الأحد 3 نوفمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

ماجر ليس وحده!

استغرب رابح ماجر غضب الجماهير والصحافة عليه، بعد فترةٍ وجيزةٍ من توليه الإدارة الفنيّة للمنتخب الوطني، لكنّه استعاض عن انصراف الجماهير والصّحافة بالله، الذي قال إنه بقيّ معه.
و ماجر ليس أول من «يستقوي» على غيره بالله في حياتنا العامّة والحياة اليوميّة، في حالةٍ تعكسُ إما افتقاد الحجّة وإما إضفاء القداسة على سلوكٍ تجنّبًا للمساءلة.
بدا دفاعُ الرّجل عن نفسه بتلك الطريقة محزنًا و مأساويًا تمامًا كما كانت عليه الحال  وهو يصرخُ داعيًا صحافيًا إلى الصّمت، هو الذي ظلّ أيقونةً ورمزًا في عيون أجيالٍ من الجزائريين وغير الجزائريين، بعد مسيرة رياضية أسطوريّة أصبح بموجبها ابن عائلة جزائرية بسيطة نجما عالميا.
لكن ما الذي حدث حتى ينقلب الوضعُ؟
ليس ماجر وحده من تعرضّ إلى امتحانٍ عسيرٍ خسر فيه رصيدًا رمزيًا ما كان ليخسره لو كان مسنودًا بمؤسسة تمدّه بالاستشارة وتمنعه من إيذاءِ نفسه، فقبله خسرت وجوهٌ تاريخيّةٌ  وسياسيّة وثقافيّة ما راكمته، بمجرّد دخولها حقل السياسة الملغوم أو لضعفها أمام إغراءات السلطة والمال، أو عند تورّطها في جدلٍ يكشف عن ضيق الصدر أو الافتقاد إلى فضيلة التسامح.
ثمة ظروف تصنع الرمز، قد تكون فرديّة أو جماعيّة، لكنّ المناخ العام عندنا يساعد الرموز على تدمير نفسها إذا لم تجد متطوّعين لممارسة الفعل ذاته!
وهكذا فرّطت نخبٌ في «وجاهتها» وفي سلطتها المعنوية مقابل مكاسب زائلة، وانكسرت أيقونات بمجرّد ما نطقت، إلى درجة  أن محبيها تمنّوا لو ظلّت على صمتها المجزي، وفي منعطفات التاريخ سقط كثيرون وصمدت قلّة، حتى ساد انطباع مؤداه أن رموزنا تصون نفسها أحسن خارج الحياة!
ربما  يعود الأمر إلى مشكلة في ثقافة «الصيانة» التي نفتقد إليها في الكثير من مناحي حياتنا فلا نحسن تقدير  ما يجب تقديره  وربما لارتباط  التقدير ،عندنا، بمجدٍ راهنٍ أو خدمةٍ آنيّةٍ، أو لأنّنا لم نتدرّب بعد على الاختلاف والتعدّد الذي يجعلنا نحافظ على «قيمة» الآخر،  كما لم نتدرب  على الاعتراف بالخطأ ومراجعة الذات والاحتكام إلى الاستحقاق دون سواه.
 ملاحظة
تشير الوقائع إلى أن «الرموز» تتضرّر، غالبًا، في محاولات «المرور بالقوّة» التي لا يصفّرها الحكّام، سهوًا أو عمدًا!

المزيد من الأعمدة

الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
ضرورة التفكير في المجتمع

  سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا...

  • 16 أفريل 2024
المخفيّ

حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان...

  • 26 فبراير 2024
اختراق

شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة...

  • 19 فبراير 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com