وضع بعض العرب بيضهم في نفس السلّة مع البيض الإسرائيلي كي يسلم بيض أبناء العمومة كلّه أو يتكسر كله.
وفضل السيد بن يامين أن يستشهد بفزع أبناء العم وهو يشهر غضبه على رئيس ديبلوماسية بريطانيا العظمى التي أهدت الوجود لبلاده، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي وقال أن قادة عرب اتصلوا به لتقاسم الخوف من إيران وقد سوّت خلافها مع الغرب.
لم ينجح العرب، هذه المرة أيضا، حتى في التشبه بإسرائيل التي كانت مواقفها واضحة إلى درجة أن وزيرها الأول صدم وزير الخارجية البريطاني أمام الصحافة وهو يقلّل من شأن كلامه و يسفه الاتفاق النووي. ولا يمكن أن ننتظر سلوكا مماثلا من مسؤول عربي رغم كل ما يقدمه العرب للغرب من غلّة، لأن العرب ببساطة لا يمتلكون أدوات الضغط على حلفاء الأمس الذين سئموا على ما يبدو من النفخ في دول غير قابلة لأن تكون دولا و لا تفلح سوى في التدمير الذاتي.
و من بين النجاحات الكثيرة التي حققتها إيران بهذا الاتفاق أنها أظهرت العرب في صورة سلبية وانتصرت عليهم رمزيا بظهورها كدولة مسالمة، خيّرة، تدافع عن مصالحها ومصالح جيرانها وتسعى لتخفيف العلاقات الدولية من التوترات، في وقت ظهر فيه عرب يقولون أن أرضهم منبت الخير كلّه كعدوانيين يسعون للنيل من مقدرات جار يقاسمهم الدين والجغرافيا ويعملون من أجل تأبيد محاصرة شعب وتكبيله وتعطيل انطلاقته نحو التطور و الازدهار وإدامة التوترات والحروب التي تسمح لأنظمة بالبقاء على حساب حقوق شعوبها في الحرية و الرفاه.
كما أثبتت أن التمسك بالحق و الاعتماد على المقدرات الذاتية من شأنهما أن يجلبا الاحترام في نهاية المطاف. عكس الانصياع والخنوع والاتكال على سيوف الآخرين للدفاع عن الذات.
نجحت إيران بتمكنها من العلوم والتكنولوجيا وبتسويتها للتوترات الداخلية بإقرار نظام ديموقراطي كرس التداول على السلطة رغم ولاية الفقيه. وفشل العرب لاعتمادهم بالكامل على النفايات الأجنبية و مقاومتهم الشديدة للديموقراطية ورفضهم للعلم واستثمارهم في الخرافة.
ملاحظة
لم يحرم فقيه إيران دولته من التطور. لم ينجح الفقيه العربي سوى في ذلك.
سليم بوفنداسة