السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

مواسـم

سليم بوفنداسة

لا يختفي "الوعيُ" بعد المناسبات التي يزدهرُ فيها، لأنّه حالةٌ متقدمةٌ في تطوّر المجتمعات والأفراد، يُمكّن من قراءةِ المحيطِ قراءةً صحيحةً تُساعد في التدبير.
و لا يمكن تصوّر ظهوره في الخريف واختفائه في الربيع، مثلاً، أو احتلاله للأرواح يوم الجمعة وتبخّره في باقي الأيّام.
لذلك نحتاجُ إلى قراءات هادئة في حالتنا الاجتماعيّة والسيّاسيّة، بعيداً عن الحماسة التي أظهرها كثيرٌ ممّن تصدّوا لشرحِ أحوالنا منذ أكثـر من سنةٍ والذين اكتشفوا نباهةً لا أخت لها في طلب الحريّة، قبل أن ينكروا النّباهة في مناسبة طلبِ الزلابيّة.
قد  يحتاجُ وعيُ الدارس والمحلّل إلى دراسةٍ في حالٍ كهذه، لأنّ أدوات تقديره ستصبح محلّ شكّ، وكذلك الشأن بالنّسبة لأصحابِ المواقفِ التي تتغيّر نحو الاتجاه المعاكس بين إحباطِ الخريف والوعدِ بالغلّة في بدايات الصّيْف.
ثمّة مؤشرات ضعفٍ في الوعي الاجتماعيّ، بل وحتى في وعي النّخب تظهر خلال الأزمات، حيث تطغى النزعات البدائيّة ويحدث التدافع، وفق ما تعكسه السلوكات الانتحاريّة في التعامل مع الوباء وقبل ذلك في التهوّر في قيّادة المركبات وركوب البحر بحثاً عن الجنّة وفي عمليات الغشّ والتدليس والسرقة والعنف، وتظهر في مستوى آخر في خطاب الكراهيّة و التصرّفات العنصريّة بين أفراد مجتمعٍ يتبادلون علناً تعابير الأخوّة.
ويبدو هذا الوضع نتيجةً طبيعيّة لعمليّة قفزٍ في الفراغِ، في غياب مؤسسات بديلة للبنى الاجتماعيّة التقليديّة والإخفاقات التي صاحبت بناء الدولة الوطنيّة وبسبب تدمير المؤسسات السيّاسيّة الذي تسبّب في تراجعِ منسوبِ النّضالِ واختفاء حلقةٍ مهمّةٍ بين المجتمعِ والدولةِ، حلقة لن يعوضّها  جهدُ الخبراء وأساتذة الجامعات مهما بلغت حنكتهم مثلما يأملُ ناقمون على السياسات الفاشلة التي قادت إلى الكارثة، لأنّ المؤسّسة السيّاسيّة (الحزب) تتعامل مع الواقع بأدواته في حين يقفُ الأكاديميُّ (دون التقليل من دوره) في منبر الملقّن مستخدماً أدواته هو والتي قد لا تمكّنه من الخوضِ فيما تقترحه السيّاسةُ من أوحال.
والبناء الديمقراطيّ عمليّة سيّاسيّة بالأساس يتم بموجبها تجسيد الأفكار ووضع  آليات إدارة الحياة العامّة يتولاها ساسةٌ و لا يقوم بها غاضبون في الشارع أو ملثّمون على شبكات التواصل الاجتماعي أو منشطو "وان مان شو" على قنوات فضائيّة.
ملاحظــــة
الوعيُ الزائف هو الرّفيق الدائم للشعبويّة في تاريخها الحافل.

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com