الجمعة 10 جانفي 2025 الموافق لـ 10 رجب 1446
Accueil Top Pub

خاتمةٌ في وصفِ الاحتفال

تزحف بعض الطّقوس ذات الخلفيّة البدائية على فضاءات علميّة يفترض أنّها تخضع لقواعد خاصّة لا تأخذ التقاليد الاجتماعية بعين الاعتبار.

يمكن رصد ذلك خلال مناقشة رسائل التخرّج في الجامعات التي تستدعي طقوس الأعراس وفي ملتقيات علميّة باتت أقرب ما تكون إلى المهرجانات السيّاسيّة، حيث تتصدّرها كلمات مسؤولين ويحضرها مسؤولون محليون لا علاقة لهم بالجامعة ولا بموضوع الملتقى، ويمكن رصد الظاهرة في كلمات الثّناء والمُجاملات و التكريمات المتكرّرة، في استنساخٍ لتظاهرات تحدث في دور الثقافة و البلديات..
 والغريب أنّ "الاحتفاء" بشخصيّات علميّة يتمُّ بنفس الهالة الطقسيّة، حيث يُعامل الضيف الزائر كشيخٍ أو وليّ صالح تجري الإشادة به وبمساره وعبقريّته وينسى "المحتفلون"  في غمرة نشوتهم الاستفادة من المحتفى به سواء في الإشراف على بحوث أو تأطير باحثين أو حتى تقديم  مساهمة علميّة تفيد الطلبة.
لقد حوّلت بعض الممارسات الجامعة إلى مؤسسة عاديّة يضيع فيها وقتٌ ثمينٌ في كلماتٍ بروتوكوليّة ومجاملة مسؤولين وتكريمات تتنافى مع طبيعتها، كفضاءٍ للعلم يجري فيه كلّ شيء بحسبان، لذلك تحتاج إلى إعادة توجيه، بل إلى ثورة من أجل القطيعة مع ترسّبات مراحل سيّاسيّة تسبّبت في الأزمة متعدّدة الأوجه التي انتهينا إليها.
وذلك من خلال توجيه المقدرات الماديّة والجهد البشري نحو البحث العلمي الحقيقي وتجنب تبديدها في التجمّعات التي تبدأ في المدرجات وتنتهي في المطاعم الفخمة والتي ترتفع وتيرتها بشكل ملحوظ في أشهرٍ معدودة من السّنة لأسبابٍ باتت معروفة.
وإذا كان المختصّون في الدراسات الأنثـربولوجيّة يعرفون كيف يتسرّب الطقس البدائي أو الأصلي إلى كلّ تجمع بشري، فإن المجتمع العلمي مطالب بتحديد أهدافه وضبطها، والتي لا تكون من بينها بكل تأكيد مظاهر الفروسيّة وإثارة الإعجاب و الامتثال وإظهار الانضباط أو تكرار
كلمات ومصطلحات مسؤولين، أي أن يحمي الممارسة العلميّة من "الشّطحات" التي يجود بها اللاوعي الجمعي عند الاسترخاء أمام العادات الاجتماعية و تنزيلاتها في حقل السيّاسة، وكان يفترضُ أن تضع الجامعة  قواعد سير حياة المجتمع ومساعدته على حلّ المشكلات وتجاوز العثـرات وتسند صنّاع القرار ببحوث علميّة مختبرة وليس بمجاراة خطاباتهم.
ملاحظة
ربما تحتاج جامعاتنا إلى صرامةٍ علميّة تعادل صرامة الحراس الذين تضعهم على بواباتها! 
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com