الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تمرينٌ شاقٌّ

أُطلقت سهامٌ كثيرة في اتجاه كمال داود في الأيام الأخيرة لأنّه تجرأ على «القيّم الجديدة» التي أُضيفت إلى ريبيرتوار الطابوهات، واللافت هذه المرّة أنّ الرّماة كانوا من المدافعين عن الكاتبِ حين هاجمه رشيد بوجدرة بتهمةِ الولاءِ لفرنسا والكتابة تحت الطلب للدوائر التي تصنعُ نجوم الأدبِ في باريس.
الغاضبون على داود لم يغضبوا لأنّ الرّجل استنكر استدعاء الجزائريين لفرنسا في كلّ أزماتهم لأنّهم يعانون من مرضٍ يجعلهم يكرّرون الثورة أو لأنّه «تعاطف» مع السفير الفرنسيّ الذي يصرفُ وقته وجهده في تكذيبِ الشائعات، بل لأنّه أبدى رأيه في مآلات الحراكِ بأسلوبه الذي تعوّد عليه القراءُ منذ أخرجه «ميرسو» من الظلام و بدأ الكتابة في الصّحافة الفرنسيّة!  و لأنّه انتقد تخلي الصّحافة الجزائريّة التي تصف نفسها بالحرّة عن المهنيّة وسقوطها في الدعاية والنّضال، ولأنّه قال إنّ الجزائر أوسع من أن يتمّ اختزالها في ساحةِ البريد المركزي بالعاصمة.
وحتى صحيفة «لوموند» نشرت مقالاً لجان بيار فيليو استهجن فيه ما كتبه كمال داود في «لوبوان» وقال إنّ الكاتب لم يرَ الذين يهتفون من أجل «الاستقلال  الجديد» في الجزائر ولم ينتقد الجيش وفوق ذلك رأى جنازة الفريق قايد صالح الضخمة التي «أنكرها» المبعوث الخاصّ لذات الصحيفة واعتبرها  «لا حدث» في العاصمة !
 واستغرب الكاتب الذي أبدى اهتمامه بالجزائر مجددا في الأشهر الأخيرة (و هو الذي اشتغل في الديبلوماسية الفرنسية) كيف رأى داود في الجنازة العاطفة التي كانت تنقص لإحداث إجماعٍ سياسيّ جديد؟
كان على الكاتبِ أن يكتب ما يرغب «الديمقراطيون» في الجزائر قوله، فهو رائع حين يهجو الدين أو الثورة أو ينتصر للعدوّ الحميم، لكن لا يجوز له الحديث عن عدم جدوى الحراك الذي حاول سيّاسيون فاشلون ركوبه وإبقاءه بدون رأسٍ كي يسهل عليهم الادعاء بأنّهم رأسه المستترة.
فليس من حقّ الكاتب إبداء الرأي أو تقديم روايته الخّاصة و «المختلفة» للأحداث، لأنّ هناك دائماً من يضع الخطوط ولأنّ الاستبداد يغيّر معسكره أيضاً.
نتعلّم من النقاش الذي يدور عند كلّ أزمةٍ في الجزائر بأنّ الديمقراطيّة تمرينٌ صعبٌ، خصوصاً حين نرى بعض دعاتها من «النّخب»  والإعلاميين يرفضون الاختلاف ويقدّمون في ذلك دروساً كبيرة ولا يتردّدون حين يتعلّق الأمر بمصالح صغيرة أو معارف في الدّفاع عن اللّصوص وتمجيدهم.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com