السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

طفلة الباطوار

في الثامنة عشر ألقت ريان خطابا عن العنصرية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل ذلك أصبحت مستشارة لرئيس الوزراء، تنقل له انشغالا وجيها فيتدخل على الفور.
 نعم، إنها جزائرية، لكن هل كان كلّ ما حدث لها سيحدث لو بقيّت في سكيكدة؟
قبل أن نفتخر بما حققته هذه الفتاة، علينا أن نتعلّم من قصتها دروسا عن بناء الإنسان الذي يسبق بناء الأوطان، فهذه النبتة وجدت الرعاية في التراب الكندي، بداية من المدرسة التي قالت ريان في حوار للنصر أنها درّبتها، من خلال النشاطات الجمعوية، على أن تكون معنيّة بمحيطها، وانتهاء برئيس الوزراء الذي قال لها في أول لقاء دفعا لارتباكها:»أنا إنسان مثل الآخرين».
فهل كان أصغر مسؤول في سكيكدة ، مثلا، سيستقبل ريان ويستمع إلى مقترحاتها أم أنه سيسخر منها ويعتبرها مجرد طفلة قادمة من الباطوار؟
يجب أن نبحث عن الفرق هنا في التفاصيل التي تبدو صغيرة: مسؤول يرى نفسه كالآخرين ومدرسة تجعل من طفل مهاجر مواطنا فعالا يُلهم صانع القرار.
 فالنجاح يقتضي وجود  منظومة سياسية واجتماعية توفر الفرص لجميع الأفراد وتثق فيهم بغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم، معتمدة الاستحقاق دون سواه في الفرز،  لأن الفرد ليس مسؤولا عن مكان ميلاده ولا عن مواقف جدّه  من أجداد الآخرين!
و لا بأس أن ننتبه، بالمناسبة، إلى أننا حرّفنا النقاش حول التعليم وبتنا نحصره  في البسملة وعدد الكتب المطبوعة  وعدد البيضات التي يأكلها التلميذ، عوض أن نناضل من أجل مدرسة تؤهل أطفالنا للعيش في عصرهم.
و لا بأس أن ننتبه إلى أننا لم نشف في ممارساتنا من أمراض القبلية و الجهوية ولم نتدرب كما يجب على السير فوق رصيف المدنية، حيث يتم الاحتكام إلى القوانين وليس إلى روابط الدم.
ولا بأس أن نتعلّم من أمم أخرى كيف تستدرج مهاجرين من مختلف الأجناس وتدربهم على فضائل العيش المشترك وتجعل من التنوع الثقافي أحد أسباب قوتها على المسرح العالمي.
نحتاج أن نتعلّم من قصة ريان التي ألقت خطابا وهي دون العشرين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كيف نحترم الفرد فينا ونفتح له الأبواب وندفعه نحو الإبداع ولا نتركه يشيخ في قاعة الانتظار، لأن كلّ فرد “يتيه” هو بالضرورة خسارة غير قابلة للتعويض مهما ارتفعت أسعار النفط!
سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com