلتها عن محيطها الحيوي و منعتها من الإنفتاح على الوسط الإقتصادي و الإجتماعي الذي هو موضوعها المفضل.
الجامعة لازالت رهينة ممارسات أخلاقية بائدة لا تمت بصلة إلى العلم و الأخلاق، فهي لم تضبط مثلا لصوص السرقة العلمية التي تنخر البحث الجامعي و أطروحات التخرج المستنسخة، و لم تتخلص من العقلية العشائرية و الأقارب و حتى محاولات التوريث و التوظيف بطرق ملتوية..و هي معوقات مقيتة تعمل و للأسف على ترقية الرداءة و الشعبوية و طرد الكفاءات و النخب من وسطها الطبيعي الذي يجب أن تعيش و تترعرع فيه على أمل إعادة التوازن لسلم القيم المختل.
و زيادة على ذلك، تعاني الجامعة أيضا من أعباء إضافية لم تجد لها حلا إلى اليوم ، حيث يتم الحديث بصوت خافت عن محاولات إصلاح الخدمات الجامعية التي تكلف خزينة الدولة مئات الملايير من الدينارات سنويا، فالطالب الذي بلغ به الأمر المطالبة بالنجاح دون إجراء الإمتحان، مقتنع أيضا أنه من حقه المشروع أيضا الدراسة و النقل و الإقامة و المنحة دون مقابل حقيقي.
و في ظل هذه القناعات العامة من الصعب أن تنتقل الجامعة الجزائرية من التكوين الكمّي إلى التكوين النوعي النخبوي الذي بإمكانه الإنفتاح الإيجابي على المحيط الإقتصادي، و اقتراح حلول علمية ناجعة يتم تسويقها كمنتوج للبحث العلمي الممول من قبل الخزينة العمومية.
رقم مليون و ست مئة ألف طالب و مئة جامعة ومدرسة بمعدل جامعتين في كل ولاية .. هي دون شك عيّنة عن أرقام و انجازات كبرى تحتاج إلى من يثمنها و يضعها في الواجهة، لتكون المثل الأعلى في الفعالية و النجاعة.
النصر