السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

صدمةُ الفِراقِ!

يعتقدُ بن الشيخ أن اللّاعب الناجح هو ذاك الذي لا يكفّ عن المراوغات حتى يسقط، فكذلك كان يفعلُ حين كان لاعباً تهتف باسمه الجماهير التي تطربها مراوغاتُه ولا تكترث لضياعِ الكرةِ في نهايةِ المطاف!
أما ماجر فإنه يتحدّث لغتين، على الأقلّ، إلى جانب العربيّة ولا جدال في أناقته ولولا ممارسته لمهنتين غريبتين عليه (التحليل والتدريب) لظلّ أسطورةً غير قابلةٍ للخدشِ، لأنّه كان لاعباً عظيماً حقاً، ساعده مظهره في الدّخول السّريع إلى القلوب خارج الميادين أيضاً، عكس السيّد قندوز الذي كان صلباً في محورِ الدفاع وهشاً خارج الميادين، وبلغ من نقمته على العالم أنّه لا يبتسم  حتى في المواقف المثيرة للقهقهة ويحتاج غضبه الذي يتواصل منذ اعتزاله إلى تحليلٍ.
تغيّرت الكرةُ بعد اختفاء بن الشيخ وقبل ظهور القنوات التلفزيونية الخاصّة في الجزائر، صارت تُلعب بلمسةٍ واحدةٍ، وتكفي مراقبة ذكيّة وناجحة لكرةٍ هوائيّةٍ لزعزعةِ دفاعات الخصوم. يعرف ماجر ذلك جيّدا لكن بن الشيخ فيه يجذبه في كلّ مرّة إلى سبعينيات وثمانينيات القرنِ الماضي، لذلك يتصرّف كمحمود كلّما استفزّه أحدهم.
 في التعليم أيضاً، لا يؤمن بن الشيخ بأنّ العلوم والمناهج في تطوّر دائمٍ، لذلك يرتبط نجاح التعليم من عدمه،  في مفهومه، بثنائيّة الفرنسيّة والعربيّة، فتارة يقول إنّ التعليم ضاع بتعريبه وتارة يرى التخلّف نتيجة لمحاولات فرض الفرنسيّة رغم أنّها لغةٌ غير قادرةٍ على حملِ المعارف الجديدة، والغريب أنّ ماجر يؤيده في الطرحين من باب مجاراته وتجنّب غضبه.
ويجزم بن الشيخ أنّ ما قدّمه للأجيال غير قابلٍ للتعويضِ وأن ما حلّ بالتعليم نتيجة حتميّة لاختفاء أبناء جيله.
و يرى أنّ الديمقراطية ستفسدُ طباعَ محرز إذا لم يكن مؤطراً  بكادرٍ من جيل الثمانينيات يعرف كيف تخاضُ الملاحم.
يرفضُ بن الشيخ بطريقة غير واعية التوقّف عن اللّعب، لأن ذلك مرادف للموت في نظره، ويرى في الأجيال اللاحقة أجيالاً فاشلةً بنت مجدها على جهده، وكذلك يفعل ماجر الذي يرى أنّ «الكأس» إن جاءت، فهي ثمرة من ثمار عمله ولا بأس أن يحصّلها مدرّب آخر ما دام تلميذه!
في المجتمعات الأبويّة يرفض بن الشيخ التوقّف عما هوّ فيه، لأنّه ضحيّة بنية تدفعه إلى عدمِ الخروجِ .
ولذلك فإن «إخراجه» يتطلّب تغيير البنية وليس هجاءه.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com