السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

حجاب

يتمتّع الماضي بمكانة خاصّة في حياتنا وباحترام  جعله يطمئن في كرسيّ أزمنة أخرى تعذّر وصولها، لأسباب  تخصّها باعتبارها على عجلة من أمرها  و تتعامل مع الأثر كما هو وتتعامل مع البشر في عبوره الآني لحياة قليلة ستنتهي بعد حين، ولا تفتّش عن “الجدّ الأوّل” في حمضه النّووي.
أجل، ثمة سُلطة ثقيلة للماضي على حياتنا تمنعنا من الذهاب إلى حيث يذهب الآخرون وتقترحُ علينا "الكهوف القديمة"  عوض المدن الذكيّة التي يسكنها جيراننا على هذه الأرض، تتجلى هذه السُّلطة في الممارسات المقتبسة من الزمن المذكور وفي الخطاب التمجيدي الذي يُعلي مكانته، ويُترجَمُ هذه الأيام  في تعابير بدائية عن أشجار السّلالات المباركة.
وقد يتعلّق الأمر، هنا،  بحجب رؤية يجعلنا في وضعيّة “سجناء” ، لأن الذهاب إلى المستقبل يتطلّب استخدام أدوات لا نوليها أهميّة في الاجتماع
و السياسة كما في الثقافة والاقتصاد، وقبل ذلك كلّه في منظومات التعليم من خلال تركيز النقاش على القشور وإهمال الجوهري، أي مواد بناء إنسان يستطيع العيش في العصر الحديث، عصر التقنيّة التي تسهّل الحياة للمنتسبين وتعقّدها على المتكئين على أرائك النوستالجيا يعدّدون البطولات ويفتّشون في القواميس القديمة عن معاني المجد.
نحتاج  اليوم إلى نخبٍ تجيب على مشكلاتنا بحلول ذكيّة  وليس إلى معرفة اسم الجدّ الذي قفز من الشجرة. نحتاج إلى إدارة حياتنا عن طريق الاستحقاق، حيث لا ضرورة  إلى صراعٍ  و منتصرٍ ومهزومٍ، و حيث يصنع الفردُ جدارته دون حاجة إلى سماسرةٍ أو سندٍ من القبائل والعروش، وحيث تتقدّم الجدوى على سواها في ترتيب الأولويات.
نحتاج اليوم إلى بناء مدن لا يتعذّب فيها اللاحقون، نحتاج إلى مدارس تعدّ لنا “الإنسان الجديد” الذي يحلّ مشكلاته بالعلم وليس بالمكائد والصّراخ، ويستعيض عن “القتال” بحسن التدبير الذي هو حصيلة استخدام المعارف لمواجهة متطلّبات العيش.
نحتاج إلى هدنة بعد الحروب الطويلة التي خضناها في الواقع وفي الخيال.
و نحتاج قبل كلّ ذلك إلى إسكات صوت “الكراهية” الذي بدأ يرتفع بين الناطقين بلغة مشؤومة على شبكات التواصل الاجتماعي، في نقاشات مغلوطة عن الهويّة واللّغة، تحيل إلى وضعيّة بدائيّة و"أميّة"في المواطنة.

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com