السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

سرُّ «كارولين»!

تُنبّهنا "كارولين" في خروجها من الافتراض إلى الواقع، إلى "واقعٍ جديدٍ" بدأ يتشكّل في حياتنا بنواميسه التي قد تبدو غريبة لكنّها تقدّم مؤشراتٍ صادقة على الوعي واللاّوعي الجمعيّ، أيضاً.

لم تكن كارولين فنّانة من النّوع الذي يُثير الحشود، بل مجرّد امرأة عاديّة اكتشفت قبل سنواتٍ قليلة أنّ مواقع التواصل يمكن أن تكون مصدراً للأموال، وفق ما اعترفت به في تصريح لقناة تلفزيونيّة جزائريّة خاصّة، فشرعت في سرد حياتها العاديّة على "البنات" الجزائريّات، وقد يكون في قصّة هجرتها إلى بلد اسكندينافي ما يُثير الفضول، لكنّ أن يبلغ الأمر إلى حدّ التجمهر لاستقبالها في المطار أو ملاحقتها إلى الفنادق والمطاعم، فإنّ ذلك يستدعي فتح الأعين على ما يمكن أن يبلغه "مُؤثّرون" مجهولون من دون مستوى تعليميّ، ليس في  الاستقطاب فقط ولكن في القيّادة والتوجيه، وفق ما يمكن الوقوف عليه  في  طريقة مخاطبة "المؤثّرة" ذاتها لأتباعها ومعاملتها لهم كأطفالٍ غير راشدين، مثلما نستشفه من فيديو لها بعد واقعة الفندق العاصميّ، حيث دعت الجماهير القادمة للتبرّك والتمسّح بها إلى دفع ثمن وجبة الغذاء في الموعد المقبل أو الاكتفاء بمقابلتها، وفي الفيديو ذاته نلاحظ أنّها تتحدّث من سريرها ومصوّرها مُقعٍ عند قدميها (يُسمع صوته ولا يُرى) ليقوم بإغلاق هاتفها حين تستسلم للنّوم على المباشر بعد يوم شاقّ قضته في استقبال المعجبين والمعجبات!
ولا يقعُ اللّوم هنا على كارولين، ولا ضرورة للوم أحد على الإطلاق، لكنّ "الوقائع الغريبة لعودة كارولين إلى الوطن"، تستدعي طرح أسئلةٍ عن واقعٍ غير معالجٍ إعلامياً وغير مدروس سوسيولوجيا، أسئلة من نوع: ما الذي يدفع ستينيّة جزائريّة إلى ملاحقة شابّة مهاجرة تطرح فيديوهات لا تعنيها على منصّة تواصل؟ وما الذي يدفع شابة في مقتبل العمر إلى التماهي مع ممرضة تقول كلاماً عاديا إن لم نقل تافها؟
يمكن العثور على الجواب عند تحليل ردود الأفعال الواسعة على معلّق رياضي "تعيس"، هو عصام الشوالي الذي استفزّ الجماهير الجزائريّة ، في نفس الفترة، بحثاً عن التفاعل بعد أن خانته اللّغة والمعارف الرياضيّة الضروريّة لممارسة فنّ التعليق.
وجواب هذا وذاك اسمه "الفراغ" و الافتقاد إلى المحتوى الإعلامي والترفيهي والثقافي الذي يستقطب الجماهير سواء عبر الوسائل التقليديّة كالتلفزيونات والإذاعات أو عبر المنصّات الجديدة، أمر تفطن إليه إعلاميّون و"يوتبرز" أجانب باتوا يستهدفون الجمهور الجزائري بالاستفزاز أو الامتداح لرفع نسب المشاهدة.

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com