مرافقو مريضة يداهمون مصلحة الولادة بالأسلحة البيضاء
هاجم ليلة أمس الأول، مجموعة من الأشخاص أطباء وموظفي مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي بقسنطينة باستعمال الأسلحة البيضاء، حيث أصيب شرطي وعامل بجروح متفاوتة الخطورة فيما تم تخريب قاعة المعاينة، كما أثار الاعتداء حالة من الهلع في أوساط المرضى والطاقم المناوب.
ونظم أمس، الأطباء المقيمون فضلا عن موظفي مصلحة النساء والتوليد وقفة احتجاجية، و توقفوا عن العمل في الفترة الصباحية احتجاجا على ما وصفوه بتردي الوضع الأمني وتزايد حدة الاعتداءات ضد الطواقم الطبية طيلة فترات اليوم.
وأوضح الأطباء المحتجون للنصر، أن حوالي 10 أشخاص من بينهم حامل دخلوا المستشفى من الباب الرئيس في منتصف الليل واتجهوا صوب المصلحة، حيث تم فحص المريضة التي دخلت إلى قاعة المعاينات رفقة مرافقتها وطلبت من الطاقم المناوب أن يتم قبولها فورا لكنهم أجابوها باستحالة دخولها قبل إجراء فحوصات معمقة بجهاز «الإيكوغرافي» قصد تشخيص حالتها بدقة لكنها رفضت مثلما أكدوا ، مشيرين إلى أنها ظلت مصرة على إجراء عملية قيصرية دون فحصها وهو ما أثار الاستغراب.
وتابع محدثونا، أنهم فوجئوا بعد ذلك بدخول أحد الأشخاص، يفترض ،بحسبهم، أنه زوجها والذي أخذ يشتم كل من كان في القاعة قبل أن يلتحق به مرافقوه حاملين الأسلحة البيضاء إذ كانوا بصدد الاعتداء على الأطباء، لكن أحد العاملين بالمصلحة منعهم ليعتدوا عليه بالأسلحة البيضاء على مستوى الوجه ، حيث أصيب بسبعة جروح متفاوتة الخطورة نقل على إثرها إلى الاستعجالات الجراحية، في حين اعتدي أيضا على الشرطي المناوب مع إسقاطه أرضا وإصابته بجروح، كما تم سرقة هاتفه النقال وسط حالة كبرى من الفوضى والصراخ والسب والشتم.
وظل المعتدون داخل المصلحة وفي محيطها حاملين الأسلحة البيضاء ويتلفظون بعبارات السب في حق المناوبين، قبل أن تتدخل قوات الأمن ويتم القبض على ثلاثة منهم في حين فر البقية، فيما أكد محدثونا أن الاعتداءات أصبحت أمرا عاديا جدا وكثيرا ما سجلت حالات في مختلف فترات اليوم داعين إدارة المستشفى إلى تحمل مسؤولياتها اتجاه «الوضع الخطير» .
وذكر أطباء المصلحة، التي كانت تعرف أمس حالة من الغليان ، أنهم يعانون من ضغط كبير نتيجة التحويلات العشوائية من ولايات شرقية على غرار أم البواقي وميلة وسكيكدة وحتى جيجل رغم ما تتوفر عليه من أطباء وتجهيزات، حيث انعكس الأمر سلبا على نوعية الخدمات وتسبب في اكتظاظ وصفوه بالرهيب، فقد وصل عدد حالات الولادة العام المنصرم مثلما أكدوا إلى 1900 نصفها تدخلات قيصرية، في حين يضطرون إلى وضع ثلاث مريضات في سرير واحد وكثيرا ما لجأت المريضات إلى افتراش الأرض نتيجة انعدام الأماكن.
وطالب الأطباء، بتدعيم فرق الأمن لاسيما خلال المناوبات ومنع مرافقة ودخول أقارب المرضى إلى قاعة الانتظار مع تقليص عدد الزيارات المسموح بها، كما شددوا على ضرورة المتابعة القضائية للمتسببين في الاعتداء، و تحدثوا عن نقص كبير في النظافة، حيث أن الشركة المكلفة تعمل بالوسائل الخاصة للمصلحة، في الوقت الذي كان فيه من المفروض أن توفر كل التجهيزات.
وتفتقر المصلحة إلى الوسائل والتجهيزات الضرورية، حيث ذكر الأطباء أنها تتوفر على جهاز إيكوغرافي قديم واحد يتم العمل به في مختلف الأقسام كما تعرف نقصا في طاولات الولادة والعمليات وكذا أجهزة الإنارة على مستوى قاعة العمليات وأجهزة المنظار مشيرين إلى أن كل هذه التجهيزات تعتبر أساسية لمختلف التدخلات.
وأوضح مدير المستشفى الجامعي كمال بن يسعد في اتصال بنا، أنه قد تم توقيف أحد المعتدين بعد تدخل الشرطة، كما أنه، سيتم تدعيم الأمن أكثر بالمصلحة، مشيرا إلى أن المريضة وجهت من عيادة سيدي مبروك إلى المصلحة بسبب عدم توفر أخصائية التخدير، أما فيما يخص التجهيزات فقد نفى المتحدث وجود أي نقص ودعا مسؤولي المصلحة إلى تقديم احتياجاتها للتكفل بها.
وبخصوص طاولات الولادة، فقد أكد المسؤول أنها متوفرة، كما أشار إلى أن شركة النظافة قد انتهى عقدها والإدارة بصدد التحضير لصفقة أخرى وتعيين مؤسسة أخرى، فيما ذكر مصدر أمني مطلع، أنه تم توقيف ثلاثة متورطين في حين يجرى البحث عن الرابع، مشيرا إلى أن الشرطي قد تعرض لإصابة وسيتأسس كضحية في القضية التي ماتزال قيد التحقيق.
لقمان/ق