السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

هواءٌ مسموم

أصبح «خطاب الكراهية» رياضة وطنيّة تُمارسُ على نطاقٍ واسعٍ، وتُتيح فُرجةً على شبكاتِ التواصلِ الاجتماعيّ وبعض المنابر الإعلاميّة التي نبتت خارج حقول الضّبط ومواثيق الشّرف المهني.
إذ يكفي تصريحٌ صغيرٌ لتندلع حربٌ تنخرطُ فيها القبائلُ و الأعراشُ، في غياب نخبٍ سياسيّة تؤطّر النقاشات وتدفع بالمقولات «العنصريّة»، مثلا، إلى دائرة النّبذ والاستهجان وتحرج أصحابها.
هذا الوضع أعطى الانطباع باختفاء المؤسّسة الاجتماعيّة الحديثة ونكوص الأفراد إلى مراحل بدائيّة سحيقة، والغريب في الأمر، أن بعض الفئات المحسوبة على النّخب، من إعلاميين وساسة، باتت تُمارس هذه الرياضة في سعيها للتموقع في مشهدٍ يمنح «المجد» بناء على عدد النّقرات والمشاهدات.
قد يكون العطشُ إلى التعبير والظهور وراء الكثير من الزّوابع التي تُثار، لكن الظاهرة تقدّم مادّةً تستدعي دراسة المختصّين وصنّاع القرار، لأنّ الأمر لا يتعلّق بأمراضِ أفرادٍ ولكنّه  يُحيل إلى اختلالات صاحبت البناء الصّعب للدولة الوطنيّة وصدمات سنوات الحرب الأهليّة، التي تحتاج إلى علاجٍ متواصلٍ، خصوصا وأنّنا لم نتماثل للشّفاء من الحرب التي سبقت الحرب المذكورة أعلاه، إلى درجة أن أعراض الكولونياليّة لازالت تظهر إلى اليوم بين الأجيال الجديدة، التي تتقمّص المعتدي وتحاول إبراز «فضله»، بل وتخوضُ حروباً بالنيّابة للإبقاء على هيمنته و»منع» النّظر إلى سواه!
وقبل ذلك وبعده لا ترى صورتها إلا في مرآته، كحال بعض الكتّاب الذين اكتشفوا «الكنز» الاستعماريّ وأصبحوا يقدّمون صورة مُحزنة عن «الإنسان الجزائري» في البلاتوهات والصالونات الفرنسية.
 وتشخيص هذه الحالات معروف في أدبيّات التحليل النفسي، كما يحيلنا هذا العلم الجليل على مسبّبات الداء المرتبطة بشعور بالعجز والإحباط لاستحالة تحقيق «إشباعات»، ومثلما لا يمكن إغفال علاج الأفراد «المعذبين بالآخر» وقد تحوّل إلى هدف لسهام الحقد، لا يمكن إبقاء "الداء الجماعي" دون علاج  عبر عمل سوسيو سيّاسي وسوسيو تربوي، لأن الأمر يتعلّق بمعاناة جماعيّة قابلة للتطوّر في الاتجاه السّالب.
في هذا العدد من «كرّاس الثقافة» يتولىّ  أكاديميون وباحثون من مختلف الحقول تشريح «خطاب الكراهية» المنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، كمؤشر على انتشاره في حياتنا العامة، دون أن ننتبه إلى خطره، ويبقى الباب مفتوحا لمقاربة الظاهرة من زوايا جديدة.

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com