الموت يغيب أيقونة الأغنية الجزائرية سلوى
وري بعد ظهر أمس جثمان عميدة الأغنية الجزائرية فطومة لميتي، المشهورة فنيا باسم سلوى الثرى، بمقبرة العالية في العاصمة، بعدما ألقى عليها عدد من زملائها الفنانين و إعلاميين، تتقدمهم وزيرة الثقافة وفاء شعلال، النظرة الأخيرة في قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة.
لفظت الفنانة أنفاسها الأخيرة أول أمس الخميس بأحد مستشفيات العاصمة، حيث نقلت منذ شهر نوفمبر الماضي إثر إصابتها بجلطة دماغية، و على إثر ذلك تقدم رئيس الجمهورية ببرقية تعزية إلى عائلتها جاء فيها « تفقد الساحة الفنية اسما لامعا من ذلك الجيل الذي ارتقى بعطائه الفني، و أثرى الحقل الثقافي برصيد أصيل من الإبداع الراقي، المرتبط بتراثنا الموسيقي الثري المتنوع.
و نودع بأسى وتأثر بالغ مطربة من ذلك الجيل الذي حمل حب الوطن في الوجدان، وارتحل به إلى المحافل الدولية، فخورا بتميزه وعراقته.
لقد كانت الفقيدة صوتا جزائريا أصيلا صادحا بالحس الوطني، و إذ نودعها بألم و أسى، أتوجه إليكم وإلى الأسرة الفنية والثقافية في بلادنا بأحر التعازي و أخلص مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة ، ويسكنها فسيح جناته ، وأن يلهمهم الصبر والسلوان».
و في برقية تعزية بعثت بها وزيرة الثقافة الجزائرية،وفاء شعلال، اعتبرت أنه برحيل المطربة الكبيرة سلوى، يفقد الفن الجزائري أحد أعمدته ، و عبرت الوزيرة عن أصدق مواساتها لعائلتها و كتبت «خلفت رصيدا هائلا من الأعمال الفنية الجميلة والراقية، ساهمت من خلالها في إثراء الخزانة الفنية الوطنية و أكسبتها قاعدة جماهيرية عريضة من المعجبين والمحبين للفن الجميل».
الفقيدة من مواليد البليدة سنة 1935 ، بدأت مسارها مطلع الخمسينات في المسرح مع محي الدين بشطارزي، بعدها انتقلت إلى الإذاعة لتنشيط برامج للأطفال أدخلت عليهم الفرحة و السلوى، و أصبح الجميع يناديها باسم سلوى الذي اشتهرت به طوال حياتها، كما قدمت حصصا ناطقة بالعربية في الإذاعة النسوية الفرنسية، ثم تلقت عرضا للظهور في الدراما و نجحت و أثبتت موهبتها في السينما و المسرح، انتقلت إلى فرنسا في 1959 ، لتطوير موهبتها في الغناء و التمثيل ، كما كانت لها تجارب ناجحة في المسرح الإذاعي مع محي الدين بشطارزي، و عملت في دبلجة الأفلام لإتقانها اللغتين العربية و الفرنسية.
و تركت الراحلة، ذات الحضور المؤثر و الصوت الجميل القوي، رصيدا فنيا متنوعا بين التمثيل و المسرح و الأغاني، حيث قدمت 85 أغنية، بعدة طبوع جزائرية، هي العاصمي الحوزي و العروبي، و أعادت في بداياتها أغاني المطربة ليلى الجزائرية ، كما تألقت مع كاتب الأغاني عمراوي ميسوم في عدة أعمال، أبرزها أغنية « ماتحلفليش» و « كيف رايي هملني»، التي تخطت مبيعاتها 100 ألف نسخة عند طرحها، و كان لها تعاملات فنية مع الراحل معطي بشير، و عندما سافرت إلى مصر، رفضت الغناء باللهجة المصرية، متمسكة بلهجتها الجزائرية.
في مجال التمثيل شاركت في عدد من الأفلام و الاسكاتشات، أبرزها «حسان طيرو» و «حسان نية» مع الراحل رويشد ، كما أسند إليها تقديم حصة «ألحان وشباب ، و أعلنت الراحلة سنة 2015 عن شروعها في كتابة مذكراتها، بالتعاون مع الفنان و الباحث في الأغنية الشعبية عبد القادر بن دعماش.
وهيبة عزيون